بدأ السناتور الديموقراطي بوب غراهام رسمياً حملته للحصول على ترشيح الحزب الديموقراطي إلى الانتخابات الرئاسية المرتقبة العام المقبل. وقال في معقله في مياميفلوريدا أول من أمس: "حان الوقت لإعادة أميركا إلى الطريق الصحيح"، متهماً "إدارة الرئيس جورج بوش بتقليص الآفاق الاقتصادية للبلاد". وأشار السناتور ألى نحو مليوني أميركي فقدوا وظائفهم والعجز في الموازنة منذ تسلم بوش مقاليد البيت الأبيض. وأضاف أن "بلادنا ينظر إليها في الخارج بعدائية متزايدة، ليس من جانب أعدائها، بل أيضاً من جانب الدول التي تشاطرنا القيم ذاتها". وكان غراهام صوّت في الخريف الماضي، ضد قرار الكونغرس الذي يمنح صلاحيات مطلقة لبوش لمهاجمة العراق. واتهم بوش بأنه "أهمل الامن الداخلي ومكافحة الإرهاب الدولي للتركيز على صدام حسين مع أنه لا يشكل تهديداً لأميركا". وتبدأ الانتخابات التمهيدية من أجل اختبار مرشح للحزب الديموقراطي في كانون الثاني يناير 2004 قبل عقد مؤتمر الحزب في تموز يوليو من العام المقبل، في بوسطن ولاية مساتشوسيتس لاختيار مرشح ديموقراطي واحد لخوض السباق إلى البيت الأبيض. والمرشحون الديموقراطيون الآخرون هم جوزف ليبرمان كنيتيكت الذي يتصدر الاستطلاعات لدى ناخبي الحزب، والسناتور جون كيري مساتشوسيتس والسناتور جون إدواردز كارولاينا الشمالية والنائب ريتشارد غيبهارت الزعيم السابق للأقلية الديموقراطية في مجلس النواب والنائب دنيس كوسينش أوهايو وكذلك هوارد دين الحاكم السابق لفرمونت والسناتور الأسود السابق كارول موسيلي-براون والناشط الأسود آل شاربتون. عميد مجلس الشيوخ على صعيد آخر، اتهم عميد مجلس الشيوخ السناتور الديموقراطي روبرت بيرد، بوش باستغلال ظهوره على حاملة الطائرات أبراهام لينكولن لإعلان نهاية المعارك في العراق، من أجل إعادة انتخابه في 2004. وقال السناتور في مقر مجلس الشيوخ: "كان من الافضل أن يكتسي خطاب الرئيس بوش للإعلان عن نهاية المعارك في العراق، طابعاً رسمياً، لا أن يتسم بالشطط. وكان يفترض أن يطغى عليه الامتنان إلى الله وليس مظاهر الاعتزاز بالنفس". وقال بيرد السناتور عن ولاية فيرجينيا الغربية إن "الدماء الأميركية أريقت في أراض أجنبية للدفاع عن سياسة الرئيس، ولا يمكن أن يشكل ذلك خلفية لصورة دعائية في حملة انتخابية". وتابع: "إنه واقع أزهقت فيه أرواح. وبالنسبة إليّ إنها إهانة لذكرى الأميركيين الذين قتلوا وأصيبوا أن يستغل الرئيس ضحايا الحرب في حملة دعائية خلال خطابه". كما أبدى بيرد "استغرابه" تأكيد بوش في خطابه أن "صدام حسين حليف القاعدة والسيطرة على بغداد تعتبر انتصاراً في الحرب على الإرهاب"، مؤكداً أن "في الواقع ليس هناك أي دليل يربط هجمات 11 أيلول بالعراق". وكانت صور الرئيس الأميركي في الزي العسكري وهو ينزل من طائرة مقاتلة من طراز "فايكينغ" على متن حاملة الطائرات، تصدرت الصفحات الأولى لكل الصحف وبثت في كل النشرات التلفزيونية الأميركية والعالمية. وأثار ذلك انتقادات من بينها كاتب افتتاحية "نيويورك تايمز" بول كروغمن الذي شبه بوش بالجنرال الفرنسي جورج بولانجيه 1837-1891 الذي عرف باستخدام ما أنجزه خلال خدمته العسكرية في أغراض انتخابية سياسية. تشيني يؤكد بقاءه في منصبه وأكد ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي في مقابلة مع صحيفة "دالاس مورنينغ نيوز" نشرت امس، أنه سيخوض مع بوش حملة اعادة انتخابه رئيساً في 2004 وقال: "سألني الرئيس ان كنت سارشح نفسي معه مرة اخرى ووافقت". وكان هناك تكهن منذ فترة طويلة بأن بوش سيبدل تشيني الذي عانى من اربع ازمات قلبية ويختار مرشحاً يخوض معه الانتخابات المقبلة، يكون قادراً على ان يخلفه في انتخابات الرئاسة عام 2008. وقال تشيني: "اذا واجهت مشكلات وشعرت بأنني لن استطيع ان اخدم سأكون اول من يعلن ذلك وأتنحى". وتابع: "يصاحبني طبيب على مدار اليوم ويراقبني بعناية. الرئيس معه طبيب وانا معي طبيب وكل شيء جيد".