أخيراً "تكرم" رئيس مايكروسوفت بزيارة للشرق الاوسط وتحديداً لأرض الكنانة. وأمضى يومين في ربوع القاهرة مع ضجة اعلامية تركزت عليه شخصياً. لم يخل مقال من ذكر انه اغنى رجل في العالم يزورنا! كان هدف زيارة بيل غيتس حضور "مؤتمر مطوري مايكروسوفت" التي اختتم اعماله في القاهرة اخيراً ومؤتمر القيادات الحكومية العربية. وما يهمنا هنا هو استخلاص نتائج هذه الزيارة وأثرها على المستخدم العربي الذي يدفع الكثير في مقابل استخدامه لمنتجات مايكروسوفت. وكان أصح ما تمخضت عنه الزيارة "العظيمة" اتفاق مع وزارة التربية والتعليم المصرية، هو عبارة عن مذكرة تفاهم، تلتزم من خلاله مايكروسوفت لخمس سنوات، بتقديم الدعم لمشروع المطور الصغير في المدارس المصرية الذي يتضمن تنفيذ مشروعات برمجية صغيرة على مقاس طلاب المدارس. ويبدو المشروع رائعاً للوهلة الاولى. ولكن عند النظر بتعمق فإن مايكروسوفت تتوصل الى تربية جيل من الطلاب على برمجياتها، ما يعني ضمان ولائهم لها في المستقبل، "فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر". وورد في خبر آخر تناقلته وكالات الانباء ان إيمري بيركن نائب رئيس مايكروسوفت لمناطق اوروبا والشرق الاوسط وأفريقيا اعلن عن استثمار 7 بلايين دولار، في باكستان وليس في العالم العربي الذي هو جزء كبير من منطقته. ويُستثمر هذا المبلغ في اقامة الشركة مراكز لتقنية المعلومات في 16 مقاطعة باكستانية وفتح فروع رئيسية لمايكروسوفت في إسلام آباد وبيشاور وكراتشي، اضافة الى إعداد الشركة برامج بلغة الاوردو، وتزويد وزارة التعليم الباكستانية ببرامج تعليمية تقنية. ووقعت الشركة مذكرات تفاهم مع اللجنة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة التعليم لبدء مشروع تطوير صناعة تقنية المعلومات في باكستان. لنقارن ذلك مع اهم نتائج زيارة بيل غيتس اي مشروع "المطور الصغير" في الشقيقة مصر، وحدها مع تجاهل الدول العربية الاخرى! ومع ان بيل غيتس يكسب 250 دولاراً في الثانية اي 900 ألف دولار في الساعة، فإن زيارته لمصر على يومين يكون دخله فيهما 43 مليوناً و200 ألف دولار، فماذا لو انه تبرع بدخله لهذين اليومين لمشروع يدعم المطورين العرب؟ اما كان اجدى؟