سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحسبن العلاقات الاوروبية - الاسرائيلية في صلب اجتماعات بروكسيل . البابا : الارض المقدسة لا تحتاج جدراناً وانما جسوراً شارون : الجدار لن يرسم الحدود حين يتحقق السلام
انتقد البابا يوحنا بولس الثاني امس "الجدار الفاصل" الذي تشيده اسرائيل في عمق الاراضي الفلسطينية المحتلة، في وقت اعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ان هذا الجدار "لن يرسم الحدود" بين الطرفين "حين نتوصل الى اتفاق سلام" مع الفلسطينيين. وجاءت تصريحات كل من البابا وشارون عشية بدء الاخير زيارة اليوم الى ايطاليا التي تتولى حالياً رئاسة الاتحاد الاوروبي الذي يعتري الفتور علاقاته باسرائيل بسب مواصلتها بناء "الجدار الفاصل" ونشاطها الاستيطاني ومقاطعتها المبعوث الاوروبي الى المنطقة. عشية زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون الى ايطاليا ابتداءً من اليوم ولمدة يومين انتقد البابا يوحنا بولس الثاني "الجدار الفاصل"، وقال في أول تعليق له على الجدار: "في الحقيقة الارض المقدسة ليست بحاجة الى جدران وانما جسور". كما دان البابا الهجمات التي وقعت اخيرا في تركياوالعراق ووصفها بأنها "أعمال ارهابية"، ودعا في قداس الى انهاء الهجمات والعمليات الثأرية في الشرق الاوسط. شارون: الجدار ليس سياسيا من جانبه، قال شارون في مقابلة نشرتها امس صحيفة "لا فانغوارديا" الاسبانية "ان هذا الجدار الفاصل ليس سياسيا ولن يرسم ما ستكون عليه الحدود بين اسرائيل والفلسطينيين في اليوم الذي نتوصل فيه الى اتفاق سلام. لن يحدد اين تمر الحدود". واضاف: "هذا الحاجز هو اجراء اضافي في مكافحة الارهاب وهدفه ان يصعب دخول ارهابيين عرب وفلسطينيين يرسلون لتنفيذ اعتداءات في القدس او في المدن الكبرى". وردا على سؤال عن لقاء مقبل مع رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع اكتفى شارون بالقول انه "مستعد لاستئناف المحادثات بشكل فوري". واعتبر ان "خريطة الطريق لم تنته، لكن ما يجب القيام به هو ان يحترم الفلسطينيون ما وعدوا به". واكد انه "يجب التقدم بشكل تدريجي قبل التوصل الى اتفاق نهائي. اقترح ان تعترف اسرائيل بدولة فلسطينية قبل رسم حدودها النهائية". وردا على سؤال هل ما زالت اسرائيل راغبة في ابعاد الرئيس ياسر عرفات، قال شارون: "انه يشكل اكبر عقبة امام السلام ... من اجل التقدم في عملية السلام، يجب استبعاده من مواقع النفوذ". وتابع: "اعتقد انه اذا كان هناك شخص يمكنه التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين في السنوات المقبلة، فهذا الشخص هو انا". شارون في ايطاليا ومن المقرر ان يصل شارون اليوم الى ايطاليا في زيارة يلتقي خلالها نظيره الايطالي سيلفيو برلوسكوني الذي يعتبره "افضل صديق لاسرائيل" في الاتحاد الاوروبي. وافاد مصدر قريب من رئاسة الحكومة الاسرائيلية امس ان شارون سيشيد بهذه المناسبة "بالدعم الذي قدمه برلوسكوني لاسرائيل" ويدعو الى تحرك دولي لمكافحة "الارهاب". واضاف ان الزيارة تهدف عموما الى تحسين صورة اسرائيل في اوروبا بعدما تدهورت كثيرا منذ بدء الانتفاضة قبل ثلاث سنوات. وتتولى ايطاليا منذ تموز يوليو الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي التي ستنتقل في الاول من كانون الثاني يناير الى ارلندا. واشار مسؤولون اسرائيليون الى ان الموقف الايرلندي من اسرائيل اكثر تشددا. وقال ديبلوماسي اسرائيلي ان رئيس الوزراء الايطالي زار مساء اول من امس الكنيس الاكبر في روما والتقى فيه مسؤولين عن الطائفة اليهودية ليقدم لهم تعازيه بعد اعتداءي اسطنبول اللذين اسفرا عن سقوط 22 قتيلا. وكان اتصل بشارون هاتفيا في الثالث من تشرين الثاني نوفمبر ليعبر عن "دهشته واستهجانه" اثر نشر نتائج استطلاع للرأي اجرته المفوضية الاوروبية واظهر ان غالبية الرأي العام الاوروبي تعتبر ان اسرائيل تشكل تهديدا للسلام العالمي. العلاقات بين اسرائيل والاتحاد الاوروبي وستكون مسألة البرود في العلاقات بين اوروبا واسرائيل في صلب اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في اجتماعهم في بروكسيل اليوم، اضافة الى برنامج التسلح النووي الايراني والوضع الامني في العراق. وسيجري المجتمعون لقاء مع وزيري الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم والاميركي كولن باول الذي سيلتحق بالوزراء الاوروبيين غدا لمناقشة قضايا ايرانوالعراق والحرب على "الارهاب". وسيسعى وزراء الاتحاد الاوروبي الى تحسين العلاقات مع اسرائيل، لكن لن يصدر عن الجانبين بيان مشترك كما جرت العادة، في اشارة الى مدى الجمود الذي اصاب العلاقات اخيرا. ورجح ديبلوماسيون اوروبيون ان توجه الى اسرائيل انتقادات في شأن الطريقة التي تعاملت بها مع المبعوث الاوروبي مارك اوتي الذي رفض المسؤولون الاسرائيليون لقاءه بسبب زيارته عرفات. ومن المرجح ايضا ان يطالب الاتحاد الاوروبي اسرائيل بوقف بناء المستوطنات و"الجدار الفاصل". لكن الديبلوماسيين اشاروا الى ان الانتقادات ستكون معتدلة في مسعى الى عدم ابعاد الاسرائيليين عن جهود السلام الاوروبية، علما ان اسرائيل سعت الى استبعاد دور اوروبي في عملية السلام على اعتبار ان الاوروبيين يساندون الفلسطينيين.