وقّع المدرب البرازيلي جوزيه كندينو أول من امس رسمياً عقداً يتولى بموجبه الاشراف الفني على فريق الاتحاد بطل الدوري السعودي لكرة القدم حتى حزيران يونيو المقبل في مقابل 850 ألف دولار، ويخلف بالتالي مواطنه جوزيه اوسكار الذي أقصي من منصبه في نيسان ابريل الماضي. وسيبدأ كندينو حملته باللعب ضد الخليج الصاعد من دوري الدرجة الأولى في مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين. ويراهن مسؤولو الاتحاد على خبرة كندينو في قيادة فريقهم الى الاحتفاظ باللقب الذي حمله ست مرات منذ العام 1982، ولا سيما ان لمدربي "السامبا" فضلاً في تحقيق التتويج ثلاث مرات من طريق كارلوس شيزنهو 1982 وخوليو بيدرو 2000 وجوزيه اوسكار 2001. وسبق ان حصد كندينو انجازات لافتة في الملاعب السعودية، اذ قاد الهلال في منتصف ثمانينات القرن الماضي ثم تسلم مقدراته مجدداً عام 1993، ورشحه النجاح الذي حققه معه لتولي مهمة قيادة المنتخب في تصفيات مونديال الولاياتالمتحدة 1994. فبلغ "الأخضر" للمرة الأولى النهائيات علماً انه أقصي من منصبه قبل المباراة الأخيرة في التصفيات أمام ايران، بسبب خلافات في الرأي بينه وبين الاداريين. فراح يهاجمهم في صحف بلاده، وأصدر الاتحاد وقتذاك رداً على تصريحاته، واعتبر البعض انه وضع على القائمة السوداء ومنع من الدخول الى المملكة. ويبدو ان كندينو وافق على العمل مجدداً في السعودية ليظهر كفايته بعدما قاطع عروض الأندية الخليجية منذ العام 1993 احتجاجاً على إقالته من تدريب "الأخضر"، الذي قاده في عشر مباريات من دون أي خسارة. ويؤكد مسؤولو "العميد" ان المدرب البرازيلي لم يكن متحمساً للاشراف على تدريب فريقهم، لكنه أعجب بعناصر التشكيلة قياساً الى نظرائهم في الفرق المنافسة، فضلاً عن مشاهدته تسجيلات لأداء اللاعبين خلال 12 مباراة لعبها الفريق الموسم الماضي. ولم يجد كندينو صعوبة في اعداد عناصره للموسم الجديد، نظراً الى خبرتهم الواسعة، ما سيعزز موقفه، اذ يمكنه الاعتماد على لاعبين مهمين من أمثال الدوليين مبروك زايد وحمد المنتشري وصالح الصقري وأسامة المولد ومناف ابو شقير ومحمد نور وعبدالله الواكد ورضا تكر، فضلاً عن المخضرمين باسم اليامي ومرزوق العتيبي وحمزة ادريس والحسن اليامي وخميس العويران. وعلى رغم ان فرص كندينو لقيادة "العميد" نحو اكثر من لقب غير صعبة، الا ان "العجوز البرازيلي" لن يحظى بتعاطف انصار "فريقه" عند أي تعثر. وهم ينتظرون ان يحتكر لهم الألقاب استناداً الى غنى صفوفه بالنجوم. ويرى متابعون لتحضيرات الأندية السعودية قبل بدء الموسم ان مهمة الاتحاد ومدربه في اعتلاء منصات التتويج لن تكون سهلة بعدما اظهرت استعدادات اندية المقدمة خصوصاً ان الصراع على الفوز بالبطولات سيشهد منافسة لن تجعله مرشحاً لنيل اي لقب من دون ان يواجه مصاعب. ولفت مقربون من "العميد" الى ان رئيسه منصور البلوي بات مهتماً بتقوية علاقة كندينو باللاعبين الذين يعتمد عليهم في التضامن مع المدرب واظهار رغبة في التعاون معه، علماً ان عدم رغبتهم في التقيد بتوجيهات سلفه جوزيه اوسكار احتجاجاً على غطرسته، قادت الفريق الى هزائم متتالية في الموسم الماضي، قبل ان تستجيب الادارة الى رغبتهم وتبعد المدرب وتستعين بخالد القروني. وينتظر كندينو موافقة الرئيس العتيد على دعم صفوف الفريق بلاعب وسط مؤثر قبل خوض الاستحقاقات. وتأمل الادارة بأن تظهر لمساته في أولى مراحل الدوري، لتبرهن حسن اختيارها فتسكت الانتقادات التي طاولتها مطالبة باستقدام مدرب اكثر مقدرة وخبرة.