صور نجوم الغناء الكبيرة في غرف نوم المراهقين مشهد عادي جداً ومتكرر في أعمال الدراما التلفزيونية، وهو انعكاس صحيح لما تعرفه حياة المراهقين الذين يكرسون وقتاً طويلاً لسماع الأغاني ومتابعة أخبار نجومهم المفضلين من فنانين عرب وأجانب، ولبعض هؤلاء النجوم "أفضلية" على الآخرين، ويصح القول ان الكولومبية - اللبنانية شاكيرا والأميركي أمينيم من الأكثر جاذبية، ومن النجوم العرب يتمتع عمرو دياب ونانسي عجرم بشعبية واسعة بين المراهقين. وثمة ظاهرة لفتت المتابعين لبرامج الهواة - وتحديداً برنامج سوبر ستار- فعلى رغم تميز أصوات بعض المشاركين الاّ أن تعلق المراهقين والمراهقات كان بمشاركين ليسا من الأوائل - وفق تصنيف الموسيقيين - هما شادي أسود ووائل منصور. فمن هم هؤلاء النجوم؟ حاولت شاكيرا جاهدة أن تكون جزءاً من الفريق الغنائي في مدرستها، لكن أستاذ الموسيقى رفض ذلك رفضاً قاطعاً بحجة أن غناءها يشبه ثغاء الماعز... وبعد مرور أكثر من عقد استطاعت الفتاة الجميلة أن تثبت لأستاذها أولاً وللعالم كله أنها فنانة موهوبة. شاكيرا المولودة في 2 شباط فبراير عام 1977، لبنانية الأصل، تروي أن والدها كتب لها كلمات بعض أغانيها وعلمها أصول الرقص الشرقي. ومن خلال خصرها المياس ووجهها الجميل دخلت قلوب الكثير من الشباب. ألبومها الأول صدر عام 1990 بعنوان "ماجيا"، ثم تتالت الألبومات التي جعلتها مشهورة في أميركا اللاتينية واسبانيا. حصدت شاكيرا الكثير من الجوائز واختيرت سفيرة لليونيسف. لفت جمالها المعلنين وصنعت شركة "باربي" دمية تشبهها. أمينيم يرقص في شكل هستيري على خشبة المسرح وفي حركاته وكلمات بعض أغانيه الكثير من العنف، لكن ألبوماته تتصدر المبيعات في الولاياتالمتحدة وخارجها. أصدر هذا الشاب المولود عام 1972 ألبومه الأول "إنفينيت" عام 1996 ولم يوزع خارج ولاية ديترويت الأميركية، وهو يذكر دائماً أنه كبر في حي يسكنه السود وتأثر منذ صغره بموسيقى ال"هيب هوب". أمينيم يسعى حالياً الى تغيير"صورته"، ويريد أن يثبت أنه ليس "الفتى السيئ". عمرو دياب عرف جيداً كيف يصنع صورته، فهو، كما يسميه البعض مطلق الصرعات والابتكارات الفنية الجديدة. في كل أغنية له لحن مختلف و"لوك" جديد، وفي كل فيديو كليب فكرة سيقلدها المراهقون حتماً. وتحل ألبوماته في المرتبة الأولى بين المبيعات، ولا يزال "حبيب" المراهقين والمراهقات منذ أكثر من عقد على رغم تخطيه عتبة الأربعين. ويرى المتابعون أنه يتمتع بذكاء شديد، وأنه نجح على رغم امكانات صوته المحدودة في أن يستقطب شعبية أكبر من زملائه بسبب قدرته على مجاراة كل ما هو جديد والتأقلم معه. نانسي عجرم مغنية شابة بلغت أخيراً العشرين من عمرها، بدأت الغناء صغيرة جداً ونجحت وهي مراهقة في برنامج للهواة، لكنها لم تحصد النجاح الكبير جماهيرياً. "اختفت" لبعض الوقت عن الأنظار لتعود بطلّة جديدة، بعد أن خضعت لجراحات تجميلية، وراحت تغني بغنج وتتمايل في فيديو كليبات متميزة من توقيع المخرجة نادين لبكي. وفي مدة لا تتعدى السنة صارت حبيبة المراهقين والشباب، فالطفلة المتوسطة الجمال تغيرت وصارت شابة جميلة، لم تعد تغني أغاني الطرب لكنها استقطبت القلوب. في برنامج "سوبر ستار" الذي عرض في النصف الأول من هذا العام، كثرت الرهانات على أصوات ملحم زين ورويدا عطية وديانا كرزون من الموسيقيين العرب وكل من يحن لزمن الطرب الجميل. لكن وائل منصور وشادي أسود يتمتعان بمواصفات قربتهم أكثر من قلوب المراهقات والمراهقين. المصري وائل منصور، عمره عشرون عاماً، يتمتع بخفة ظل وروح الدعابة وحضور جميل وموهبة تقليد الأصوات. امكاناته الغنائية محدودة، لكنه ظل يكرر رداً على منتقديه: "حغني وغني وغني". وائل الذي يتابع دراسته في كلية الإعلام يبدي اهتماماً بالسياسة، ويقول انه يحب الأعمال الفنية الملتزمة، وأغنيته المفضلة "عربية أرض فلسطين"، وهو يقوم حالياً بتقديم برنامج تلفزيوني ويحضر لألبومه الأول. أما زميله شادي أسود فقد لاقى نجاحه بسبب خفة ظله، وجمال وجهه. صاحب العيون السود سوري له من العمر 24 عاماً، ويحب المطرب محمد فوزي. صوته هادئ، وهو الذي حل سادساً بين المتسابقين اشتهر بترديد كلمة "يقبش".