انتقلت حمى عمليات جراحات التجميل وهوسها من الفنانات الى غرف النوم المصرية حيث انتشرت بسرعة بين النساء والفتيات الراغبات في التشبه بجمال ليلى علوي وفتنة ميرفت أمين وجاذبية نانسي عجرم وأنوثة هيفاء وأليسا ودلع روبي والساعيات إلى حقن الشفاه وتكبير الصدور وشفط الدهون وتصغير الأرداف. كل ذلك بهدف زيادة المعجبين أو خشية فراغ عيون الزوج ولكنها حملت معها أيضاً العديد من المآسي والأحزان والطرائف. زوجة أنفقت أكثر من 10 الاف دولارلتصبح كوكتيلاً من نانسي عجرم واليسا وهيفاء وهبي وانتهت مغامراتها بالطلاق، وأخرى تهدلت جفونها بسبب الرغبة في التشبه بالفنانة صفية العمري وثالثة لم يستطع أولادها التعرف عليها بعد نفخ وتكبير صدرها ورابعة رفض موظف السجل المدني استخراج بطاقة هوية لها لاختلاف كبير بين شكلها وصورتها المقدمة على الورق وسادسة أصيبت باكتئاب بعد أن أصبحت ملامحها دميمة وسابعة أصيبت بتشوهات بعد أن أجريت لها عملية شفط دهون من البطن والصدر وأخرى قامت بتصغير أنفها أكثر من اللازم فأصر زوجها على إعادة تكبيره ثانية. الأرقام تؤكد أننا دخلنا إلى «العولمة» من «باب التجميل» ففي مصر هناك أكثر من 120 ألف عملية تجرى سنوياً أغلبها لتصغير الثدي وشفط الدهون بالإضافة إلى العمليات التي تجرى في «أوكار الموت» بينما النتيجة تكون في أحسن الأحوال «التشويه». بورصة عمليات التجميل تحدد سعر عمليات تجميل الأنف بنحو 2000 جنيه، أما شفط الدهون من البطن والأرداف فيتكلف من 3000 جنيه إلى 7000 جنيه، في حين يتكلف تصغير الثدي ما بين 3000 إلى 5000 جنيه، وتجميل العيون 5000 جنيه. وقد ساهم في رواج عمليات التجميل والرشاقة هوس النساء بها «النموذج اللبناني» الذي استقبلناه في أغنيات الفيديو كليب، وبالتالي تنامت السوق التجميلية بشكل خيالي في ظل سيطرة ثقافة الثورة التي تعتمد على توظيف وتكريس مفاهيم معينة من بينها الوجه الجميل للأنثى والمقارنة بين نساء الواقع والوجوه المنحوته التي تأتينا عبر الفضائيات، وأصبحت مراكز الجمال في مصر تضاهي المطاعم والمقاهي! وتؤكد أحدث الإحصاءات أن البحث عن ملامح نجمات الفيديو كليب ساهم في زيادة رواج عمليات التجميل في العالم العربي خلال العام الماضي من 380 ألف عملية إلى مليون عملية وارتفع عدد جراحي التجميل في مصر في الأعوام الخمسة الماضية من 300 إلى3000 جراح. ولأننا نعيش ثقافة جديدة في الجمال وربما في الغناء والفن أيضاً، فقد اختلفت الأمور تماماً في مقاييس الجمال. وفي دراسة أجراها أستاذ الطب النفسي المرحوم الدكتور عادل صادق عن هذا الهوس والثقافة الجديدة التي تنتمي إليها النساء الآن، أكد أن مقاييس الجمال قد تحركت تجاه ما أسماه «النحافة الكبرى»، وارتبطت هذه النحافة الجديدة بتحول مهم في وضع المرأة في المجتمع من كونها أما «بالأساس»إلى كونها موضوعاً «جنسياً» وباحثاً عن الإعجاب في عيون الرجال أكثر عن السعادة في عيون الأبناء والصغار». وصارت النحافة عنواناً للتحرر وانتشرت مع هذا السباق أمراض مصاحبة لأنماط غذائية غير متوازنة منها مرض «البوليميا» الذي أصاب الأميرة «ديانا» وفيه يصاب الإنسان بالشره فيأكل كميات ضخمة من أنواع متعددة ثم يتقيأ ما أكله ليعبر عن خوف دفين لديه ربما من السمنة! وفي القديم كان حضور الروح والجمال الداخلي يتحلى بوسائل كثيرة غير جمال الجسد، ولكن الآن زادت أهمية الجسد كصورة للذات! ومع كل حالة وفاة بسبب الشفط أو التجميل ومع كل وجه فنانة حدث به تغيير نحو الأسوأ أو الأجمل تقفز الاستفهامات من جديد حول مخاطر ومضاعفات عمليات التجميل وأهمها عمليات تكبير الثدي وتجميل الأنف وشدالوجه وشفط الدهون وأخطرها تدبيس المعدة وهي ليست في اختصاص جراحي التجميل كما يؤكد أستاذ جراحة التجميل بطب قصر العيني ويضيف : «إن جراحة تدبيس المعدة جراحة خطرة، حيث ان هناك نسبة وفاة واحدة بين كل مائتي حالة، وهي لا تجري إلا لأصحاب الأوزان الثقيلة فعلاً، وبعد فشل كل المحاولات، وهناك شروط طبية لإجرائها وهي نفسها شروط إجراء أي جراحة تجميل حتى لو كانت بسيطة، أي خلو المريض من أمراض شاملة وفحوص دم كاملة وأشعة على الصدر». بالإضافة إلى وجود جراح ماهر ومستشفى عال من الكفاءة وتخدير جيد وإذا سلك الجراح كل الطرق السليمة، فلن تحدث أية مضاعفات إلا إذا كانت قدرية. وعن مخاطر السيليكون أكد أن مصر لم تعد تستخدم هذه المادة التي تستخدم في بعض الأماكن في فرنسا، وأيضاً في لبنان وأن هناك ممثلات تم حقنهن بهذه المادة وخطورتها ليس في الأورام السرطانية كما هو شائع، ولكن حدوث تكتلات تحت جلد الوجه. ولكن، هل هناك مضاعفات أحياناً لا يمكن علاجا أو التعامل معها في جراحات الشفط والتجميل ؟ تقول الدكتورة راوية خاطر : «المخاطر تحدث إذا كان الطبيب جاهلاً أو غير مؤهل أصلاً، وفي حالات حدوث التشويه لا تعود المنطقة المشوهة إلى حالتها الطبيعية مطلقاً ولا تتحسن إلا بعد إجراء حوالي 4 عمليات سواء كان ذلك في الشفط أو في شد الوجه والصدر والعين. وعن جراحات العيون لبعض النجمات ولبعض النساء والتي تغير شكل نظرة العين تقول: «السبب يرجع لتمزق عضلة العين، حيث يموت العصب الذي يتحكم في هذه العضلة فيتغير شكل العين ونظراتها ولكنها أصبحت عملية قديمة انتهت في العالم الآن فأحدث الجراحات تتم عن طريق الليزر أو التقشير». ونظرة الرجل للمرأة واختزالها في أغلب الأحوال كشكل وأنوثة جعل المرأة في حالة صراع دائم من أجل أن تكون الأجمل ولهذا أنفقت إحدى الزوجات في مصر 10 الاف دولار من أجل أن تصبح كوكتيلاً من الثلاثي : «نانسي وهيفاء واليسا» ولأن زوجها شديد الإعجاب بنانسي عجرم فقد أقامت دعوى قضائية تتهمه بالخيانة مع صور نانسي عجرم. أما هو فقد سبقها وقدم بلاغاً يتهمها بتبديد 10 الاف دولار من حسابه على عمليات التجميل. والانفصال جاء ختاماً لهذه القصة الدرامية المؤسفة. إن ستين في المائة من السيدات اللاتي يقمن بعمليات التجميل لديهن معاناة من الاكتئاب النفسي ولكنه لا يظهر في الصورة المعروفة كالامتناع عن الأكل واضطراب المزاج والبعد عن الناس إنما هو «اكتئاب مقنع» تلجأ السيدات فيه إلى نوع من التغيير بحثاً عن السعادة وخاصة المرأة التي تعاني من خسارة زوجها نفسياً وعاطفياً ومادياً. والخصائص النفسية للمرأة لا تختلف ولا تعترف بالجنسيات فهناك امرأة صينية أجرت 48 عملية بحثاً عن الجمال، منها 18 عملية لإصلاح أنفها وأنفقت نحو 241 ألف دولار خلال خمس سنوات. والرجل أصبح أيضاً منافساً للمرأة بل إنه ينفق على جراحات التجميل والشفط والكريمات مثلما تنفق المرأة حسب ما أكدت مجلة «ايكونوميست» حيث أكدت أن النساء والرجال ينفقون 16 مليار دولار سنوياً على منتجات التجميل بينما ذكرت نتائج أحدث مسح أميركي أن أعداداً متزايدة من الرجال يتزاحمون لإجراء عمليات التجميل. وقد سجلت عمليات حقن الدهون لزيادة نعومة بشرة الرجل وزيادة قدرها 36٪ عن النساء، كما ازدادت نسبة عملية حقن البوتوكا لإزالة خطوط الجبهة وإعادة تشكيل سطح البشرة بواسطة الليزر.