يتوجه نحو مليون وربع المليون من سكان كوسوفو الى صناديق الاقتراع غداً السبت، للمشاركة في ثاني انتخابات برلمانية من نوعها منذ وضع الاقليم تحت الاشراف الدولي في حزيران يونيو 1999، وسط معلومات عن منافسة شديدة بين الزعماء الألبان ومقاطعة واسعة من الناخبين الصرب. وتشرف منظمة الأمن والتعاون الأوروبية على هذه الانتخابات. وأفاد الناطق باسمها في كوسوفو سفين ليندكولم، ان "33 تنظيماً سياسياً ولائحة إئتلافية ستشارك في هذه الانتخابات، بينها لائحتان لصرب الاقليم". وأضاف انه الى جانب الناخبين داخل كوسوفو، فإن المنظمة الأوروبية "تسعى لمشاركة نحو 114 ألف ناخب صربي نزحوا من الاقليم الى صربيا والجبل الأسود بعد وضعه تحت الاشراف الدولي، والمسجلة أسماؤهم لدى الهيئة العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة". وينقسم الصرب في شأن المشاركة بين المعتدلين الذين أعلنوا استجابتهم لدعوة رئيس جمهورية صربيا بوريس تاديتش للإدلاء بأصواتهم. ويتزعم احدى لوائحهم أوليفر ايفانوفيتش والثانية سلافيشا بيتكوفيتش، في حين ان المتشددين الصرب قرروا مقاطعة الانتخابات بناء على طلب الكنيسة الارثوذكسية التي مقرها بلغراد ورئيس الحكومة فويسلاف كوشتونيتسا. وأشارت استطلاعات الرأي الى ان "الرابطة الديموقراطية" ذات الاتجاه المعتدل التي يتزعمها ابراهيم روغوفا رئيس كوسوفو حالياً تحظى بالتأييد الأكبر من الناخبين الألبان، ويليها "حزب كوسوفو الديموقراطي" المتشدد الذي يضم قادة "جيش تحرير كوسوفو" السابق برئاسة هاشم ثاتشي. وتتفق اللوائح الألبانية، من كل الاتجاهات، على العمل من أجل استقلال كوسوفو، لكنها تختلف في النهج المؤدي الى ذلك، اذ يؤكد المعتدلون على التزام السبيل السلمي والقرارات الدولية، فيما يهدد المتشددون بالعودة الى العمل المسلح اذا لم يتحقق الاستقلال الكامل. أما الصرب، فيرفضون كل أنواع الاستقلال، ويعتبرونها انفصالاً غير شرعي لجزء من الأرض الصربية ويرون ان قبولها "يعني خيانة قومية ووطنية". دعوة للألبان بتأييد كيري والى ذلك، دعت صحيفة "كوخاديتورا" الألبانية الصادرة في كوسوفو بدعم من الممول الأميركي الهنغاري الأصل جورج سوروس، الألبان حاملي الجنسية الأميركية الى الوقوف خلف المرشح الديموقراطي جون كيري الذي أكد ان من أولى مهماته الرئاسية في حال فوزه "سيكون تحقيق هدف ألبان كوسوفو بالاستقلال". وفي المقابل، وصف تلفزيون بلغراد امس كيري وفريقه "المكوّن من مادلين أولبرايت وريتشارد هولبروك وساندي بيرغر وجورج سوروس وغيرهم من اليهود، بأنه عدو الصرب الذي جعل الاقليم تحت هيمنة الألبان بقوة طائرات وصواريخ حلف شمال الأطلسي". ونقل التلفزيون بياناً للأميركيين من الأصول الصربية والبلغارية والروسية واليونانية يدعو الى اعادة انتخاب جورج بوش "الذي تعامل مع الصراعات العرقية في البلقان بالأسلوب الواقعي". ويرجح المراقبون ان تكون دورة البرلمان المنتخب المقررة بسنتين مهمة، بسبب اتجاه المجتمع الدولي الى البدء في العام المقبل باعداد صيغة لمستقبل كوسوفو الذي تتراوح الاقتراحات الموضوعة له بين الاستقلال الذي يريده الألبان وبين الحكم الذاتي الواسع الذي كان ضمن بنود قرار مجلس الأمن الذي وضع الاقليم تحت الاشراف الدولي.