استولى الجيش على السلطة في غينيا بيساو أمس في انقلاب أبيض تعهد قادته إعادة العمل بالنظام الدستوري في المستعمرة البرتغالية السابقة وإقامة "حكومة انتقالية مؤلفة من كل الاتجاهات السياسية الوطنية". وأعلن القائد زامورا إندوتا الانقلاب عبر محطة إذاعية خاصة وطالب بدفع الرواتب المتأخرة، واتهم رئيس الوزراء ماريو بايريس بالعجز "عن إدارة الوضع مما تسبب في فوضى اجتماعية وموجات متتالية من الإضرابات". وبثت وكالة لوسا للأنباء في البرتغال بياناً لرئيس هيئة أركان الجيش فيرسيمو كورييا أعلن فيه الاستيلاء على "السلطات الدستورية" وحل مؤسسات الدولة وتشكيل لجنة عسكرية لاستعادة الديموقراطية في البلاد، مضيفاً أن الجنود يحتجزون الرئيس يالا، ونصّب كورييا نفسه رئيساً موقتاً إلى أن تجرى انتخابات. وذكرت الوكالة أن بايريس موجود حالياً في جنوب البلاد وسيوضع تحت الحراسة العسكرية. ووصل يالا إلى السلطة في كانون الثاني يناير 2000 بعد انتخابات استهدفت إنهاء اضطرابات مزمنة عقب تمرد للجيش في 1998، إلا أنه واجه منذ ذلك الحين محاولتي انقلاب، وتعين عليه إعادة تشكيل الحكومة مرات عدة. وتوترت العلاقة بين يالا والجيش والبرلمان لبعض الوقت إلا أن الموقف تفاقم بعزل الرئيس لرئيس الحكومة في نهاية 2002. واتهمه معارضون حينئذ باستهداف المسلمين الذين يشكلون 45 في المئة من السكان وينحدرون من عرقية المالينك. علماً أن كبار قادة الجيش والوزراء ينتمون إلى عرقية البالانت التي ينتمي إليها يالا. وغينيا بيساو مستعمرة برتغالية سابقة تقع غرب أفريقيا وهي واحدة من أفقر دول العالم ويقطنها نحو 1.1 مليون نسمة.