سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استبعاد دعوة اسرائيل لاقناع ايران ودول عربية بالحضور "منتدى المستقبل" يعد بضخ استثمارات في "الشرق الاوسط الكبير" تتناسب مع تقدم الاصلاحات والتخصيص وتعليم المرأة وعملها
علمت"الحياة"انه تم استبعاد اشتراك اسرائيل في اجتماع"منتدى المستقبل"بناء على طلب من ايران ودول عربية عدة اشترطت ذلك للحضور. وقال مصدر مغربي ل"الحياة"انه لم تتحدد بعد المبالغ التي ستُخصصها الدول الغنية، وفي طليعتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي واليابان لتنمية"دول الشرق الاوسط الكبير"في العقد المقبل وان كان يُعتقد انها ستتضمن ضخ مبالغ استثمارية كبيرة تتناسب مع تقدم الاصلاحات الاقتصادية وعمليات التخصيص وفتح الاسواق واصدار قوانين محفزة للاستثمار اضافة الى تطور الاصلاحات السياسية والتعليم وافساح المجال امام المرأة للعمل والاشتراك في الحياة السياسية. قال مصدر رسمي مأذون ل"الحياة"ان الرباط ستستضيف في 11 كانون الاول ديسمبر المقبل مؤتمر"منتدى المستقبل"للشرق الاوسط الكبير وشمال افريقيا بدلاً من مراكش او الدار البيضاء اللتين رُشحتا سابقاً لانعقاد المنتدى. واكد المصدر ان الدعوة لم توجه الى وزارة الخارجية الاسرائيلية لارسال وفد لحضور المؤتمر الذي ستشارك فيه دول من اربع قارات تنتمي الى مجموعات اقتصادية اقليمية اوتكتلات تجارية جهوية. وسيُشارك في المؤتمر وزراء الخارجية والمال من دول مجموعة الثماني والاتحاد الاوروبي ودول الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي وايران وتركيا واتحاد المغرب العربي وافغانسان وممثلون عن منظمات دولية وجمعيات غير حكومية والبنك الدولي. وحسب المصدر تم استبعاد اسرائيل ما سمح بتأمين استجابة دول كانت تتحفظ عن حضور المؤتمر الذي ترعاه الولاياتالمتحدة. وكانت منظمات من المجتمع المدني في المغرب عارضت حضور اسرائيل بسبب تعثر مفاوضات السلام في الشرق الاوسط. وسيكون"المنتدى"اكبر مؤتمر دولي يُعقد في المغرب تغيب عنه اسرائيل منذ عام 1994 حين شاركت في القمة الاقتصادية للشرق الاوسط التي عُقدت في الدار البيضاء عقب توقيعات اتفاقات اوسلو. وقال المصدر"ان الولاياتالمتحدة سترأس المنتدى الى جانب المغرب وعلى اعتبار ان واشنطن ترأس حاليا قمة مجموعة الثماني منذ عقدت اجتماعها الاخير في نيوايلند شرق نيويورك الصيف الماضي. وكان الاجتماع شدد على دعم مشروع"الشرق الاوسط الكبير". وسيطغى موضوع الاصلاحات السياسية الديموقراطية والاقتصادية والتعليمية على جدول اعمال المنتدى الذي سيتطرق كذلك الى مواضيع الاستثمار والتحرير والشراكة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في منطقتي الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وقال المصدر"ان دولاً عدة ستقدم اوراق عمل الى المؤتمر منها المغرب والاردن والجزائر وافغانسان والجامعة العربية تشمل اساساً مجالات الاصلاح والشراكة والتنمية والاستثمار والتربية والتكوين". وسيتم التركيز على قرارات القمم العربية التي عُقدت في كل من بيروت وتونس في شأن الاصلاحات التي ستكون فردية تقوم بها كل دولة بشكل اختياري نابع من خيارات داخلية وغير مفروضة من الخارج وتسير تدريجاً. وسيكون بامكان الدول المشاركة في التعبير عن موقفها في المنتدى الذي سيركز على مبدأ توسيع الحوار الديموقراطي وتسريع الاصلاحات الاقتصادية في المنطقة الممتدة من المغرب الى افغانستان. وستلتزم الدول الثماني والاتحاد الاوروبي بدعم تلك الخيارات واطلاق برامج استثمارية وتعاون مالي لتطوير المنطقة وابعادها عن شبه عدم الاستقرار الذي تتهدده عثرات التنمية. واشار المصدر الى ان المؤتمر سيشهد حواراً مفتوحاً بين منطقة الشرق الاوسط الكبير والمجموعات الاقتصادية الاقليمية والدولية الاتحاد الاوروبي ومجموعة الثماني وسيتناول الجوانب الاقتصادية اساساً وهو ما يفسر حضور وزراء المال والاقتصاد الى جانب وزراء الخارجية. ولم يتم الكشف عن قيمة الدعم الدولي الذي سيُخصص للمنطقة التي تحتاج عشرات بلايين الدولارات لتنميتها استناداً الى تقرير التنمية البشرية الصادر عن الاممالمتحدة الذي صنف المنطقة في درجات متدنية خصوصاً في مجالات التعلبيم والتأهيل ومشاركة المرأة في التنمية. وتعتقد دول الاتحاد الاوروبي ان تراجع معدلات التنمية في منطقة شمال افريقيا في العقدين الاخيرين وارتفاع معدلات البطالة زادا في اسباب الهجرة السرية الى الضفة الاخرى للبحر الابيض المتوسط وبات الرفاه الاوروبي مهددا على المدى الطويل باستمرار الفقر في جنوب البحر المتوسط. وهي تتقاسم مع واشنطن فكرة ان التخلف الاقتصادي والاجتماعي وفقدان فرص العمل وتهميش المرأة وعدم تحسين مستويات المعيشة للسكان القرويين من المسببات المباشرة لظهور التطرف الديني في مجموع منطقة الشرق الاوسط.