لم يجر رسمياً في سورية الاحتفال ، أي احتفال ، بالذكرى الاولى لرحيل الكاتب المسرحي سعدالله ونوس. ربما مقالة صغيرة في طرف جريدة! وخبر سريع عبر شاشة التلفزة معلناً رحيله. ونوس الذي كرّمه يوم المسرح العالمي ورصد مقاطع لأهم الشخصيات التي ساهمت في هذا اليوم منذ تأسيسه باختياره مقطعاً شهيراً من كلمة ونوس التي ألقاها في 28 آذار مارس 1996، وكانت عن "الجوع إلى الحوار". لم يتم الإعداد لمسرحية من مسرحياته لكي تعرض جماهيرياً في يوم رحيله ليصبح هذا اليوم طقساً احتفالياً للمسرح في كل عام خاصة إذا علمنا أن نصوصه القديمة و الجديدة لا تزال في غالبيتها العظمى بلا منبر مسرحي. والندوة اليتيمة المصغرة عقدها المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق وضمت حوالى ثلاثين طالباً وبعض الحضور من خارج المعهد وأشرف عليها بعض الأساتذة. في حصين البحر كان التكريم المسرحي الفعلي. فمنذ حوالى شهر وزوجة ونوس الممثلة المسرحية سابقاً فايزة شاويش تعد بجهد فردي شخصي للاحتفال بذكرى رحيل رفيق عمرها، استرجاعاً لذكرى مسرحية "حفلة سمر من اجل 5 حزيران" إحدى أوائل مسرحياته التي اشتهر بها. ... في مدرسة القرية منصة وخشبة مسرح وأعمدة للستائر زينها الشباب بزهر القرية ورصفوا باحة المدرسة بأكثر من ألف كرسي امتلأت كما شرفات المنازل المحيطة وسور المدرسة نفسه. ودعت فايزة شاويش "فرقة مسرح شبيبة الثورة" من حلب لتقدم مقاطع كانت قدمتها سابقاً من "رأس المملوك جابر" و"الفيل يا ملك الزمان" و"الملك هو الملك" و"حفلة سمر من أجل سعد الله ونوس" من إبداعهم الشخصي و"سهرة مع أبي خليل القباني". كانت حفلة مؤثرة استمرت ساعتين حضرها الكثير من الوجوه الثقافية والأدبية السورية كأدونيس وأديب غنام وعمر أميرالاي وأسامة محمد وبوعلي ياسين ونبيل سليمان وأسعد فضة وكثيرون آخرون. واذا استطاعت فايزة شاويش إرساء هذا التقليد سنوياً بسبب التكرار والإيقاع والإتقان فهذا لا يعني فقط نقل الثقافة إلى قرية أنجبت مبدعين، بل جعل هذه القرية تتحسس أهميتها من خلال الطقس الثقافي وليس من خلال أبنائها فقط.