أعلنت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري في مستوطنة "أرييل" المقامة على أراضي نابلس والتي نفذها اسلام قفيشة، احد كوادر ذراعها العسكرية "كتائب عز الدين القسام"، منطلقاً من مدينة نابلس التي كانت مسرحاً الاسبوع الماضي لعملية اغتيال رباعية نفذتها قوات الاحتلال الاسرائيلي في مخيم عسكر للاجئين الفلسطينيين. كما تبنت كتائب "شهداء الاقصى" التابعة لحركة "فتح" الهجوم الثاني قرب تل ابيب والذي نفذه فلسطيني انطلق ايضاً من نابلس، علماً أن العمليتين وقعتا بفارق ساعة. وأعلنت "كتائب القسام" في بيان ان هجوم ارييل يأتي "ردا على الخروق الصهيونية لمبادرة تعليق العمليات التي توجت بعملية اغتيال قائدي القسام في نابلس وعسكر". إلا أنها اكدت "التزامها المطلق بقرار قيادتنا السياسية الداعي الى تعليق العمليات العسكرية، لكننا نؤكد لجميع خلايانا المجاهدة ان عليها ان تكون في اتم حالات الجاهزية للرد السريع على كل محاولة لخرق مبادرة تعليق العمليات وتلقين الصهاينة الدرس الرادع". وحذرت "العدو من مغبة السماح للسياح والصهاينة بدخول الحرم القدسي الشريف وسنعتبر ذلك خرقاً كبيراً لمبادرة تعليق العمليات وسنرد عليه بقوة". من جانبها، أكدت "كتائب شهداء الاقصى" في بيان ان الهجوم قرب تل ابيب نفذ "ردا على الارهاب الصهيوني وعمليات الاغتيال التي يقوم بها في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية". واضافت: "نفذ الاستشهادي خميس غازي فيصل جروان… عملية نوعية في قلب فلسطينالمحتلة في مستوطنة رأس العين قرب تل أبيب". وأكدت انه "سيكون هناك المزيد من العمليات الاستشهادية حتى دحر الاحتلال وسيكون ردنا على مجازر شارون وحكومته النازية قاسياً". وعلى رغم شجب السلطة الفلسطينية العمليتين، إلا أن الاطراف المعنية بما فيها اسرائيل، توقعت وقوع عمليات عسكرية فلسطينية ضد اهداف اسرائيلية في ظل تكثيف قوات الاحتلال الاسرائيلي اعتداءاتها على الفلسطينيين منذ بدء سريان مفعول الهدنة قبل نحو شهر ونصف شهر والتي تجاوزت قتل ما لا يقل عن 13 فلسطينياً واستمرار عمليات الدهم والاعتقال ومصادرة الارض، الى الاستمرار في بناء "الجدار الفاصل" على حساب التهام مزيد من الأراضي الفلسطينية وفرض مزيد من الوقائع على الارض في شأن التوسع الاستيطاني واستئناف البناء في المستوطنات بشكل يتنافى مع تعهدات شارون نفسه للادارة الاميركية، خصوصاً في القدسالشرقية التي باتت المنطقة الفلسطينية الاكثر استهدافا في الاسابيع الاخيرة. مساعدات حكومية للاستيطان في القدس وسبقت وقوع العمليتين، سلسلة من الاجراءات الاسرائيلية استهدفت بشكل مركز الجزء الشرقي من القدس الذي يتعرض لحملة تهويد متعددة الاشكال، كان آخرها قرار وزارة الاسكان الاسرائيلية التي يترأسها الوزير ايفي ايتام تقديم منح وقروض تصل الى اكثر من 100 الف شيكل أكثر من 20 ألف دولار لكل مستوطن ينتقل للعيش في المستوطنات التي تحظى ب"أولوية التطوير". ويركز القرار على المستوطنات في محيط القدسالشرقية وقلبها مثل مستوطنات "بسغات زئيف" و"معاليه ادوميم" و"هارحوما" المقامة على جبل ابو غنيم جنوبالقدس والوحدات الاستيطانية الجديدة في مستوطنة "جبعات زئيف". وسيتلقى المستوطنون الذين يقطنون في هذه المستوطنات قروضا لمبالغ تصل الى 100 ألف شيكل، نصفها سيقدم على شكل منح والباقي بفائدة مخفضة تصل إلى 4 في المئة الفائدة 5,5 في المئة. وقالت مصادر اسرائيلية ان القرار سيخرج الوضع الاسكاني اليهودي في المدينة من حال "الركود" التي يمر بها، فيما رحب مجلس المستوطنات بهذا القرار، معتبراً اياه "إلغاء لقرار تجميد الاستيطان". ونسب الى وزير الاسكان ايتام نفسه القول: "من يتابع البناء العربي غير المشروع في القدسالشرقية يفهم اهمية هذه الخطة الجديدة". وسيستمر العمل في هذه الخطة حسب ما اعلن اربعة اشهر. وكشفت الصحف الاسرائيلية نية وزارة الاسكان بناء 500 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "هارحوما" التي تفصل القدس عن مدينة بيت لحم جنوباً. "الجدار الفاصل" يلتف حول القدس وفي هذه الاثناء، سلمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي اصحاب نحو 18 منزلاً فلسطينياً في حي الاشرفية في بيت حنينا شمال القدس اخطارات بهدم منازلهم، في اطار عملية بناء "الجدار الفاصل" الذي يحاصر الجزء الشرقي من مدينة القدس ويعزله تماماً عن محيطه الفلسطيني من كل الجهات بطول 30 كيلومتراً. ووصل العمل في الجدار مراحل متقدمة تنذر بعزل آلاف الفلسطينيين من حملة الهوية الاسرائيلية زرقاء اللون التي ترمز الى مواطنتهم في القدس خلف الجدار الذي تطلق عليه اسرائيل "غلاف القدس"، بينما يحول احياء سكنية وقرى بأكملها الى كانتونات معزولة. وكشف النقاب عن مصادرة نحو 550 دونماً من اراضي بلدتي ابو ديس والعيزرية للهدف نفسه، فيما وصل عدد المنازل المهددة بالهدم حتى الان في هذه المناطق الى اكثر من 100 منزل. وذكرت مصادر صحافية اسرائيلية انه ان تم العمل في بناء الجدار بالوتيرة نفسها، فسيتم "عزل كل جنوبالقدس عن الضفة في غضون شهرين الى ثلاثة اشهر". حاجز قلنديا... "حدود القدس الشمالية" وفي اطار سياسة العزل واقتطاع الارض ايضاً، لوحظ في الأسبوعين الأخيرين نشاطاً إسرائيلياً مكثفاً لإعادة "ترتيب" العمل على حاجز قلنديا شمال القدس ليصبح حاجزاً "حدودياً دائماً".