رفض رئيس وزراء بريطانيا توني بلير الاعتذار عن غزو العراق وتعهد بأن يعطي الأولوية للشرق الأوسط بعد الانتخابات الأمريكية الرئاسية ودعا حزبه الى الوحدة استعدادا لخوض معركة الانتخابات تزامنا مع سقوط اثنين من الجنود البريطانيين قتلى في البصرة وبقاء رهينة بريطاني يواجه خطر القتل.وفي مؤتمر حزب العمال السنوي في برايتون بمقاطعة إنجلترا، قاطع محتجون خطاب بلير مرتين أحدهما يتظاهر ضد حرب العراق وآخرون يعتقد انهم معارضون لحظر مزمع على صيد الثعالب. وتم اقتيادهم على وجه السرعة خارج القاعة.وخلال معظم خطابه ركز بلير (51 عاما) على القضايا المحلية التي يأمل ان تحدد حملته للفوز بفترة ثالثة في انتخابات عامة يتوقع ان تجري في مايو ايار.لكنه بدأ بالعراق حيث خطف متشددون لهم صلة بتنظيم القاعدة المهندس البريطاني كينيث بيجلي منذ 12 يوما. وقال: أريد ان اعبر عن تعازينا لاحدث قتلى بريطانيين في العراق. وأريد نيابة عنا جميعا ان أعبر عن دعمنا لكين بيجلي وتضامننا معه ومع كل عائلة بيجلي. إنهم في افكارنا وفي صلواتنا.واتهم شقيق بيجلي رئيس الوزراء البريطاني بعدم بذل جهود كافية لتوجيه نداء من اجل الافراج عنه.ووسط تصفيق مندوبي الحزب وعددهم ثلاثة آلاف أتوا من كل انحاء بريطانيا للمشاركة في المؤتمر السنوي، أقر بلير بانه تبين ان الادلة على ان الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان يمتلك مخزونات من اسلحة دمار شامل كانت خاطئة، أنا أقر واقبل بذلك.ولم يكد بلير يبدأ بالقاء كلمته حتى سارع أحد اعضاء الحزب من المعادين للحرب وهو شاب في الثلاثين بالصراخ موجها كلامه الى بلير ان الدماء تلطخ يديك. وأسرع حراس الامن الى اخراجه من القاعة بينما علق بلير على ذلك بالقول هذا جيد يا سيدي.. تستطيع ان تحتج. عليك ان تشكر الله اننا نعيش في ديموقراطية تمكنك من ذلك. وخارج قاعة المؤتمر نظم نحو ثمانية آلاف متظاهر احتجاجا صاخبا على شاطيء هذه المدينة الساحلية ضد محاولة الحكومة فرض حظر على صيد الثعالب. وتعهد بلير بالاهتمام بقضية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي عقب الانتخابات الأمريكية في نوفمبر تشرين الثاني، قائلا انه يشعر بخيبة أمل من جمود عملية السلام. وقال: بعد نوفمبر سأجعل من احيائها أولوية شخصية، دولتان اسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا الى جنب في سلام دائم.. هذا سيفيد في هزيمة الارهاب أكثر مما يمكن أن يفيده الرصاص وحده ابدا. ويشعر الكثيرون من اعضاء حزب العمال بالاستياء من رئيس الوزراء لمساندته الرئيس الامريكي جورج بوش في حربه على العراق دون أن يطالبه بالوفاء بالتزامه بما يسمى بخارطة الطريق للسلام بالشرق الاوسط.