حسمت ادارات اندية الدوري الممتاز تعاقداتها التي تبدأ بها مطلع كل موسم رياضي مع المدربين الذين سيتولون مهمة الاشراف الفني على الفرق الاثنى عشر التي ستشكل اضلاع مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين للعام الرياضي 2004/2005م وهي الشباب (بطل المسابقة) والاتحاد والنصر والاهلي والهلال والاتفاق والقادسية والوحدة والرياضي والطائي واحد والانصار (الصاعدين حديثا لدوري الاضواء). فالفرق سالفة الذكر اجرت تغييرات جذرية على مستوى الاجهزة الفنية باستثناء ثلاثة فرق وهي الشباب الذي ابقى مدربه البرازيلي زوماريو الذي طور من اداء الفريق وصقل مواهب لاعبيه صغار السن وخلق انسجاما رائعا بين خطوطه قبل ان يقوده للفوز ببطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين. وقد سار على نهجه الاهلي (ثالث الدوري) الذي جدد عقد مدربه العجوز البرازيلي فالمير لوروز الذي نقل فريقه من المركز التاسع في مسابقة الدوري الى المربع الذهبي بعد ان قاده للمباراة النهائية لمسابقة كأس ولي العهد الذي خسره امام الاتحاد بهدف وحيد فضلا عن ارتياح اللاعبين لطريقته واسلوبه التدريبي وحسن معاملته. اما الفريق الثالث فهو احد (الوافد الجديد) حيث تمسك بمدربه المصري عبدالله درويش بعد ان صعد به للدوري الممتاز اثر تحقيقه بطولة دوري الدرجة الاولى. وفي المقابل فان بقية الفرق التسعة غيرت اطاراتها الفنية لاسباب فنية ومالية وخلافها وتعاقدت مع مدربين آخرين كان جلهم من المدرستين الاوروبية وشمال افريقيا. فالاتحاد (وصيف مسابقة الدوري وبطل مسابقة ولي العهد) ايقن تماما ان المدرسة البرازيلية غير مجدية بالنسبة له وعاد للمدرسة المفضلة لديه الا وهي المدرسة الاوروبية حيث تعاقد مؤخرا مع المدرب الكرواتي توميسوف ايفيتش (71 عاما) وهذا المدرب الخبير يعول عليه الاتحاديون كثيرا لقيادة فريقهم لاحراز العديد من البطولات لاسيما انه يملك سجلا حافلا بالانجازات مع الفرق التي اشرف عليها خلال مسيرته التدريبية والتي يأتي ابرزها اندرلخت البلجيكي وغلطة سراي التركي ومرسيليا الفرنسي والوصل الاماراتي. اما الهلال (الرابع) فقد اكد علاقته الوطيدة مع المدرسة البرازيلية وتعاقد مع المدرب باكيتا بعد فشل المدرسة الاوروبية متمثلة في المدرب الهولندي اديموس ومن بعده التونسي احمد العجلاني اللذين تعاقبا على تدريب الفريق قبل الاستعانة المؤقتة بالمدرب البرازيلي جوزيه اوسكار, ويرى الهلاليون ان المدرسة البرازيلية هي الانسب لاعادة فريقهم الى منصات التتويج خصوصا ان جل البطولات السابقة تحققت على يد المدربين البرازيليين امثال شيزنهو وجوبير وكندينيو واوسكار وغيرهم. اما الاتفاق فبعد نجاح المدرسة الهولندية معه خلال الموسمين الماضيين والمتمثلة في المدربين وليم بيرغن وفيرسلاين اللذين حققا مع الفريق بطولة مسابقة الامير فيصل بن فهد لموسمين متتاليين الا انه اتجه لقارة امريكا اللاتينية وتحديدا صوب الارجنتين حيث تعاقد مع المدرب خورخي هيبكر الذي سبق له الاشراف على فريق النصر وحقق معه نتائج ايجابية, وقد جاء التحول الكلي للاتفاقيين بعد ان ماطل المدرب فيرسلاين في تجديد عقده قبل ان يوقع عقدا مع فريق الشعب الاماراتي وبعد دراسة مستفيضة للادارة الاتفاقية وجدت ان هيبكر هو المدرب الانسب لقيادة الفريق خلال المرحلة المقبلة. اما النصر فيبدو ان بينه وبين المدرسة الاوروبية لاسيما الشرقية توأمة قديمة حيث وقع اختياره على المدرب البلغاري ديميتار ديمتروف الذي اختير كأفضل مدرب في بلاده قبل موسمين, وقد سبق للنصر التعاقد مع مدرب منتخب بلغاريا بينيف الذي احرز معه الفريق بطولة مسابقة الأمير فيصل بن فهد عام 1998م كما تعاقد في الموسم الفائت مع المدرب ميرشيا الذي اقيل بعد خسارة الفريق امام الشباب 6/2 والذي كان قد حل خلفا لليوغوسلافي تومباكوفيتش. ويأمل النصراويون ان يضع مدربهم الجديد يده على الجرح الذي لم يبرأ حتى الآن وان يعيد فريقهم العالمي الى منصات البطولات بعد غياب استمر ستة مواسم لم يحقق خلالها بطولة واحدة. اما الوحدة فبعد اسناد المهمة الفنية خلال الموسمين الماضيين للمدرب الوطني خالد القروني الذي اعاد الفريق للدوري الممتاز ومن ثم البقاء فيه تعاقد مع المدرب التونسي لطفي البنزرتي الذي يملك سجلا جيدا ولديه دراية كافية بفرق الدوري خصوصا انه من المتابعين للمسابقات المحلية, ويعتبر الوحداويون المدرب البنزرتي هو المدرب القادر على تطوير اداء الفريق واحداث نقلة نوعية في مستواه العام وقيادته نحو مركز جيد في المسابقة. اما القادسية فقد اعاد مدربه السابق التونسي احمد العجلاني الذي سبق له قيادة الفريق لانجاز غير مسبوق عندما احرز المركز الثالث في مسابقة الدوري عام 2002/2003م وكانت ادارة النادي ترغب في تجديد عقده خلال الموسم المنصرم الا ان الاختلاف حول النواحي المادية ادى الى التعاقد مع المدرب السلوفاكي بيفارنيك الذي فشل في المحافظة على مكتسبات الفريق الامر الذي ادى الى صرف النظر عنه واعادة العجلاني الذي يتفاءل به بنو قادس كثيرا. اما الطائي فبعد تجربته الناجحة مع المدرب احمد العجلاني الذي عاد للقادسية سار في نفس الاتجاه وتعاقد مع مواطنه عمار السويح الذي يعتبر من المدربين الاكفاء وقد سبق له قيادة منتخب بلاده في مونديال 2002م بكوريا واليابان. اما الرياض الذي يعيش اوضاعا صعبة للغاية لاسيما على الصعيد المالي فلم يجد امامه سوى التعاقد مع المدرب الوطني خالد القروني الذي يعد من المدربين المميزين على المستوى المحلي وقد سبق له الاشراف الفني على الفريق العاصمي قبل سنوات, كما اشرف على فريق الوحدة وصعد به للدوري الممتاز قبل ان يبقيه في وسط الدوري, وهذا الامر سيساعد القروني على اعداد فريقه بالشكل الجيد لاسيما انه ملم بمستويات لاعبي الفريق. وجاء التعاقد مع القروني بعد عدم الاقتناع بقدرات المدرب اليوغوسلافي (زوران) الذي حضر على سبيل التجربة والتقييم حيث لم يقنع مسؤولي النادي بعد اسبوع واحد من اشرافه على تمارين الفريق, وكل ما يتمناه المسؤولون بالنادي من المدرب الوطني ان يقود الفريق للمنطقة الدافئة بعد ان كان قاب قوسين او ادنى من الهبوط لدوري المظاليم في الموسم الفارط. اما الانصار (ضيف الممتاز) ووصيف دوري الدرجة الاولى فقد تعاقد مع المدرب البرازيلي ادنالدو خلفا للمدرب الوطني ايوب غلام, وقد جاء التعاقد مع المدرب بعد دراسة وافية من قبل ادارة النادي الموفقة في جلب المدربين الاجانب والتي تتمنى ان يعيد ادنالدو ذكريات مواطنه روبرتو كارلوس الذي حقق مع الفريق نتائج رائعة ابان اشرافه على الفريق قبل موسمين. واذا ما ألقينا نظرة سريعة على هؤلاء المدربين فاننا نجد ان اربعة منهم برازيليون وثلاثة تونسيون واوروبيون (بلغاري - كرواتي) وواحد سعودي ومثله ارجنتيني ومصري, ومع ان المدرب الوطني خالد القروني حفظ ماء الوجه للمدربين الوطنيين بوجوده بين المدربين الاجانب الا ان الدلائل تشير الى ان نهاية الموسم ستشهد اكثر من مدرب وطني على رأس الجهاز الفني في عدد من الفرق التي تعودت على اعفاء المدربين الاجانب نتيجة سوء النتائج وهبوط الاداء. هيبكر ايفيتش