أكدت جماعة "أنصار الإسلام" انها عادت الى النشاط في العراق بعدما اضطرت الى "التسلل الى دول مجاورة" بفعل الضربات الأميركية التي استهدفتها مع بدء حرب اطاحة نظام الرئيس صدام حسين. وقال "أمير" الجماعة "أبو عبدالله الشافعي" في بيان وُزّع أمس ان تنظيمه الذي تقول الولاياتالمتحدة انه "إرهابي" مرتبط ب"القاعدة"، وسّع عملياته من كردستان لتشمل كل العراق ويعيد تنظيم صفوفه، مُلمحاً الى إمكان ان يغيّر إسمه في ضوء التيارات التي يمكن ان تنضم اليه أو ينضم اليها. ويشتبه مسؤولون أميركيون في أن ل"أنصار الإسلام" علاقة بالتفجيرات الأخيرة في العراق، وبينها تفجير مقر الأممالمتحدة والسفارة الأردنية في بغداد. ويقولون ان الجماعة مرتبطة بتنظيم "القاعدة" من خلال الأردني أحمد الخلايلة "أبو مصعب الزرقاوي" المطلوب في عمّان بتهمة التورط في قتل الديبلوماسي الأميركي لورنس فولي في تشرين الأول اكتوبر 2002. ويشتبه بعض الأوساط في ان هذا التنظيم الكردي يحاول حالياً، من خلال توسيع نشاطه الى كل العراق، لعب دور "حلقة الوصل" بين الجماعات الإسلامية المختلفة التي تقوم بعمليات ضد القوات الأميركية والبريطانية. وحمل الشافعي في بيانه الذي تلقته "الحياة" من "المرصد الإعلامي الإسلامي" في لندن، بعنف على الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني الذي خاضت في السابق قواته معارك دامية مع "أنصار الإسلام". وقال ان القوات الأميركية "لم تستطع النيل منا" على رغم تلقيها مساعدة ممن وصفهم البيان ب"المرتدين في المنطقة وخيانة الجماعة الإسلامية"، في إشارة الى عدم مساندة هذه الجماعة التي يقودها علي بابير ل"الأنصار" خلال الهجوم الأميركي على مواقعها. وأضاف البيان ان مقاتلي "أنصار الإسلام" استطاعوا "التسلل الى الدول المجاورة"، في إشارة الى إيران. وقال ان الدول المعنية سعت الى تسليمهم الى "الاتحاد الوطني" بزعامة طالباني، لكن هؤلاء المقاتلين استطاعوا العودة الى العراق و"التحمنا باخواننا الذين هم امتداد طبيعي وقديم لنا" و"قد تحوّل عملنا من ساحة ضيقة محدودة الى أرض واسعة تمتد من أقصى شمال العراق الى أقصى الجنوب، ومن أطراف الشرق الى الحدود الغربية". وتابع أن "هناك شبه اجماع من المجاهدين في الداخل للانضمام الينا والعمل تحت رايتنا" لكن "لم نعلن الى الآن اسمنا لانشغالنا بالترتيب واعادة التنظيم وربط الحلقات". وأعلن "عمليات نوعية" قام بها مقاتلو "أنصار الإسلام"، بينها "العملية الاستشهادية التي قامت بها سرية ياسين البحر". لكنه لم يحدد ما هي هذه العملية، ولم يقدّم تفاصيل عن عمليات أخرى زعم قيام الجماعة بها. وهاجم تيارات إسلامية تشارك في المجلس العراقي الحاكم، داعياً الى عدم إصدار فتاوى تحرّم العمليات ضد الأميركيين. وكانت جماعة "أنصار الإسلام" أعلنت انها عزلت في نهاية شباط فبراير الماضي زعيمها الملا كريكار بسبب تصريحات اعتبرتها مخالفة لفكرها. ويعيش كريكار في النروج التي منحته وعائلته اللجوء السياسي عام 1991. وقال محاميه برينغار ميلينغ ل"رويترز" في اوسلو ان موكله "ينفي أي صلات له بأنصار الاسلام او انفجار بغداد" ضد مقر الأممالمتحدة. وأضاف ان هذه الجماعة تتألف من "فصائل عدة وبعض الفصائل اكثر تطرفاً وتشدداً من فصائل اخرى. الملا كريكار لم يكن من الجناح المتشدد. انه على النقيض تماماً". وقال وزير العدل الاميركي جون اشكروفت الاثنين خلال زيارة للنروج ان انصار الاسلام "جماعة خطيرة للغاية" تدير معسكرات تدريب ارهابية.