قرر العداء المغربي الفذّ هشام الكروج العودة الى الينابيع وتنشق "عطر المراهقة" من خلال خوضه بطولة العالم لاجتياز الضاحية المقررة أواخر آذار مارس المقبل على مروج منطقة سان غالمييه الفرنسية. وكأن الكروج يريد ان يكون "مكتمل الأوصاف" بالقول والفعل وعلى غرار الأسطورة الفنلندي بافو نورمي، لا سيما انه لم يدنُ من خوض سباقات الضاحية منذ بداية مسيرته الدولية، وتحديداً حين شارك في "مونديالها" في بوسطن عام 1992 وحلّ في المركز ال12 ضمن فئة الناشئين، وفي المركز ال15 العام التالي في اموري بياتا اسبانيا على رغم تعرّضه لتمزق عضلي حاد. ويتصدى الكروج للموسم الجديد وفي جعبته لقبان أولمبيان طال انتظارهما وهما ثنائية تاريخية في ال1500 أو 5000م، وأربعة ألقاب عالمية في ال1500، وثلاثة أرقام عالمية في الهواء الطلق، وثلاثة ألقاب عالمية ضمن القاعات ورقمان عالميان. وقريباً، يلج الكروج موسماً جديداً من التحديات. ولم ينتظر أن ينتهي صيام شهر رمضان المبارك، إذ باشر تدريبات خفيفة وسيضاعفها بدءاً من الأسبوع المقبل حيث ينتظر أن يستأنف تمارينه في مركز ايفران الجبلي. ويكشف مدربه عبدالقادر قايده انه متحمس جداً لاختبار سباقات الضاحية من جديد "التي انتقي عبرها ضمن صفوف المنتخب في السنوات الأولى لمسيرته الدولية"... وفي البرنامج وفق ما سبق ان اعلنه التصدي لسباق 5 آلاف متر في بطولة العالم المقررة خلال آب أغسطس المقبل في هلسكني، علماً ان تحطيم الرقم العالمي الذي يحمله الأثيوبي كينيسيا بيكيلي 13.37.35د وأرد ضمن خططه. ويجد الكروج نفسه في سباق مع الزمن، فالموسم المقبل حاسم و"مصيري" من ناحية حصد بعض الألقاب غير المحققة "لأنني سأكتفي بعدد من اللقاءات الدولية في موسم 2006 قبل الاعتزال نهائياً، وكل ما أخشاه اصابة ما لا سمح الله تقلب خططي رأساً على عقب". ويضيف البطل المغربي "سأتفرغ بعد ذلك لطفلتي هبة ولعائلتي، ولبعض النشاطات الاجتماعية وأعمالي الخاصة واستئناف دراستي...". بعد عيد الفطر المبارك، سيتوجه الكروج الى الولاياتالمتحدة ليمكث شهرين يمضيهما في التدريب، وذلك للمرة الأولى. ويضع نصب عينيه خوض سباقين للضاحية في كانون الثاني يناير المقبل ولقاءين ضمن القاعة في شباط فبراير، قبل مونديال الضاحية. وفي سان غالمييه، سيتحدى الكروج مرة جديدة الأثيوبي بيكيلي، بطل العالم للسباقين القصير والطويل في الضاحية خلال المواسم الثلاثة الأخيرة، ومنافسه المباشر في ال5 آلاف متر على المضمار، والجميع يتذكر بالطبع مواجهتهما المثيرة في دورة أثينا الأولمبية الاخيرة. وأعرب بيكيلي عن سعادته بقرار الكروج وتحديه له في مونديال الضاحية وأكد أنه لا يخشاه، وأعلن أن العداء المغربي قادر على تحطيم رقمه القياسي في ال5 آلاف متر، مؤكداً ان مهمته في هلسنكي ستنحصر في سباق ال10 آلاف متر... أما الكروج فيتمنى ان يلحظ المنظمون لمونديال الضاحية "مساراً معشّباً ومسطحاً ومرمح سباق خيل مثالياً لذلك". ويأتي السباق من ضمن الاعداد الجيد لمنافسات المضمار الملتهبة.