قبل عام 2003 لم تكن نانسي عجرم تشغل الناس وتلهب مخيلة المراهقين، أنفها الطويل وبعض الخجل الذي وصم وقفتها على خشبة المسرح حالا دون وصولها الى قلوب الملايين... لكن هذه الفتاة اللبنانية التي لم تتجاوز العشرين من عمرها، عرفت كيف تتحايل و"تنتقم" ممن أداروا لها "الأذن الصماء". ذهبت الى طبيب الجراحة التجميلية. وخضعت لعدد من الجراحات تقول إنهما اثنتان... وحين أطلت من جديد لم يعرفها المشاهدون. صارت نانسي تتحلى بمواصفات الجمال كما يفرضها "العصر التلفزيوني" بمقاييسه العربية. صارت صورة، دمية تتراقص على المسرح، وتحولت رمزاً من رموز الجمال في العالم العربي، الفتيات يردن تقليدها والشباب يزيدون من حبهم لها. ونسي الجميع أنها مغنية، يندر أن نسمع تعليقاً حول صوتها... نانسي كانت موضة العام الماضي، جمعت عشرات الآلاف في حفلتها، وصارت ضيفة رئيسة في برامج المنوعات التلفزيونية وتحتل صورها أغلفة المجلات... وقد تكون موضة هذا العام. لكن هل ستستمر نانسي عجرم في السيطرة على قلوب محبيها؟ أم أن "وهجها" سيخفت سريعاً؟ في صيف العام 1995، قالت احدى المتسابقات لمسابقة جمال في لبنان "هل تحلمون بجورجينا رزق جديدة؟"، كان اسمها هيفاء وهبي وعلى رغم أنها تتمتع بمواصفات جمالية "خارقة" إلاّ أنها لم تفز باللقب وحلت وصيفة للملكة. لم تختف هيفاء عن الانظار على رغم فشلها، السمراء صاحبة العيون اللوزية عرفت بأنها عارضة أزياء، وحاولت غير مرة أن تطل عبر منبر مختلف، تشارك في فيديو كليب أو تحاول أن تقدم برنامجاً تلفزيونياً، وهي في هذا المجال تحديداً لاقت فشلاً ذريعاً الى أن قررت أخيراً احتراف الغناء، من دون أن تمتلك الحد الأدنى من امكانات صوتية. لكن جمالها كان كافياً لتفتح لها أبواب الاستديوات وتستضيفها خشبات المسارح الغنائية. هيفا ازدادت جمالاً، وهي تصر كلما سئلت عن هذا الموضوع على أنها لم تخضع لعمليات ولم تتغير، إصرارها هذا لا يقنع المشاهدين: كيف تفسر بعض التغييرات التي طرأت على وجهها تغير شكل أنفها وصار أصغر وجسمها؟ هيفا الجميلة تفتح كل الأبواب وهي كلما تغيرت قليلاً ليس بفعل عمليات التجميل! تقتحم مجالاً فنياً أو اعلامياً جديداً. تدرك جيداً أن وجهها وجسمها هما جواز مرورها... ديانا كرزون انتخبت "سوبر ستار العرب" على رغم أن وزنها يزيد على 75 كيلوغراماً، صاحبة الصوت العذب والوجه الطفولي الجميل كسرت القواعد السائدة، دخلت القلوب بحضورها المتميز واحساسها المرهف. شهر بعض الصحافيين أقلامهم في وجهها ساخرين من وزنها الزائد، وراهن كثيرون على أن نجاحها سيتحول فشلاً فور اسدال الستار على برنامج "سوبر ستار" إلاّ إذا خفضت من وزنها. الشابة الأردنية بدت عنيدة جداً ولا تريد أن تصير نحيفة. ديانا نموذج مختلف لا تخضع لقوانين النجومية التي استنسختها التلفزيونات اللبنانية عن الشاشات الغربية. والشابة الأردنية التي اطلقت مسيرتها الفنية من لبنان تبدو راضية بكل ما يفرضه هذا البلد لكنها لن توافق المهووسين بشؤون التجميل آراءهم، تؤكد أن نجاحها الفني سيستمر. وهي تزيد من غيظهم إذ تتحداهم بهذه بالثقة الكبيرة التي تسبغ حديثها وهي تقول ان نجاحها ليس مرتبطاً فقط بشكلها، وأن جمالها ليس مرتبطاً بمعاييرهم.