الممثل سيف عبدالرحمن هو أحد اكتشافات المخرج يوسف شاهين وبطل فيلمي "فجر يوم جديد"، و"العصفور". كان له حضور مميز في أفلام أخرى لشاهين منها "اسكندرية ليه" و"حدوتة مصرية" و"المصير" و"ظهور مستغرب في كلام الليل"، إضافة إلى فيلم "مذكرات مراهقة" لايناس الدغيدي. "الحياة" التقته: متى كان لقاؤك مع المخرج يوسف شاهين؟ - انه يوم لا ينسى، 2 تموز يوليو 1962 حينما كنت اشارك في عرض للفرقة القومية للفنون الشعبية وكان شاهين حاضراً يبحث كعادته عن بطل جديد لأفلامه، والحقيقة ان الذي لفت نظره نحوي هو الناقد السينمائي سمير نصري احد رفاقه في هذه الليلة، وعرض عليّ شاهين بطولة فيلم "فجر يوم جديد"، وبناء على ذلك دخلت "مدرسته" لإعدادي قبل بدء التصوير، ليس فقط على مستوى التمرين الدرامي، إذ تعلمت اشياء كثيرة ومهارات جديدة مثل ركوب الخيل والسباحة. ما هي مواصفات البطل عند يوسف شاهين؟ - شاهين يفتش عن البطل القابع في بؤرة خياله والذي رسم له الدور بدقة، وعندما يجده فإن اهم شيء عنده هو تعبيرات العيون والاحساس العالي. وما هي فكرة فيلم "فجر يوم جديد" ودورك فيه؟ - الفيلم أُنتج في العام 1963 يوم كان الفكر الاشتراكي سائداً ومصدراً، ويعيش الناس في احلام الناصرية والقومية. وعاش شاهين الحلم نفسه وراح يناقش في الفيلم امكان التزاوج بين هذا الفكر ومجتمع العائلات الارستقراطية او بقاياها، وقد لعبت دور الشاب الجامعي الذي تنشأ بينه وبين سيدة من هذا المجتمع علاقة عاطفية، ولكنها غير متكافئة من حيث السن والوضع الاجتماعي وتنحدر نحو الفشل، فالشاب يمثل فجر يوم جديد بينما لا تستطيع هي ان تتخطى الحواجز الفاصلة بينهما. وماذا عن فيلمك الثاني "العصفور"؟ - بعد تحطم الاحلام الكبرى عقب نكسة حزيران يونيو 1967، ظلت بعض الانفاس والاصوات تصرخ مطالبة بالثأر والحرب وقد حمل شاهين هذه الاصوات في فيلمه كعصفور ينطلق من قفصه رمزاً للشعب المصري الذي شب عن طوق الاحلام وغرور الفردية والسلطة، وبصوت الشيخ إمام عيسى واشعار احمد فؤاد نجم قدم شاهين في مقدمة الفيلم اغنيتهما "بهية". وهو ايضاً اسم بطلة الفيلم التي جسدتها محسنة توفيق والتي تمثل بالنسبة الى شخصيات الفيلم الأم العطوف رمزاً لمصر وكاد الفيلم ان يتوقف بعد انسحاب الهيئة العامة للسينما لاسباب رقابية. ومنذ عرض السيناريو الذي كتبه لطفي الخولي توجس شاهين شيئاً ما ولذلك عرض على الجزائر المشاركة في الانتاج بنسبة 50 في المئة وتمت الموافقة بفضل المخرج الجزائري احمد راشدي. وقد نالت محسنة توفيق جائزة أحسن ممثلة عن دورها، وفاز الفيلم بجوائز احسن اخراج وموسيقى لعلي اسماعيل في مهرجانات عدة، ولكنه ظل ممنوعاً من العرض حتى نصر تشرين الاول اكتوبر، فعرض اولاً في بيروت ثم في القاهرة. اما دوري في الفيلم فهو الضابط الذي يذهب الى الصعيد للقبض على مجرم يتستر خلفه بعض الخونة الذين يعطلون عمل مصنع كبير وينهبون محتوياته ثم يتعرف في القاهرة الى بهية وشخصيات الفيلم وتصبح علاقته بابنة بهية أدتها الممثلة اللبنانية كريستين رمزاً للمستقبل والحياة نفسها. تعمل منذ وقت بعيد في شركة افلام مصر العالمية ليوسف شاهين، فما طبيعة عملك في الشركة؟ - عملي في الشركة يرجع الى صداقة متينة ربطتني بشاهين ودوري في اعمال الشركة غير محدد كوظيفة وإنما اشارك منذ الكتابة حتى الدعاية والتوزيع. وما هي اسباب مشاركتك في فيلم "مذكرات مراهقة"؟ - علاقتي بالمخرجة ايناس الدغيدي قديمة ووطيدة إذ عملت مساعدة ليوسف شاهين من قبل وعملت معها قبل "مذكرات مراهقة" في فيلم "كلام الليل" في دور صحافي يهوى العلاقات الغرامية العابرة، ولأنني اعتبر ان شغلي الاساسي هو التمثيل فلماذا أرفض دوراً يناسبني، فقد اديت دور والدة الفتاة المراهقة واعتقد ان سني تسمح بذلك، ولا علاقة لي بمضمون الفيلم. "الغضب" فيلم يوسف شاهين الذي يصوره الآن، ماذا عن احداثه؟ - تدور حول العلاقة الجدلية بين شاهين والولايات المتحدة منذ سفره اليها عام 1947 لدراسة التمثيل وصدمته الأولى حينما نصحه اساتذته هناك بالتحول لدراسة الاخراج ليتحطم حلمه في أداء دور "هاملت" الذي أصبح جزءاً منه، فهو يحيا الشخصية التي نجدها في افلام شاهين الذاتية مثل: "اسكندرية ليه، "حدوتة مصرية" و"اسكندرية كمان وكمان"، فهي شخصية شاهين نفسه. ووصولاً لأحداث ايلول سبتمبر 2001 وتداعياتها على العالم والمنطقة العربية، والفيلم من بطولة يسرا ومحمود حميدة وفي دور شاهين راقص الباليه والوجه الجديد احمد يحيى.