ألقى الاسير القائد مروان البرغوثي رئيس اللجنة الحركية العليا لحركة (فتح) حجرا كبيرا في مياه الحركة المضطربة اصلا، بدخوله الانتخابات التشريعية على راس قائمة منفصلة، عن القائمة التي اقرتها اعلى هيئة في «فتح»، دون ان تنفع محاولات استرضائه بوضع اسمه على راس القائمة الرسمية. ولم تنفع كافة الجهود التي بذلت في اوساط (فتح) المختلفة من اعلى هيئاتها الى قواعدها التنظيمية، لمنع مثل هذه الخطوة والتي عدها بعضهم سابقة. ويبدو ان تدخل الرئيس محمود عباس الذي اجرى اتصالات هاتفيا مع الاسير البرغوثي في سجنه لم تثن الاخير عن قرار خوض الانتخابات في قائمة مستقلة تحمل اسم «الاستقلال» وتمثل الجيل الشاب في فتح. وقد وصلت الى مقر لجنة الانتخابات المركزية قبيل منتصف ليل الأربعاء/ الخميس وهو الموعد النهائي للترشح المحامية فدوى البرغوثي زوجة الاسير البرغوثي كموكلة عنه، وكان معها محمد دحلان وزير الشؤون المدنية السابق، وسفيان ابو زايدة وزير شؤون الاسرى، واحمد غنيم عضو المجلس الثوري، حيث تم تسجيل القائمة التي تضم 36 مرشحا. وبعد ذلك بوقت قصير وصل الى مقر اللجنة ناصر القدوة وزير الخارجية عضو المجلس الثوري لحركة (فتح)، حيث قام بتسجيل قائمة «فتح» الرسمية، والتي يتصدرها أيضا اسم البرغوثي. وتتميز قائمة البرغوثي بانها تضم ما يسمى الجيل الشاب في (فتح) ومن ابرز الاسماء: محمد دحلان، وسفيان ابو زايدة، وجبريل الرجوب، وسمير مشهراوي، واحمد غنيم، وقدورة فارس. كما تشتمل القائمة على كوادر من كتائب شهداء الاقصى مثل ناصر جمعة في نابلس، والاسير جمال حويل من جنين. لكن القائمة خلت من أي شخصية مسيحية وهو ما قوبل بانتقادات كبيرة من انصار وكوادر الحركة من المسيحيين. وفي حديث مع «الرياض» ذكر مقبل البرغوثي شقيق الاسير مروان البرغوثي ان الذي دفعه الى النزول بقائمة منفصلة هو رفضه للمعايير التي تم اعتمادها من قبل اللجنة المركزية في اختيار مرشحي الحركة للانتخابات التشريعية. وقال ان اللجنة المركزية لم تلتزم بالمعايير التي وضعتها بنفسها وهي الفائزين في الانتخابات التمهيدية «البرايمرز» وكذلك استطلاعات الراي. وحسب شقيق البرغوثي فقد لاحظ انه القائمة الرسمية تتجاهل الجيل الشاب والمناضل ممثلا بكتائب الاقصى في حين تصر على ادراج اسماء اعضاء اللجنة المركزية او من يسمون الحرس القديمة، في مسعى لتكريس الوضع السابق، وهو ما لن يسهم في اصلاح وضع الحركة ومؤسساتها. ويدعو البرغوثي باعادة بناء الحركة على اسس سليمة وديمقراطية تشرك الجميع وتفسح مجالا لكل مناضل ان يرتقي في مواقع الحركة العليا، غير ان الطريقة التي تعاملت بها اللجنة المركزية في اختيار قائمتها جعلته يشعر بالغبن والاحباط وان هناك مماطلة مقصودة لابقاء الوضع على حاله. وبوجود اسم البرغوثي على رأس قائمتين يبرز تجاوز قانوني يتطلب حسمه بالتنازل عن احد الموقعين. وقد اكدت مصادر مطلعة من المقربين من البرغوثي انه قرر الانسحاب من القائمة الرسمية والبقاء على راس قائمة «المستقبل». كما علمت «الرياض» ان رئيس الوزراء احمد قريع الذي تنازل عن موقعه على راس القائمة للبرغوثي واصبح يحتل الموقع الرابع منها سيقوم بزيارة الى البرغوثي لمواصلة الحوار معه في الساعات القريبة. غير ان هذه المصادر اكدت تمسك البرغوثي بخياره وانه لن يتراجع عنه. وقالت: «ما حدث في الانتخابات الرئاسية لن يتكرر، ولن يخلي مروان المواقع كما فعل في السابق». اما دلال سلامة من قيادات (فتح) في نابلس فاعتبرت في اتصال مع «الرياض» ما حصل يمثل الحالة الفلسطينية العامة في الحركة والخلل الذي رافق اختيار الاشخاص باعتماد اليات غير صحيحة سواء في الانتخابات التشريعية او البلدية. واضافت: تم اعتماد الانتخابات التمهيدية من اجل حسم أي خلافات لكن الحصيلة كانت العكس والخلافات تعمقت. وكان حنا ناصر رئيس لجنة الانتخابات المركزية اعلن في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية إغلاق باب الترشيح للانتخابات التشريعية المقبلة، مشيرا الى ان 12 كتلة انتخابية تم تسجيلها رسميا لدى اللجنة، وان اكثر من 400 مرشح سجلوا انفسهم عن مختلف الدوائر. واوضح ناصر انه سيكون أمام الكتل او المرشحين، حتى الاول من كانون الثاني المقبل لاجراء أي تعديل او انسحاب، وانه سيتم الاعلان عن قوائم المرشحين النهائية يوم الثاني من الشهر المقبل. وفي ما يلي القوائم التي تم تسجيلها لدى اللجنة، حسب اسبقية التسجيل: قائمة البديل (إئتلاف الجبهة الديمقراطية وفدا وحزب الشعب)، كتلة الشهيد ابو علي مصطفى (الجبهة الشعبية)، فلسطين المستقلة(تحالف المبادرة والمستقلون)، قائمة الشهيد ابو العباس(جبهة التحرير الفلسطينية)، قائمة الحرية والعدالة الاجتماعية(جبهة التحرير العربية)، قائمة التغيير والاصلاح(حماس)، الحرية والاستقلال (جبهة النضال الشعبي)، العدالة الفلسطينية(مستقلون)، الحرية(يترأسها د. سلام فياض)، الائتلاف الوطني للعدالة والديمقراطية (مستقلون)، المستقبل (مرشحون من فتح)، قائمة حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح». وفي مفاجأة اخرى، تم الاعلان عن قائمة من الشخصيات المستقلة برئاسة وزير المالية المستقيل سلام فياض، دون ان يكون من ضمنها ياسر عبدربه عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة والذي كان يفترض ان يكون من ضمنها. ومن ابرز الاسماء التي تضمها القائمة حنان عشراوي، ورجل الاعمال المعروف خالد العسيلي. وكانت حركة (حماس)، سجلت أول من أمس، قائمتها المركزية للانتخابات التشريعية، تحت اسم «قائمة التغيير والإصلاح». ويتصدر قائمة (حماس) التي تضم 62 مرشحا، بينهم ست نساء، اسماعيل هنية، وتضم محمود الزهار القيادي البارز في الحركة، وعبد الفتاح دخان، وسيد ابو مسامح، اضافة الى جمال ابو الهيجاء من الضفة الغربية والمعتقل في السجون الاسرائيلية. وقال هنية، خلال مؤتمر صحافي عقده أمام مقر لجنة الانتخابات، بعد انتهاء التسجيل، إن حركة حماس حرصت خلال اختيارها لمرشحيها على تقديم الأكفأ وأصحاب التخصصات اللازمة للمجلس التشريعي، بعدما استحضرت اللجان الموجودة في المجلس التشريعي.