هل العمارة الاسرائيلية معايير فنية أم أداة عسكرية؟ وما موقع العمارة الاسرائيلية من السياسة... أو ما هو موقع السياسة من العمارة الاسرائيلية؟ وما هو دور المعماري الاسرائيلي بشكل عام؟ هل هو مجرد مهني طرق يقوم بدوره كانسان مدني كبقية المعماريين في أنحاء العالم، أم انه جندي من جنود الاحتلال ولكن بلباس مدني متخف يؤدي سياسات استيطانية للكيان الصهيوني؟ هذه الأسئلة كانت محور المحاضرة التي ألقتها المهندسة وفاء عبدالرحمن الغتم عضو الهيئة الأكاديمية في جامعة البحرين أول من أمس في جمعية المهندسين البحرينية بعنوان "العمارة الاسرائيلية... تصاميم فنية أم أداة حربية؟". وذكرت المحاضرة أن جدار العزل العنصري الذي تصر اسرائيل على الاستمرار في بنائه يكشف عن سياسات العمارة الاسرائيلية كاحتلال مدني مستلهمة ما جاء على لسان معماريين اسرائيليين هما ايال وايزمان ورافي سيفال. واستعرضت الدكتورة الغتم نظرية الحائط والبرج في العمارة الاسرائيلية والمغزى المعماري للمخطط الاسرائيلي للاستيطان والمخطط الاستراتيجي للمعماري الاسرائيلي في الاستيلاء على التلال والهضاب وعقلية المعماري الاسرائيلي وعلاقته بالمؤسسة الرسمية. واسترجعت الغتم أصل نشأة المستوطنات التي هي نواة العمارة الاسرائيلية وتشمل قطعة أرض محاطة بجدار من الخشب وأسلاك شائكة في وسطها بروج مراقبة. وهذا المكان بجواره مجموعة سكنية مكونة من أربع وحدات فيها حوالى 40 شخصاً. وأشارت الى ما قاله المعماري الاسرائيلي ايال وايزمان من ان "النقطة الأساسية التي يمكن قولها هنا هي أن المعماريين مسؤولون عن الواقع الذي يخلقونه على الأرض، وإذا ظن المعماريون أنه بامكانهم حصر الانتقاد لأعمالهم في اطار المجلات الأكاديمية المعمارية فقط فانهم مخطئون تماماً، ذلك لأن أثر العمارة على الأرض هو مثل أثر الدبابة تقريباً، فهم ينتهكون الحقوق الانسانية والسياسية للآخرين، وعلى المعماريين مواجهة مسؤولية ما يقومون به وتحمل نقد يتناسب مع الواقع الذي يتسببون في خلقه على الأرض".