السجادة الحمراء ما زالت تجهز لمرور المدعوين على مسرح يتوسطه تمثال كبير يرمز للجائزة. ليست الحفلة لتوزيع جوائز «إيمي» الأميركية، فمخرجه السوري سيف الدين سبيعي، ومصمم جائزته التشكيلي السوري حمود شنتوت، ومقدم السهرة «العقيد» سامر المصري. إنها حفلة توزيع جوائز «أدونيا» الخامسة للدراما السورية التي تقام الخميس المقبل، ولن يستغرب الوسط الفني قراءته تفاصيل ما حصل في الحفلة في نشرة إعلامية توزع عليه قبيل خروجه، لأن الأمر حدث العام الماضي. المجموعة المتحدة للنشر والإعلان والتسويق «يو جي» هي صاحبة الفكرة في التكريم الرسمي للدراما السورية والقائمين عليها، بعد أن كان موضوع الاحتفاء بالدراما «عشوائياً». انطلقت جائزة أدونيا عام 2004، بلجنة تحكيمية لا تتجاوز 7 أشخاص، انتموا إلى اختصاصات مختلفة. وتقول عضو لجنة التحكيم الناقدة ماري إلياس ل «الحياة»: «أحكم على الجائزة منذ بدايتها، وما كان يجري في السنوات الأولى لها هو أشبه بغربلة المسلسلات، في حين وضعت ملاحظات هامشية للفت النظر إلى بعض الأعمال الدرامية». أما اليوم فيصل عدد أعضاء لجنة التحكيم الى 29 لا يلتقون في التحكيم، إنما ينجز كل منهم استمارات الجوائز بمفرده عبر وضع نقاط، ليخرج التقويم عن مجمل الأعمال الدرامية السورية لعام 2009، بأربعة ترشيحات ل11 جائزة. وتعزو إلياس سبب تغيير سياسة التحكيم إلى «التماس المنظمين مزيداً من الموضوعية»، بينما تعطى الاستمارات إلى شركة إحصائية لتقوم بفرز النقاط، ويتحفظ على أسماء الرابحين حتى نهاية حفلة الجوائز الرسمية. «دراما المهمشين» هو أبرز الأنوع التي ظهرت في الدراما السورية هذا العام بحسب ما تقوله إلياس، أما «النوعية فهي جيدة على رغم قلة عدد الأعمال بالنسبة للسنوات الماضية»، وتتابع: «يبقى الخط الأحمر الذي ننبه له دائماً، أننا لا نريد للدراما السورية التراجع». وتضمن إلياس تحذيرها بأهمية الانطلاق من سيناريو جيد في إنتاج عمل ما، داعية إلى قبول ورفض السيناريوات، وعدم الاكتفاء بالموجود، لا سيما أن الكتابة الدرامية بدأت تتطور مع دخول أقلام جديدة إلى التأليف من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية. وتعد المخرجة رشا شربتجي جائزة أدونيا «أهم تجمع للفنانين وللوسط الفني السوري، لقيمة الجائزة المعنوية، وليس فقط بسبب الترشيحات». وفي حين يطرح عمل شربتجي «زمن العار» نفسه بقوة بين الأعمال الدرامية السورية كما نرى، فإنها تتمنى «أن تجتمع اللجنة الكبيرة على انتقاء المسلسل كأحد المرشحين لأفضل عمل»، وترى شربتجي ان الدراما السورية حققت أفضل السنين لها في الأعمال الاجتماعية، نافية أن يكون هناك أي تراجع في المستوى الدرامي السوري العام. «كما كل شيء في بدايته تطمح أدونيا بعد تطورها التجريبي للوصول إلى مستوى أعلى، وتحاول أن تكون سويتها الاحترافية على قدر إمكانات الدراما السورية، ونحن مستعدون لسماع أي رأي حريص على تحقيق ذلك» تقول المنسق العام لجائزة أدونيا ميس جرجورة، موضحة أن خروج الجائزة من محليتها إلى الدراما العربية مطروح «كفكرة لم تناقش بعد تفاصيلها». حفلة أدونيا ستضم ضيوفاً عرباً، لكون بعض الأعمال ذات إنتاج مشترك كما في «صدق وعده» و «هدوء نسبي»، ومن المدعوين الفنانون بيير داغر، دارين حمزة، ميساء مغربي، سوسن بدر، إضافة إلى رئيسة قطاع الانتاج باتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري راوية بياض، والمذيع نيشان. حساسيات أو أثر سلبي ممكن أن تسببه جائزة أدونيا للبعض في الوسط الفني السوري، تجعل جرجورة توجه صوتها «لقبول النتائج بصدر رحب، ولأن يتمكن البعض من التصفيق لفنان آخر يصعد لاستلام جائزته، أو للتعامل بإيجابية لدى ترشيح نجم جديد بالتوازي مع نجم مخضرم». حفلة «أدونيا» المحلية مئة في المئة بحسب جرجورة، أشبه ب «احتفال عائلي» للدراميين، وهي تواجه تحدياتها أيضاً مع إيجاد أعضاء تحكيم، خصوصاً بالنسبة الى المخرجين الذين يشترط عليهم أن لا يكونوا أخرجوا عملاً في العام الحالي، وتبقى مفاجآت جائزة «أدونيا» سراً يباح في حفلتها المقبلة.