أعلن البنك الدولي تنظيم مؤتمر عالمي يتيح للدول النامية تعزيز قدراتها على تحقيق اهداف التنمية، لاسيما هدف مكافحة الفقر المدقع والجوع، عبر تبادل الخبرات الايجابية والسلبية التي توافرت لها من تجاربها الانمائية. وستعرض دول عربية وايران، ممثلة لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا والتي يقدر حجم اقراض المؤسسة الدولية لمشاريعها الانمائية بنحو خمسة بلايين دولار، عدداً من تجاربها الوطنية. وقال البنك الدولي في بيان ان المؤتمر المقترح الذي تستضيفه الصين في مدينة شنغهاي في الفترة من 25 الى 27 أيار مايو المقبل سيكون الاول من نوعه الذي يجتمع فيه العاملون في مجال التنمية وواضعو السياسة في الدول النامية لتبادل الخبرات عن الممارسات الناجحة وكذلك الفاشلة وتحليل اسباب الفشل واثره في تحقيق اهداف التنمية. وتضمنت اهداف التنمية التي تبناها المجتمع الدولي في بيان الالفية المشهور مجموعة من الانجازات المؤمل تحقيقها بحلول سنة 2015 وتتمثل في خفض مستوى الفقر المدقع الى نصف ما كان عليه عام 1990 والقضاء على الجوع وتوفير التعليم الاساسي للجميع وتحقيق المساواة بين الجنسين ومكافحة الامراض الوبائية مثل مرض نقص المناعة المكتسبة ايدز والملاريا وتحسين خدمات رعاية الامومة وحماية البيئة واقامة شراكة دولية لمساندة اهداف التنمية. وحققت الدول النامية كمجموعة نجاحاً كبيراً نسبياً في مكافحة الفقر، اذ ان عدد مواطنيها الذين لايتجاوز دخلهم الفردي دولاراً واحداً في اليوم ويعيشون، وفق هذا المعيار العالمي، في فقر مدقع، انخفض من 1.237 بليون نسمة عام 1990 الى 1.1 بليون نسمة عام الفين على رغم ارتفاع عدد سكان العالم بنحو 1.6 بليون نسمة. إلا أن المسؤولين الدوليين يخشون الا تكون نجاحات الماضي ضماناً للمستقبل، خصوصاً ان التجارب الفردية للدول النامية اظهرت تبايناً في نسب النجاح المحقق وشملت حالات من الفشل. وبرزت منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا كمثال على تباين التجارب الانمائية، اذ ارتفع عدد فقرائها من خمسة ملايين نسمة عام 1990 الى ثمانية ملايين نسمة سنة الفين، لكن البنك الدولي لفت في احدث تقاريره الى ان جهود مكافحة الفقر حققت نجاحات كبيرة في عدد من البلدان وتعرضت لانتكاسات خطيرة في عدد اخر، مشيراً الى ان وضع الفقر سجل تحسناً كبيراً وان بدرجات متفاوته في تونس ومصر والاردن وايران وتفاقم في المغرب والجزائر بينما بقي اليمن يعاني اكبر نسبة من الفقر في المنطقة. وستعرض مصر وايران والمغرب واليمن تجاربها ضمن 70 حالة وطنية من المقرر ان يناقشها المشاركون في مؤتمر شنغهاي، الذي شدد رئيس البنك الدولي جيمس وولفنسون على اهميته متوقعاً بان تساهم نتائجه في تغيير الطريقة التي يتعامل بها البنك مع مسائل التنمية. وقال:"اننا ندعو خبراء الدول النامية لتحديد الحلول القابلة للتطبيق على اوسع نطاق". واضاف ان"لدينا خبرة طويلة في مجال التنمية الا ان ضمان النجاح في تحقيق اهداف التنمية يتطلب منا تسريع النتائج". وتتناول تجارب الدول العربية وايران تشجيع التحاق الاناث بدور التعليم في المناطق النائية في مصر وتوفير خدمات الرعاية الصحية لابناء الريف في ايران ومكافحة الفقر في قرى المغرب علاوة على التجربة الرائدة التي تبنتها الحكومة اليمنية بتأسيس الصندوق الاجتماعي للتنمية، الذي يعنى بتمويل مشاريع التعليم والرعاية الصحية وامدادات المياه والصرف الصحي وتحسين اوضاع المجتمعات الفقيرة.