ذكرت مصادر مأذونة ل"الحياة"ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول ووزير الخزانة جون سنو سيشاركان في مؤتمر"منتدى المستقبل"حول الشرق الاوسط وشمال افريقيا الذي سيُعقد في 11 كانون الاول ديسمبر الجاري في الرباط. وسيرأس باول الى جانب وزير خارجية المغرب محمد بنعيسى اعمال المؤتمر، الذي يُنتظر ان يحضره وزراء الخارجية والمال من نحو 30 دولة تمثل مجموعة الثماني الكبار الى جانب دول عربية واسلامية في المنطقة الممتدة من المحيط الاطلسي الى باكستان. وقالت المصادر:"ان الدول الثماني الكبرى، التي تضم كندا والولايات المتحدة واليابان وروسيا وفرنسا والمانيا وبريطانيا وايطاليا، ستُعلن برنامج دعم اقتصادياً ومالياً، لتنمية منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، شبيهاً بخطة مارشال عقب الحرب العالمية الثانية وزيادة الشراكة التجارية مع المنطقة في مقابل التزام تلك الدول ادخال اصلاحات في المجالات الاقتصادية والسياسية والتعليمية وتطوير مفهوم حقوق الانسان واشراك المرأة في الحياة العملية. سعر الدولار ولم تستبعد المصادر اثارة موضوع تراجع سعر صرف الدولار وتأثيراته السلبية في اقتصادات الدول العربية ودول الاتحاد الاوروبي. وترغب واشنطن في تطوير علاقاتها الاقتصادية وشراكتها التجارية مع دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا عبر ابرام اتفاقات لاقامة مناطق تجارية حرة وتشجيع دور القطاع الخاص على غرار التجربة مع المغرب والاردن والبحرين واحتمال توسيعها الى دول عربية اخرى السنة المقبلة. وقالت المصادر ان واشنطن لن تفرض وجهات نظرها على الاطراف الاخرى وستسعى ان يكون المؤتمر، الذي ترعاه وزارة الخارجية الاميركية،"فرصة لحوار صريح ايجابي وناجح بين مجموعة الثماني والدول العربية والاسلامية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا". وسينقسم المنتدى الى لجان عدة ومجموعات عمل ستبحث في اوراق العمل التي ستقدمها الدول العربية في اطار مجموعات اقليمية او تكتلات متقاربة التوجهات الاقتصادية. وستصدر عن المؤتمر بيانات وتوصيات غير ملزمة للدول المشاركة. وسيكون على كل دولة انتهاج الطريق الذي تراه مناسباً لتحقيق سلسلة الاصلاحات المطلوبة على ان تتولى لجنة اوروبية - عربية - اميركية والجامعة العربية متابعة تنفيذ تلك التوصيات. وسيشارك في المؤتمر الى جانب الحكومات ممثلون عن المجتمع المدني ومنظمات غير حكومية ورجال اعمال وخبراء من البنك الدولي والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والمصارف الجهوية والاقليمية ستُقدم عروضاً عن حاجات المنطقة الى الاستثمارات والتمويلات الضرورية للتنمية التي تزيد على 100 بليون دولار. ولا تستبعد مصادر مطلعة ان تقوم منظمات دولية اهلية بمعارضة اعمال المؤتمر الذي ترى فيه"دمجاً للمنطقة في العولمة من دون اخذ مصالح الشعوب بعين الاعتبار". وكان المغرب فضل عدم اشراك اسرائيل لتخفيف المعارضة ضد المؤتمر وتأمين حضور بعض الدول العربية والاسلامية خصوصاً ايران. وانتقدت منظمات المجتمع المدني واحزاب سياسية في المغرب وغيره عقد المنتدى في المغرب بسبب ما اسمته:"الوضع في العراق وفلسطين والهيمنة والانحياز الاميركيان".