لم تحسم الحكومة المغربية بعد موقفها من دعوة الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى اجتماعات"منتدى المستقبل"الذي سيُعقد في الحادي عشر من الشهر المقبل. لكن مصادر عليمة اشارت الى ان"ترتيبات تُعد لهذا الغرض بعدما اصبحت الحاجة ملحة الآن بعد وفاة السيد ياسر عرفات ولأن دعوة الاسرائيليين و"القيادة الفلسطينية الجديدة"ستؤمن فرصة لجمع الطرفين مع قيادات سياسية ومالية من دول مجموعة الثماني والمؤسسات المالية الدولية والاطراف المانحة، خصوصاً دول الاتحاد الاوروبي". وتحفظت مصادر مغربية عن الحديث عما اذا كانت الرباط ستُشجع اللقاءات الفلسطينية - الاسرائيلية على هامش المنتدى. كما لم تتوافر معلومات عما اذا كانت السلطة الفلسطينية ستكون"جاهزة"لايفاد وزير المال الفلسطيني الحالي سلام فياض، اذا لم يتغير، الى المغرب لاجراء لقاءات مع المسؤولين الماليين في المؤسسات الدولية وليطلب مساعدتها في المرحلة المقبلة. ومن المنتظر ان تستغل دول في الاتحاد الاوروبي المنتدى للطلب من اسرائيل ان تساعد في استقرار الموقف في اراضي السلطة الفلسطينية وتحويل متأخرات مالية الى الخزانة الفلسطينية كمبادرة"حسن نية"تجاه القيادة الجديدة ولتسهيل مهماتها. يُنتظر ان يشارك وزراء الخارجية والمال والاقتصاد من نحو ثلاثين دولة في اجتماع"منتدى المستقبل لمنطقة الشرق الاوسط الكبير"الذي يجري الاعداد لعقده في المغرب مطلع كانون الاول ديسمبر المقبل. وقالت مصادر مغربية مأذونة ان المنتدى سيُعقد في 11 كانون الاول ولم تحدد المكان او عدد الدول المشاركة في المؤتمر الذي تدعمه الولاياتالمتحدة. ورجحت المصادر ان يحضر وزير الخارجية الاميركي كولن باول. وحسب المعلومات الرسمية فان الدول المعنية بالمؤتمر هي دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا والجامعة العربية ودول البحر الابيض المتوسط المتاخمة تركيا وبعض الدول الآسيوية الاسلامية ايرانوافغانستان اضافة الى مجموعة الثماني الكبارالولاياتالمتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا واليابان والمانيا وايطاليا وروسيا والاتحاد الاوروبي والبنك الدولي والاممالمتحدة. ولم يُعلن رسمياً عن مشاركة اسرائيل. لكن المصادر تتوقع توجيه دعوة الى وزارة الخارجية الاسرائيلية على رغم معارضة منظمات المجتمع المدني واحزاب التيارت الاسلامية استضافة المغرب للمؤتمر. وسيشكل موضوع الاصلاح الاقتصادي والسياسي"الحاكمية الرشيدة"والتنمية المستدامة في المنطقة الممتدة من المحيط الاطلسي الى افغانستان احد محاور المؤتمر الذي سيستند الى تقرير التنمية البشرية في المنطقة العربية الصادر عن الاممالمتحدة عام 2003 الذي صنف المنطقة في مراتب متدنية لجهة التنمية البشرية خصوصاً الدخل الفردي والصحة والتعليم والتأهيل والرعاية الاجتماعية وحقوق المرأة والطفل. وتحتاج المنطقة اكثر من 100 بليون دولار لتحسين تلك الخدمات على امتداد العقد الممتد الى سنة 2012 وهو تاريخ تطبيق المنطقة التجارية الحرة اليورومتوسطية وبين الولاياتالمتحدة ودول اخرى من المنطقة منها حالياً المغرب والاردن والبحرين. وضمت الولاياتالمتحدة اول من امس المغرب ودول اخرى من جنوب القارة الاميركية الى برنامج الالفية الثالثة للتنمية الذي رصدت له مبلغ بليون دولار تمول من خلالها مشاريع محلية لفائدة تحسين اوضاع الفئات المهمشة وتحرير الاقتصاد. وحسب المصادر يُرجح ان يُعقد"منتدى المستقبل"في مراكش عوض الدار البيضاء التي كانت مرشحة لاستضافته كما استضافت القمة الاقتصادية الاولى للشرق الاوسط وشمال افريقيا التي حضرتها اسرائيل عام 1994 عقب توقيع اتفاقات اوسلو. وكانت مراكش استضافت تأسيس منظمة التجارة الدولية باختتام مفاوضات"غات"في العام ذاته. ولم يتم الاهتمام بالحضور الاسرائيلي وربما ترغب الرباط في اضفاء بعد اقتصادي وتنموي على المؤتمر لتأمين حضور اكبر عدد من الدول الممثلة وتجنباً لحرج سياسي بسبب المواقف والاحداث في فلسطين والعراق.