كان ممدوح عدوان"محظوظاً"في ان المرض زاره قبل سنوات من رحيله كي تسرع"المؤسسات المانحة"السورية في منحه جوائزها قبل عودته في موكب رسمي - وداعي الى مسقط رأسه. وكلما كان السرطان يكثر من علاماته على جسد عدوان، كانت الجوائز والصور التذكارية تنهمر على رأسه مثل"حب عزيز"القاسي. وبين جرعة كيماوية وأخرى تحول عدوان من ذاك"المطلوب"بسيارة ودوريات حراسة مكشوفة"تسهر على راحته"حيثما حل في الليل والنهار في شوارع دمشق لأنه كتب عن"الحاشية"بعنف، الى شخص يكرم في المراتب الرسمية... وشبه الرسمية. قبل اشهر فقط وقف السرطان الى جانب عدوان في مسقط رأسه المسرحي، فوافقت ادارة"المعهد العالي للفنون المسرحية"بعد تردد على تكريمه مع راحلين اثنين هما سعدالله ونوس وفواز الساجر. وكانت جائزته عبارة عن"شهادة تقدير"وباقة ورد وألف دولار... مع صورة جماعية ضمتهما مع وزير الثقافة محمود السيد وعميد"المعهد"سامر عمران لتعلق الصورة في"لائحة الشرف"مع وعد السيد بأن يكون"تكريم المبدعين الذي يقدمون حياتهم فداء للوطن تقليداً في سورية". وتزامنت شراسة المرض مع جائزتين اخريين. الاولى لدى تكريمه في افتتاح الاستحضارة الثانية عشرة ل"مهرجان دمشق المسرحي"، والثانية لدى تسميته عضواً في لجنة تحكيم جوائز"ادونيا للدراما السورية"التي اطلقتها"المجموعة المتحدة". ... ولأن السرطان سرق منه مهنة المشي في الطرق، توطآ معاً فأرسل عدوان حلقات مكتملة من ضحكته بدلاً من الجسد الى حفل توزيع الجوائز مساء الخميس الفائت. مدير مكتب "الحياة" - دمشق