تبحث البلدان الأوروبية وسائل الرد المناسب على اسرائيل وحملها على وقف مقاطعتها المبعوث الأوروبي لعملية السلام مارك اوتي لأنه تجاهل التهديدات الاسرائيلية وزار الرئيس ياسر عرفات في تشرين الاول اكتوبر الماضي. وستعقد البلدان الأوروبية واسرائيل اجتماع مجلس الشراكة على مستوى وزراء الخارجية الاثنين المقبل في بروكسيل. وبينما تميل غالبية بلدان الاتحاد الى تشديد لهجة البيان الذي سيصدره الاجتماع خصوصاً في الفقرات المتعلقة بالجدار الاسرائيلي كذلك مشكلة الأبواب الاسرائيلية المغلقة في وجه مبعوث عملية السلام، أكد مصدر ديبلوماسي أن الرئاسة الايطالية تضغط على شركائها الأوروبيين من أجل "تخفيف" لهجة البيان الذي سيصدر في بروكسيل قبل يومين من اجتماع يعقده رئيس الوزراء الايطالي رئيس الاتحاد، سيلفيو بيرلوسكوني ونظيره الاسرائيلي ارييل شارون الأربعاء في روما. وقال مصدر ديبلوماسي في بروكسيل ان ايطاليا لا تحاول "عرقلة البيان وانما تخفيف لهجته". وكان المبعوث الأوروبي لعملية السلام شكا الى المندوب السامي خافيير سولانا والى عواصم الاتحاد من سياسة الأبواب الاسرائيلية المغلقة في وجهه منذ لقائه الرئيس عرفات في بداية تشرين الاول الماضي. وعقب مصدر ديبلوماسي بأن اسرائيل تحاول "تحييد دور الاتحاد لأنه يساند وضع آلية مراقبة لتنفيذ خريطة الطريق وبشكل خاص لأن الاتحاد يرفض بشدة بناء الجدار الاسرائيلي داخل الأراضي الفلسطينية". وكانت القمة الأوروبية أكدت أن بناء الجدار في عمق الأراضي الفلسطينية يؤدي الى تراكم الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية بالنسبة الى آلاف العائلات بالاضافة الى أنه يعدم فرص إقامة دولة فلسطين الى جانب دولة اسرائيل. وفي المقابل فإن الاتحاد الأوروبي يدين بشدة العمليات الانتحارية التي استهدفت الاسرائيليين ويعترف بحق حكومة اسرائيل في حماية مواطنيها. ولتأكيد هذا الموقف، أدرج الاتحاد "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في لوائح الارهاب التي شملت أيضا كافة منظمات المقاومة المسلحة الفلسطينية. وعلى رغم انهيار خطة "خريطة الطريق"، فإن الاتحاد رفض معاقبة اسرائيل بل أبرم معها اتفاقية تجديد التعاون العلمي والتكنولوجي واتفاقية تحسين شروط دخول المنتجات الزراعية الاسرائيلية الى السوق الأوروبية. لكن اسرائيل ردت على السخاء الأوروبي بمقاطعة المبعوث الأوروبي لعملية السلام لأنه التقى الرئيس ياسر عرفات. وكان مارك اوتي التقى، منذ تعيينه في تموز يوليو الماضي، اثنين من كبار المسؤولين الاسرائيليين فقط هما المدير العام في وزارة الخارجية يواف بيران ودوف فايسغلاس المستشار في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي. وذكر مصدر ديبلوماسي اوروبي ان بعض العواصم الأوروبية، مثل باريس و برلين، أبلغت اسرائيل، عبر القنوات الديبلوماسية، انزعاجها من سلوك اسرائيل حيال المبعوث الأوروبي لعملية السلام. وتستبعد مصادر اوروبية خيار أن يرد الاتحاد على المقاطعة الاسرائيلية بحظر استقبال سفراء اسرائيل أو تخفيف درجة تمثيلها. وتزيد مشكلة مقاطعة اسرائيل المبعوث الأوروبي لعملية السلام في أزمة الثقة التي تضاعفت في الأيام الماضية مع حكومة شارون وأوساط يمين الطوائف اليهودية في اوروبا والولايات المتحدة وذلك بفعل إفرازات استطلاع الرأي العام الأوروبي. وكشفت النتائج التي نشرت في مطلع الأسبوع الماضي بأن 59 في المئة من الأووربيين يعتقدون ان اسرائيل تمثل الخطر الأكبر على السلام في العالم. وأتت الدولة العبرية قبل ايران و كوريا الشمالية التي تحظى بتعاطف ما في بلدان الاتحاد الأوروبي. واستخدمت اوساط اليمين اليهودي نتائج الاستطلاع لشن حملة ضد الاتحاد الأوروبي واعتبرتها "دليل العداء المتأصل في اوروبا ضد السامية". لكن محللين اوروبيين منهم رئيس اتحاد اليهود التقدميين في بلجيكا هنري فاشلبوم رأى في نتائج الاستطلاع دليل انزعاج الرأي العام الأوروبي. واقترح رئيس المفوضية رومانو برودي على جمعيات الطائفة اليهودية تنظيم ندوات، بدعم من المفوضية، للتفكير في الأسباب التي جعلت الأوروبيين يعتقدون بأن اسرائيل خطر على أمن العالم. نائب برلوسكوني يزور اسرائيل من جهة اخرى أ ب اعلنت السفارة الاسرائيلية في روما امس ان من المقرر ان يقوم نائب رئيس الوزراء الايطالي جيانفرنكو فيني، وهو عضو سابق في حركة الفاشية الجديدة، بوضع اكليل من الزهور في متحف المحرقة النازية الاسرائيلي ويجري محادثات مع المسؤولين الاسرائيليين عندما يزور اسرائيل اعتباراً من الثالث والعشرين حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري. وطالما سعى فيني، الحريص على التخلص من سمعة الفاشية التي لطخته ولطخت حزبه اليميني التحالف القومي، للقيام بهذه الرحلة. وقال بيان للسفارة الاسرائيلية امس ان فيني سيلتقي رئيس الوزراء شارون ورئيس الدولة موشيه كتساف كذلك زعيم المعارضة العمالية شمعون بيريز. يشار الى ان حزب فيني هو ثاني اكبر الاحزاب في الائتلاف الحكومي الذي يرأسه برلوسكوني. وقد اسس حزبه التحالف القومي على انقاض الديكتاتورية الفاشية التي قادها بنيتو موسوليني.