كشفت مصادر فلسطينية واسرائيلية متطابقة عن تفاصيل مسار "الجدار الأمني" الذي تقوم الحكومة الاسرائيلية حالياً ببنائه حول مدينة القدسالمحتلة لمنع وصول أهالي الضفة الغربية اليها في اطار خطة "حاضن القدس" كما تسميها اسرائيل، وهو جدار يقضم اكثر من 200 كيلومتر مربع من الأراضي الفلسطينية ويضمها عملياً الى نفوذ حدود بلدية القدس الاسرائيلية في تنفيذ دقيق لمخطط رئيس الوزراء الاسرائيلي المتعلق ب"القدس الكبرى". واكد مدير دائرة الخرائط في "بيت الشرق" خليل تفكجي ل"الحياة" ان ارييل شارون يسعى، كما صرح في اجتماعات مغلقة، الى استغلال الأوضاع الأمنية الحالية لتنفيذ مخطط "القدس الكبرى" الذي يوسع منطقة نفوذ بلدية القدس الاسرائيلية لتشمل 800 كيلومتر مربع، أي ما يعادل 10 في المئة من المساحة الاجمالية للضفة الغربية. ويبلغ مسار "الجدار الأمني" في مرحلته الأولية، وفقاً لما ذكرته صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية أمس، 16 كيلومتراً ويبدأ في الجزء الشمالي من مدينة القدس من جنوب بلدة بيتونيا، ويضم معسكر "عوفر" الذي حول أخيراً الى معسكر اعتقال لمئات الفلسطينيين ويمر في المنطقة الصناعية الاسرائيلية "عطروت" عبر المحاجر الفلسطينية جنوب قلنديا جنوبرام الله الى ان يصل الى مفترق بلدة جبع بالقرب من حزما ويضم مستوطنة "علمون". اما في الجزء الجنوبي فيستمر خلف بلدة الزعيم ويضم مستوطنة "معاليه ادوميم" التي تتجاوز مساحتها الهيكلية مساحة تل ابيب، ويمتد الى مستوطنة "هارحوما" جبل أبوغنيم شمال بيت لحم ثم مستوطنة "غيلو". وتشمل عملية الضم الفعلي للاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 مستوطنة "غبعات زئيف" المقامة على هذه الاراضي. واشار تفكجي الى ان اقامة هذا الجدار ستضم الارض من دون سكانها وتترك محيط القرى التي ستصادر اراضيها في مناطق معزولة من دون اي امكانية للنمو. وذكرت "يديعوت احرونوت" انه سيجري اطلاق بالونات استطلاع واقامة وسائل الكترونية للكشف عن أي حركة تحدث بالقرب من الجدار، وكذلك ستنصب كاميرات وسيتم تشغيل قوات استطلاع خاصة، مشيرة الى ان الأمر منوط بمصادقة نهائية على الموازنة اللازمة.