لم اصدق عيني، صباح اليوم 8 كانون الأول/ ديسمبر، عندما قرأت مقالة السيد محمد الرميحي عن النساء والسياسة في فلسطين في صحيفتكم، ولم ارد ان اصدق ان احد المحررين، في صحيفتي اليومية، لم يجد اي مشكلة في عنوان مجحف ومهين كالذي تصدر صفحة الرأي. اما ان يقرر السيد الرميحي تناول موضوع سياسي يتطور يوماً بعد يوم، ومعالجة ناحية منه من زاوية نسائية بحتة، ويبدأ مقالته"وكأن الرجال قد خلت منهم الساحة فجاء دور النساء"، انما هو تشديد على عدم قدرة الرميحي على فهم دور اي فلسطيني، بغض النظر ان كان امرأة او رجلاً، في الحياة السياسية الفلسطينية. يتكرم السيد الرميحي بلفت النظر الى تضحيات المرأة الفلسطينية من اجل القضية، ثم يقرر ان يجمع ما بين سهى عرفات وفدوى البرغوثي، فقط لأنهما امرأتان فلسطينيتان برزتا في الاخبار أخيراً. ثم يحاول ان يبرر اعلان السيدة فدوى ترشيح زوجها المناضل ب"شوق امرأة وأم مصدومة بامكان خروج زوجها من سجنه القسري في حال فوزه في الانتخابات الفلسطينية"، لأنه ليس في مقدوره تصور اي دور للمرأة الا كزوجة او ام، وليس كعضو فاعل ومستقل في المجتمع. لا يفاجئني رأي الرميحي، فنظرة الرجال في مجتمعنا الى المرأة متأخرة متأخرة، ولا جدوى من النقاش عندما يكون الموقف بهذه الدرجة. ما لا اصدقه، او اغفر له، هو ان تنشر صحيفة محترمة ك"الحياة"عبارات كهذه بهذه السهولة والخفة. ما يعبر عنه الرميحي من افكار نحن بأمسّ الحاجة ان نغيرها بما يليق بمكانة صحيفة"الحياة". القاهرة - رنوة يحيى صحافية عربية [email protected]