خرج أمس نحو 700 كردي بمسيرة تأييد للرئيس بشار الاسد في حي الرز وادي المشاريع قرب دمشق، بعد اطلاق السلطات ليل أول من أمس بين 350 و400 موقوف من هذا الحي الذي شهد في الأيام الأخيرة أعمال عنف ومواجهات بين الشرطة والمدنيين ادت الى توقيف عدد كبير منهم. في غضون ذلك، استغرب الدكتور صلاح كفتارو في خطبة الجمعة، أمس، نيابة عن والده مفتي سورية الشيخ احمد كفتارو الذي يتحدر من اصل كردي "تزامن الاحداث مع التهديدات الاميركية لسورية واقرار قانون محاسبة سورية واستعادة سيادة لبنان". وقال كفتارو ل"الحياة": "على الاكراد ان يتألقوا في وطنهم سورية كما تألق البطل صلاح الدين الايوبي في الدفاع عن الامة"، لافتاً الى ان "قضية الاصلاح والديموقراطية يجب ان لا تكون من خارج البلاد لان مسيرة الاصلاح الفعلية تكون من الداخل". راجع ص 6 وقال شهود عيان ل"الحياة" ان بعض المشاركين في مسيرة حي الرز هتف "الله، سورية، بشار وبس"، رافعين علم سورية وصور الرئيس الراحل حافظ الاسد والرئيس بشار الاسد. وكانت السلطات السورية اطلقت بين 350 و400 موقوف من اهالي حي الرز. وقال رئيس "الحزب الديموقراطي التقدمي الكردي" غير المرخص عبدالحميد درويش ل"الحياة" ان هناك "وعودا" باطلاق نحو 200 آخرين موجودين في اماكن اخرى في دمشق في الايام المقبلة. وشارك معظم المفرج عنهم في مسيرة التأييد. وروى عضو المكتب السياسي ل"الديموقراطي التقدمي" تمر مصطفى ان مسؤولا امنياً خطب في الموقوفين قبل اطلاقهم، وانه قال ان "اعمال الشغب كانت بفعل اشخاص مدسوسين" وان "هذا البلد بلد الجميع تتجلى فيه الوحدة الوطنية بقيادة الرئيس بشار الاسد، فقام عدد منهم بالهتاف بالروح بالدم نفديك يا بشار". ونقل بعدها الموقوفون في نحو 12 باصاً من أحد المراكز الامنية الى وادي المشاريع في منطقة دمر قرب دمشق. وقال درويش: "ان اطلاقهم مبادرة ايجابية نتمنى ان تشمل جميع الموقوفين"، بعدما اشار الى وجود موقوفين آخرين من مدن شمال شرقي البلاد ومدن شمال مدينة حلب. ونقلت وكالة "فرانس برس" من القامشلي عن عبدالعزيز داود الأمين العام للحزب الديموقراطي التقدمي الكردي محظور، قوله: "تبلغنا ان السلطات السورية أفرجت عن 600 كردي اعتقلوا في دمر السبت الماضي خلال مواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين أكراد". وقال داود: "ان نحو 1500 كردي ما زالوا معتقلين في محافظات الحسكة وحلب". وفي أنقرة، علم ان تركيا عززت وجودها الأمني على الحدود مع سورية لمنع أي عمليات تسلل أو هجرة جماعية كردية من سورية. وأشارت مصادر كردية مطلعة ل"الحياة" الى أن أحداث القامشلي "جاءت نتيجة مخطط استفزازي أعده حزب العمال الكردستاني المتمركز في شمال العراق، وذلك بالتعاون والتنسيق مع جهات اميركية". ولفتت الى "امتداد أعمال الشغب بشكل مدروس الى أوروبا حيث داهم أكراد سفارتي سورية في بروكسيل وجنيف، وهو دليل على وجود بصمات قوية لحزب العمال الكردستاني الذي يتمتع بكونه أكثر الأحزاب الكردية تنظيماً في أوروبا، كما أن تنظيماته الشعبية في سورية قوية للغاية، خصوصاً بين المهاجرين الأكراد من العراق الى سورية خلال العقدين الماضيين". وأكدت هذه المصادر الكردية "ان قسماً من حزب العمال الكردستاني يحاول ان يثبت لواشنطن امكاناته وقدراته في المنطقة التي يمكن أن يسخرها من أجل المصالح الأميركية في مقابل الإبقاء على قواته التي تبلغ نحو 5000 مسلح متمركزة في شمال العراق، وذلك بعدما وعدت واشنطنأنقرة بأن العراق لن يكون مقراً لحزب العمال الكردستاني الذي ضمته أميركا الى قائمة الأحزاب الارهابية. وكان الحزب الكردي طرد عثمان أوجلان الأخ الأصغر لزعيمه عبدالله أوجلان بعد اتهامه بالتعاون مع القوات الأميركية سراً. ولجأ عثمان أوجلان وثلاثون من رفاقه الى مدينة الموصل وسط أنباء عن تسليم نفسه للقوات الأميركية هناك. وكان عثمان أوجلان أشار في حديث الى "الحياة" في أيلول سبتمبر الماضي انه اجتمع مرتين مع وفد اميركي في شمال العراق خلال شهر آب اغسطس الماضي، لكنه نفى وجود أي تعاون بينهما.