أبدى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي تفاؤلاًً بفرص تحقيق الأهداف الإنمائية في موعدها بحلول عام 2015. وعزت المؤسستان تفاؤلهما إلى تسارع نمو الاقتصادات النامية، لكنهما حذرتا من أن مساندة جهود الدول الفقيرة لبلوغ هذه الأهداف يتطلب من الدول المتطورة الاضطلاع بمسؤوليتها إزاء الانتعاش العالمي عبر إصلاح نظامها المالية وضبط موازناتها. وأكدت المؤسستان في بيان مشترك أصدرتاه مع انطلاق اجتماعات الربيع ليل أول من أمس أن «ثلثي البلدان النامية يقترب من بلوغ أهداف إنمائية رئيسة في مكافحة الفقر المدقع والجوع، أو يسير على الطريق الصحيح نحو تحقيقها». وأشارتا إلى أن نصف الدول التي كانت مهددة بالفشل التحقت بصفوف الرابحين. وقال مدير مجموعة «آفاق التنمية» في البنك الدولي هانز تيمر إن «بلوغ الأهداف الانمائية يعتبر انجازاً مهماً للدول النامية»، مشيراً إلى «نظرة فاحصة» سلطتها المؤسستان في جهد مشترك، على مستجدات الأوضاع في مختلف البلدان النامية، كشفت في المحصلة عن «صورة متنوعة الملامح، لكنها تبعث على التفاؤل في أغلب الأحيان». وأوضح تيمر أن أهم أسباب تعزز فرص النجاح تتلخّص في تحسن سياسات الدول النامية وتسارع نمو اقتصاداتها، مشدداً على أهمية العامل الاقتصادي في بلوغ الأهداف الانمائية، التي تشمل إلى جانب مكافحة الفقر المدقع والجوع، تأمين حد أدنى من التعليم وتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة وخفض معدلات وفيات الأطفال والقضاء على الأمراض الوبائية. ويسير العالم في الطريق الصحيح لخفض نسبة فقرائه المدقعين، الذين يعيش الفرد منهم على دخل لا يزيد على دولار واحد وربع الدولار يومياً، من 41.7 في المئة من التعداد الاجمالي لسكانه في عام 1990 إلى 14.4 في المئة بحلول عام 2015. ولا يبدو الانجاز المتوقع تحقيقه هزيلاً، فعلى رغم أن هدف الألفية الأساس طمح إلى خفض عدد الفقراء إلى النصف، إلا أن العدد الفعلي سيتراجع من 1.82 بليون شخص في عام 1990 إلى 883 مليوناً في أقل من خمس سنوات، ما يعني أن الدول النامية ستكون أنقذت نحو بليون انسان من براثن الفقر المدقع في ربع قرن من الزمن. وانفردت الصين بأكبر نصيب من الانجاز الانساني، بعدما خفّضت نسبة الفقر المدقع من زهاء 60 في المئة من تعدادها السكاني إلى أقل من خمسة في المئة، منقذة 622 مليون نسمة، لكن نصيب الهند لم يقل ضخامة عن جارتها، على رغم أن عدد الذين أُنقذوا من مواطنيها لم يتجاوز 158 مليون شخص. ويكمن السّر في أن نسبة النمو السكاني في الهند ناهزت ضعفي نظيرتها الصينية، في الفترة الزمنية ذاتها. ولعبت فروق النمو السكاني دوراً أكثر قسوة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، أكبر تجمع للدول الأكثر فقراً، إذ يُتوقع أن تنخفض نسبة الفقر المدقع في هذه المنطقة من 58 في المئة عام 1990 إلى 36 في المئة بحلول عام 2015، لكن عدد شديدي الفقر سيرتفع من 296 مليون شخص إلى 345 مليوناً. ووفق تقديرات تقرير «الراصد العالمي» الذي نشره صندوق النقد والبنك الدولي، ستنفرد منطقتي أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا بنحو 82 في المئة من فقراء العالم، ويتوزع الباقون وفق درجة الكثافة في أميركا الجنوبية (29 مليون شخص) وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطي (5.8 مليون) والشرق الأوسط وشمال أفريقيا (4.8 مليون). ولفت خبراء المؤسستين الدوليتين إلى أن 17 بلداً لا تزال «بعيدة» من تحقيق هدف خفض الفقر المدقع إلى النصف، على رغم توقع نجاحها في بلوغ معظم الأهداف الأخرى. ونبهوا من بطء التقدّم، وحضّوا على حثّ الخطى، مشيرين إلى أن دولاً نامية عدة تحتاج إلى جهود مضاعفة لتحقيق أهداف رئيسة وفرعية، مثل تأمين خدمات الصرف الصحّي وخفض معدلات وفيات الأمهات والأطفال.