ما زال الغزل مستمراً بين اسرائيل وحكومة توني بلير على رغم ازدياد الأوضاع تدهوراً في الشرق الأوسط وانهيار عملية السلام، اذ أشاد رئيس الوزراء البريطاني أخيراً باسرائيل باعتبارها "نموذجاً للديموقراطية في منطقة بالغة الصعوبة". وتعهد بلير خلال لقاء عقدته منظمة "أصدقاء اسرائيل في حزب العمال" على هامش مؤتمر حزب العمال الحاكم في برايتون اخيراً بأنه "لن يكون هناك صديق أكبر لاسرائيل من بريطانيا". وذكرت صحيفة "جويش كرونيكل" الناطقة بلسان الجالية اليهودية في بريطانيا ان بلير قال ان "الدول الديموقراطية مثل اسرائيل تحتاج الى نشر رسالة الحرية والديموقراطية، وإلا فإن البديل هو استمرار زيادة التطرف ودعم نظرية الكراهية والانقسام". ووصف بلير الاقتراح الخاص بالانسحاب من غزة بأنه "خطوة أولى أساسية"، وقال الزعيم البريطاني، انه ليس من الممكن ان نتوقع من الزعماء الاسرائيليين عدم القيام بالرد لدى رؤيتهم مواطنيهم وهم يقتلون ويصابون بجروح بفعل الهجمات الارهابية". وقالت المطبوعة اليهودية ان وزير المال البريطاني القوي النفوذ غوردن براون ووزير الخارجية جاك سترو ووزير الشؤون البرلمانية بيتر هين حضروا هذا اللقاء الذي نظمته الجماعة المؤيدة لاسرائيل في "حزب العمال" على هامش المؤتمر السنوي في برايتون جنوب انكلترا. وكان بلير ووزير دفاعه جيفري هون حضرا لقاء مماثلاً مع مجلس السفراء العرب على هامش المؤتمر. وكان بلير تعهد في خطابه الشامل أمام مؤتمر "حزب العمال" بأنه سيجعل من مسألة احياء عملية السلام في الشرق الأوسط "أولوية شخصية" بالنسبة اليه بعد انتخابات الرئاسة الاميركية. وقطع بلير وعداً مماثلاً قبل حرب العراق، لكن مراقبين يقولون ان نفوذ بريطانيا في المنطقة محدود للغاية بسبب عدم اكتراث اسرائيل بأي دور أوروبي. وعلاوة على ذلك، ثبت ان النفوذ البريطاني لدى ادارة بوش غير فعال على رغم التأييد المطلق الذي قدمه بلير للحرب على العراق.