أثار كشف رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون معلومات تفصيلية بشأن لقاءات عقدتها شخصيات من حزب "العمل" الاسرائيلي المعارض مع رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ابو علاء ومسؤولين فلسطينيين آخرين عاصفةً في صفوف المعارضة التي اتهمته بتوظيف معلومات استخبارية لخدمة "مشاكساته السياسية الداخلية" فيما ذهبت احدى الصحف الاسرائيلية الى وصف الحدث بأنه فضيحة "بيريز - غيت". وكشفت هذه "الفضيحة" مستوى "المراقبة والمتابعة" الاسرائيلية لتحركات المسؤولين الفلسطينيين. واتهم زعيم حزب العمل المعارض شمعون بيريز رئيس الوزراء الاسرائيلي باستخدام اجهزة الاستخبارات لمتابعة تحركاته. وقال في تصريحات امام كتلة الحزب في البرلمان الاسرائيلي الكنيست مساء الاثنين: "هذه سابقة. هناك اجماع وطني تجاه اجهزة الاستخبارات. لا يوجد لدي ما اخفيه ولا يحق لاي شخص ان يتبعني"، مضيفا انه "لم يسبق لاي رئيس وزراء ان استخدم معلومات سرية ضد المعارضة والاعلان عنها بصورة تخلف انطباعا بأن الاجتماع غير قانوني". وقال بيريز انه لو اعلن الرئيس الاميركي جورح بوش عن لقاء عقده مسؤول في الحزب الديموقراطي مع ديبلوماسي اجنبي لكانت هذه نهايته. وطالب النائب في حزب العمل ابرهام بورغ النيابة العامة الاسرائيلية بالتحقيق في ما اذا كان شارون يملك صلاحية قانونية لكشف معلومات جمعتها اجهزة الاستخبارات "واستخدامها في المشاكسات السياسية". ووجهت رئيسة كتلة حزب العمل في البرلمان الاسرائيلي داليا ايتسيك رسالة الى رئيس الكنيست رؤوفين ريفلين طالبته فيها ايضا بفتح تحقيق في القضية، مشيرةً الى ان شارون استغل معلومات رسمية "لاسباب حزبية وسياسية". وتساءلت في رسالتها هل قام شارون ب "تعقب" بيريز. وذكرت مصادر صحافية اسرائيلية ان بيريز "ذهل" عندما سمع المعلومات المفصلة التي بحوزة شارون عن اللقاءات السرية التي عقدت مع الجانب الفلسطيني تخص المكان والزمان وحتى طريقة الوصول ومضمون المحادثات والنقاشات التي جرت. وكان شارون كشف النقاب عن ان بيريز التقى في مقر السفارة النروجية في تل ابيب في "تمام الساعة الواحدة ظهرا" رئيس الوزراء الفلسطيني "ابو علاء" على مأدبة غداء دعت اليها السفيرة مونا لارسن زوجة ممثل الاممالمتحدة في الشرق الاوسط تيري رود لارسن الذي قام، حسب اقوال شارون، بنقل "ابو علاء" شخصيا ومباشرة من منزله في ابو ديس الى تل ابيب. وجاءت تصريحات شارون هذه اثناء مثوله امام اعضاء لجنة الخارجية والامن البرلمانية الاسرائيلية في رده على سؤال عن امتناعه حتى الان عن الاجتماع مع "ابو علاء". ورد شارون بالقول: "ليس لدي اي شروط مسبقة للقاء معه. ولكنه منشغل بلقاء سياسيين من اليسار". وتابع شارون بعد ان سحب ورقة امامه ان بيريز التقى قريع "في الثالث عشر من الشهر الجاري في تمام الساعة الواحدة ظهرا في السفارة النروجية في تل ابيب وشارك في اللقاء بالاضافة الى لارسن والسفيرة زوجته آفي غيل واوري سافير وعن الجانب الفلسطيني ايضا صائب عريقات". وتابع شارون: "اللقاء الثاني عقد في مقر السفير الاميركي داني كيرتزر وحضره عن الجانب الفلسطيني وزير شؤون المفاوضات في منظمة التحرير وشخصيات اسرائيلية من حزب العمل من بينها حاييم رامون". وقال شارون ان الجانب الفلسطيني اراد الاطلاع وجس نبض موقف الحكومة الاسرائيلية من تصريحات الفلسطينيين بشأن دولة ثنائية القومية" واشار تقرير نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية الى ان المعلومات التي اوصلها جهاز الاستخبارات الاسرائيلية شاباك الى رئيس الوزراء الاسرائيلي "لم تكن نتيجة لتعقب الجهاز لبيريز" بل نتيجة ل"الملاحقة اللصيقة" لتحركات المسؤولين الفلسطينيين بعد اندلاع الانتفاضة خصوصا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس وزرائه احمد قريع. ورأى كاتب التقرير ان ما حدث في لجنة الخارجية والامن في جلسة الاثنين يبرز "حيرة" القائمين على جهاز "شاباك" سيما رئيسه آفي ديختر. واشار التقرير الى ان اجهزة الاستخبارات لا تعلم ماذا تفعل عندما تصل اليها معلومات تتعلق بشخصيات اسرائيلية، خصوصا اذا كانت الجهة التي يجب اعلامها رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي هو شخصية سياسية بحد ذاته خوفا من استخدامها لاسباب سياسية او حزبية. واشار مقال اخر في الصحيفة ذاتها الى ان شارون الذي طالما تنصل من الادلاء بمعلومات امام لجنة الخارجية والامن "حرصا منه على عدم تسريبها" قام هو نفسه بتسريب معلومات.