أكد الاتحاد الأوروبي مجدداًً عزمه على مواصلة الحوار مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، على رغم الضغوط الاسرائيلية والأميركية من أجل مقاطعته. وقالت ايما اودوين الناطقة باسم المفوضية الأوروبية مساء أول من أمس في بيان صحافي: "نعتقد بأن الاتصالات بالرئيس عرفات لا تضعف رئيس وزرائه. في الواقع تلك الاتصالات ربما كانت مفيدة حقاً". وجاء البيان، بعدما ألقت ايطاليا التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي بظلال من الشك على سياسة الاتحاد، واقترحت ألا تهتم أوروبا بعرفات على حساب مكانتها كراعية مشاركة لخطة "خريطة الطريق" للسلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني ان الأخير ناقش مع عباس، عبر الهاتف الجمعة، دوراً محتملاً للاتحاد الأوروبي في مراقبة تنفيذ "خريطة الطريق". وأضاف ان برلوسكوني الذي يتحدث أيضاً بالنيابة عن الاتحاد الأوروبي أعرب لعباس عن الدعم الكامل للاصلاحات وشجعه على المضي قدماً في خطة "خريطة الطريق". ويعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اجتماعات منفصلة غداً الاثنين مع وزيري الخارجية الاسرائيلي والفلسطيني في بروكسيل، لكن قضية عرفات أثرت على مساعي الاتحاد الأوروبي لقبول اسرائيل قيامه بدور أكبر في صنع السلام. وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني، بعد اجتماع مع نظيره الاسرائيلي الاسبوع الماضي: "سننصت لدول أخرى فيما يتعلق بالدور الشكلي لعرفات. لكننا لا نستطيع السماح أن تتقدم قضية دور عرفات على مناقشات تطبيق خريطة الطريق". وتجاهل برلوسكوني عرفات أثناء زيارته لاسرائيل الشهر الماضي، والتي التقى خلالها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون قبل أيام من تولي روما رئاسة الاتحاد الأوروبي، مما أثار انتقادات من فرنسا. وزار مسؤولون اسرائيليون بروكسيل في وقت سابق هذا الاسبوع لدفع مسألة تهميش عرفات. وقال ديبلوماسيون انهم يتفهمون موقف الاتحاد الأوروبي ومفاده ان رئيس الوزراء الفلسطيني سيعجز عن تحقيق تقدم في عملية السلام من دون دعم عرفات. لكنهم قالوا ان هذه هي العقبة الرئيسية في سبيل التقدم. وقال أحدهم ان ثمة أصوات داخل حكومة شارون تدعو لتشكيل حكومة فلسطينية جديدة تماماً إذا فشل عباس في الاستقلال بقراراته عن عرفات.