سجل العام 2003 تغيرات جلية في عالم الإعلام... اذ ظهرت تركيبة إعلامية متطورة، قلبت المقاييس وبرزت أسماء على حساب أخرى. وقد عرف "المشهد الفضائي" تغيرات وتحولات عدّة، اذ افتتحت اكثر من 10 قنوات فضائية معظمها متخصص، فخلقت حركة انتقال الإعلاميين بين المحطات، والمغنين بين شركات الإنتاج، وأفرزت نقلة نوعية لم تعهد في أي عام سابق. افتتحت شركة "الشرق الأوسط للأخبار" قناة "أم بي سي -2" التي تعنى بالأفلام والبرامج الأجنبية. وافتتحت الشركة قناة "العربية" الإخبارية لتقدم نشرات أخبار وبرامج تحليلية على مدار الساعة. كما تم افتتاح "الحياة - أل بي سي" كتجربة تعاون هي الأولى من نوعها عربياً، بين الاعلام المكتوب والاعلام المرئي. وفي اطار الأقنية الفنية، قدمت قناة "ميلودي هيتز" المصرية قناة "ميلودي ارابيا" المخصصة للاغاني العربية فقط. وقررت إدارة قناة "زين" تحويل المحطة التي أنشئت في الأصل للشباب العربي وقضاياهم، إلى قناة موسيقية ت وما كان من المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC الا أن اقتحمت هذا المجال، فقدمت قناة "نغم" الموسيقية. واطلقت "اوربت"، 3 قنوات : قناة "فن" التي تحاكي جمهور الفن العربي الكبير، و قناة "اليوم" التي تعنى بالقضايا الاجتماعية، و قناة "الصفوة" التي تعنى بالبرامج والمسلسلات الدينية. وفي أوائل شهر آب أغسطس، تم افتتاح قناة "أي تي في" التي تهتم ببرامج الترفيه. كما تم افتتاح قناة "هي" التي تتوجه إلى المرأة العربية والمواضيع التي تثير اهتماماتها. وشهدت الساحة الفنية إطلاق قناة "روتانا" و"مزيكا". وأفرزت الخطة الإعلامية التي شهدها العام تركيبة جديدة في عالم البرامج. وكان من الضروري ان تقوم الفضائيات العربية باستيراد البرامج الغربية، لمحاكاة التطور وجذب المشاهد. بدأت موجة تلفزيون الواقع مع LBC خلال انتخاب ملكة جمال لبنان، اذ استمرت الحفلة طوال 3 اشهر شارك فيها المشاهد باختيار اجمل المشتركات، وتابع حياتهن اليومية وتعرف عن قرب إلى شخصياتهن. وعادت "أل بي سي" الى التجربة مرة ثانية مع برنامج "ستار أكاديمي" الذي يشبه مسلسل الجمال، إذ يختار المشاهد نجمه المفضل بعد ان يتعرف إلى شخصيته عبر التقارير اليومية. وظهرت قناة "عالهوا سوا" التي وضعت ست فتيات في بيت منعزل، ليختار منها المشاهد من يراها مناسبة لتكون عروس المستقبل لأحد المشتركين. واختارت قناة "المستقبل" اللبنانية برنامج "سوبر ستار" الذي احدث ضجة لا مثيل لها، وتحوّل ظاهرة شعبية، وتحولت المعركة الفنية سياسية واستمر الركود الذي عاناه سوق الكاسيت عام 2003، وفي وقت توقع النقاد ان تتحسن حركة البيع هذا العام. جاءت النتائج مخيبة للآمال: فالحرب على العراق، والأوضاع الاقتصادية المتردية، وعمليات سرقة الأغاني والتزوير، أثرت سلباً في حركة البيع. إلا ان القنوات الفضائية لعبت دوراً كبيراً في تكريس "نجومية" وجوه جديدة كنانسي عجرم، وهيفا وهبي، وروبي، ولؤي... هكذا حل النجوم الجدد ضيوفاً على ابرز مهرجانات الصيف، وانتقد بعضهم استضافة عجرم في مهرجان جرش... وشنت الصحف العربية حملة شعواء ضد هيفا وهبي. وأثارت كليبات عجرم "الجريئة" حفيظة البرلمان المصري والبحيريني التلفزيون المحلي، وجنّ جنون بعض أعضاء البرلمان البحريني لدى استضافتها في أحد مهرجانات العاصمة. فكانت المحصلة ان حازت عجرم جائزة "موريكس أفضل مطربة لبنانية والظاهرة الفنية لعام 2003". وغنت هيفا وهبي على مسرح الليدو في باريس. كما قدم "سوبر ستار" أسماء باتت نجوماً بين ليلة وضحاها أمثال اللبناني ملحم زين، والسورية رويدا عطية، وديانا كرزون، وغيرهم... من ناحية ثانية، انتعشت الساحة الغنائية جراء عقود الاحتكار والمنافسة بين شركات الإنتاج والساحة الغنائي": عمرو دياب، محمد فؤاد، وإيهاب توفيق. وتشهد سنة 2004 انطلاق سوا الأميركية بعد الإيرانية باللغة العربية، وتقدم المستقبل "سوبر ستار- 2"، وتراهن "أم بي سي" على برنامج تلفزيون الواقع الجديد "بيغ برازر الشرق الأوسط"، فهل تحدث 2004 تغيرات كما فعلت العام 2003؟