أكدت مصادر إسلامية ل"الحياة" أمس أن أربعة من الإسلاميين ال14 المطلوبين في الأردن بتهمة الانتماء إلى تنظيم مرتبط ب"القاعدة" والتآمر لتنفيذ عمليات إرهابية، قُتلوا في كردستان العراقية في آذار مارس الماضي، وأن بينهم نجل القيادي الإسلامي البارز "أبو محمد المقدسي". وأمهل القضاء الأردني ال14 مهلة عشرة أيام لتسليم أنفسهم لمحاكمتهم أمام محكمة أمن الدولة، وإلا اعتُبروا "فارين من وجه العدالة". وتقول السلطات الأردنية أن بعض المطلوبين يقيم في إيران ويرتبط ب"القاعدة" وجماعة "أنصار الإسلام". ولا يُعرف هل ناقش العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قضية وجود المتهمين في إيران خلال زيارته الأخيرة لطهران. لكن أُفيد أنه أثار مع الإيرانيين الأنباء التي تشير إلى استضافتهم الأردني أحمد الخلايلة أبو مصعب الزرقاوي الذي تعتبره واشنطن قيادياً بارزاً في "القاعدة". وحصلت "الحياة" من "المرصد الإعلامي الإسلامي" في لندن على رسالة من اثنين من المتهمين رداً فيها على قرار الاتهام الأردني. وقال شحادة ناجي الكيلاني ومحمد راتب قطيشات، وهما من مدينة السلط التي تُعتبر معقلاً ل"الأفغان الأردنيين"، في رسالتهما، وهي الثانية في أسبوع، إن الاتهام يشمل أربعة قُتلوا في كردستان خلال الهجوم الأميركي في آذار، وهم معاذ إسعاف النسور، ومنذر عبداللطيف شما، وعمر عزالدين عصام العتيبي نجل "أبو محمد المقدسي"، المعتقل في الأردن، وعبدالهادي أحمد دغلس. ولا يُعرف هل تعلم السلطات الأردنية بوفاتهم. لكن الواضح أن الاتهامات لل14 الفارين تعتمد إلى حد كبير على التحقيق مع الأردني أحمد الرياطي، وهو الوحيد المعتقل من المجموعة. وكان الأميركيون اعتقلوه في كردستان في آذار وسلّموه إلى عمّان التي حصلت منه على أسماء بعض الأردنيين ممن كانوا يقاتلون معه إلى جانب "أنصار الإسلام". ويشمل قرار الاتهام الأردني عراقيين اثنين هما نجم الدين فرج أحمد الملا كريكار الزعيم السابق ل"أنصار الإسلام" والمقيم في النروج، وريا صالح عبدالله "أبو عبد الله الشافعي"، ويُعرف أيضاً باسم خضر حسين محمد، الزعيم الحالي لهذه الجماعة ويتردد أنه يقيم في إيران. وكرر الكيلاني وقطيشات، في بيان وزّعه "المرصد"، نفيهما ما ورد في قرار الاتهام عن تنظيم جديد مرتبط ب"القاعدة" و"أنصار الاسلام" خطط لعمليات إرهابية في الأردن. وقالا إن اسمهما أُدرج "زوراً وبهتاناً ضمن هذا التنظيم الملفق حيث أننا لم نكن خططنا لا لضرب المصالح الأميركية في الأردن، ولا خططنا لضرب السياح ولا ضباط الاستخبارات الأردنيين، ولم نكن في يوم من الأيام ضمن تنظيم مع أبي مصعب الزرقاوي ولا مع "أنصار الإسلام" ولا غيرهم إلا اللهم المشاركة في ساحات العزة والكرامة حيث منّ الله علينا بأن قمنا بما افترضه الله علينا من الإعداد في سبيل الله في أرض أفغانستان الإسلامية المباركة الطيبة وكذلك المشاركة في الجهاد مع أنصار الإسلام دفاعاً عن حياض منطقتهم"، في إشارة إلى مشاركتهما في المعارك التي كانت تحصل بين "أنصار الإسلام" و"الاتحاد الوطني الكردستاني" بزعامة جلال طالباني. وأوردا أسماء أردنيين من السلط قُتلوا في المواجهات بين "أنصار الإسلام" ومعارضيها في كردستان، وبينهم الشيخ رائد عبدالله خريسات ولؤي حياصات أبو عبدالرحمن وأمجد أبو عمر ومعتصم درادكة ومحمود النسور وبلال الجغبير وقتيبة أبو عبود حياصات. وقالت مصادر إسلامية ل"الحياة" إن هؤلاء قُتلوا في كردستان في 2001، وليس في أفغانستان كما تردد آنذاك. وقصفت القوات الأميركية مواقع "أنصار الإسلام" مع بدء عملية إطاحة حكم الرئيس صدام حسين في آذار. وفر مقاتلو الجماعة إلى إيران، لكنهم بدأوا منذ فترة في التسلل عائدين إلى العراق. وتشتبه واشنطن في أن هذه الجماعة مرتبطة بتنظيم "القاعدة" من خلال "أبو مصعب الزرقاوي" المتهم بالتورط في قضية اغتيال الديبلوماسي لورنس فولي في عمّان في تشرين الأول أكتوبر 2002.