على رغم الزحام الشديد الذي تشهده الساحة الفنية من عشرات الفتيات الجديدات واللواتي بدأ بعضهن مشواره الفني قبل أعوام عدة وشارك في عدد من الاعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية إلا أنه الى الآن لا توجد النجمة "السوبر" التي يُكتب من أجلها فيلم أو مسلسل أو يمكنها تحقيق ايرادات كبيرة كما حدث مع الكثير من النجمات خلال تاريخ الفن المصري منهن مديحة يسري وفاتن حمامة وتحية كاريوكا وكاميليا وسامية جمال اللواتي ظهرن في نهاية الثلاثينات وبداية الاربعينات من القرن الماضي، وسناء جميل وسميحة ايوب وهدى سلطان وهند رستم وشادية ومريم فخر الدين وليلى فوزي وماجدة الصباحي وصباح وشويكار في العقد التالي. وسعاد حسني وزبيدة ثروت وزيزي البدراوي ومديحة كامل ولبنى عبدالعزيز وسميرة احمد وليلى طاهر وسهير البابلي وماجدة الخطيب ونوال ابو الفتوح ونادية الجندي ونبيلة عبيد في نهاية الخمسينات وبداية الستينات، ومحسنة توفيق وناهد شريف وسهير رمزي وشهيرة وصفاء أبو السعود وصفية العمري ونجلاء فتحي وميرفت أمين ونجوى ابراهيم وبوسي ونورا في نهاية الستينات وبداية السبعينات ومعالي زايد وفردوس عبدالحميد وعفاف شعبيب وشيرين وعبلة كامل وهالة صدقي ورغدة وايمان الطوخي ودلال عبدالعزيز وليلى علوي وآثار الحكيم والهام شاهين وسماح انور وشيريهان وصابرين ويسرا في نهاية السبعينات، وبداية الثمانينات، ولوسي وجالا فهمي وجيهان نصر وحنان ترك وحنان شوقي وشيرين سيف النصر ونهلة سلامة في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي. ويرجع البعض مسألة ضآلة نجومية الفتيات الجديدات وحصرهن في الأدوار الثانية والثالثة وأدوار "سنيدة" البطل في الاعمال الفنية الى ضآلة التكوين الجسماني للبطلات الشابات إذ أنهن قصيرات ويفتقدن الى الجمال الكبير الذي توافر مثلاً في سعاد حسني أو فاتن حمامة أو الانوثة الطاغية التي توافرت في شادية أو هند رستم أو نادية لطفي او ماجدة الى جانب انهن يفتقدن الموهبة الحقيقية، ويؤكد فريق آخر أن الفنانات الجديدات لا يملكن الحماسة التي كانت لنجمات الزمن الماضي اللائي كن ينتجن بأموالهن للحصول على أدوار البطولة أو أدوار جديدة عليهن. ويشير فريق ثالث الى ان الاتجاه السائد من حيث البطولات الجماعية له دور في هذا الأمر وان الازمة الحقيقية ليست في الفتيات الجديدات ولكن في الكُتاب الذين لا يقدمون اعمالاً تصنع نجمة. ويؤكد فريق رابع ان مرجع هذه المسألة هو نظرة المنتجين القاصرة إذ أنهم اصبحوا تجاراً يبحثون عن المادة فقط ولم يعد هناك احد يضارع آسيا او رمسيس نجيب. الشغل ليس كلّ شيء! "الحياة" التقت عدداً من الفنانات الشابات وسألتهن عن هذه الظاهرة. تقول رانيا يوسف "فني قد يأتي في المرتبة الثانية في ترتيب أولوياتي وقد لا أكون اجتماعية او اسعى الى العمل من خلال اتصالاتي المستمرة بالمخرجين والمنتجين والمؤلفين كما يفعل الآخرون... أو كما كانت تفعل النجمات في السابق، وقد يكون مرجعه أنني لست نشيطة في عملي "شغلي مهم لكنه ليس أهم شيء لأن الأهم بيتي وزوجي وابنتي". وتقول غادة نافع "انا لا أعمل كثيراً وهذا أخرني كما لم تأتني فرص جيدة اثبت فيها قدراتي في شكل جيد، وأنا خجولة وادفع ثمن هذا الخجل الزائد عن الحد، وقد يكون هذا ما دفعني الى تكوين شركة انتاج فني لشعوري بأنني استطيع تقديم اعمال فنية من خلال الشركة ما كانت ستتاح لي لولا وجودها". أما ميرنا وليد فتقول: "لم استغل الفرص التي اتيحت لي في الوقت الذي لو اتيحت لفنانة سابقة لاستغلتها على اكمل وجه، لقد تركت فرصاً كثيرة تهرب مني وعندما كانت الصحف والمجلات تتحدث عني وعن جوائزي في فيلمي "الراعي والنساء" و"ديسكو.. ديسكو" اعطيت ظهري لكل هذا والتحقت بالمعهد العالي للسينما لدراسة الاخراج وبالتالي لم أعطِ للفن وقتاً وتركيزاً وجهداً كما يجب، ومعروف أن الفن لا يقبل الشراكة بسهولة". وتقول غادة ابراهيم "الكل يرى انني أمتلك مواصفات النجمة، وحيد حامد وسمير سيف مثلاً يؤكدان انه لا ينقصني شيء لأكون نجمة كبيرة، وكان الراحل يوسف فرنسيس يرى الامر نفسه واعتبر أن خطواتي بطيئة ولكنها متقدمة وقد يكون اختفائي عن الساحة لفترة عرقلني بعض الشيء كما أنه ليست لدي شلة ولا اظهر في حفلات خاصة وغيرها وكل ظهور يقتصر على المناسبات الفنية من مهرجانات وندوات". غير متعجلة أما دينا عبدالله فتقول: "أنا راضية عن نفسي لأنني اتعامل مع اناس معينين في الوسط الفني يجمعنا الاحترام والحب، ويكفيني احترام الجمهور وحبه والمسألة من وجهة نظري ليست بعدد الاعمال وانا لست في حاجة الى الانتشار ولكنني في حاجة الى اعمال تضيف الى رصيدي الفني، لست متعجلة لأنني مؤمنة بالنصيب، والمجال الفني ليس سهلاً وأنا لا أخطط لشيء في حياتي الفنية". وتشير روجينا الى انها لا تسعى الى النجومية "وليست حلمي، انا ممثلة يمكن ان اصبح نجمة أو لا أكون، ما يهمني ان أكون محبوبة من الناس وأن يشعروا بأنني ممثلة أخاف منهم وعلى اختياراتي وأن أكون مجتهدة في عملي ولدي إحساس بأنني لم أحقق شيئاً الى الآن وأشعر مع كل عمل اقدمه وكأنني مبتدئة وجديدة". وتتفق منة شلبي مع الرأي القائل ان السينما اليوم للرجال ولكن نحن لسنا "سنيدات" بل فاكهة الفيلم على رغم أن المرأة نصف المجتمع لكننا في السينما اليوم لا نأخذ سوى 15 في المئة فقط من مجتمع السينما وهذا شيء غريب لأن هناك نجمات شابات يتحملن مسؤولية عشرة أفلام وليس فيلم واحد ويكفي ان اذكر من كل نجمات اليوم حنان ترك فقط التي ارى أنها تملك قدرات فنانة كبيرة لا تقل عن الفنانات السابقات وفي داخلي ايمان كبير بأن سينما البطولات النسائية ستعود على رغم سيطرة الرجال على سينما اليوم لأنه لن يصح في النهاية إلا الصحيح". وتؤكد داليا مصطفى "نعم نحن بالفعل مجرد "سنيدات" في سينما الرجال مع وجود استثناءات بسيطة. والواقع الراهن يؤكد أن سينما البطولات النسائية خرجت ولم تعد في ظل احتكار الرجال للبطولات السينمائية الراهنة، والمسألة بالنسبة إلينا مسألة وقت وكم تراكمي من الاعمال". وترى فردوس عبدالحميد ان اللوم لا يقع بالكامل على الفتيات الجديدات "لأن الظروف المحيطة وهي استعجال الشهرة والمال والاشياء الاستهلاكية لها يد في ما يحدث، وللأسف غالبية الفتيات يعتبرن الفن وسيلة وليس غاية والفن للفن اصبح غير موجود والاهتمام بالفن يتوارى ويبقى الشكل. لذلك لا نستطيع القول ان هناك نماذج ظهرت لها قيمة كبيرة على رغم انه قد يكون لدى بعضهن موهبة. وتقول رجاء حسين "الفتيات الجديدات اصبحن كثيرات ومتشابهات يستعجلن الشهرة ولا ينتقين أدوارهن في شكل جيد لذلك تراهن متطابقات في اشياء كثيرة وغير قادرات على تحقيق شخصية مستقلة لكل منهن وهذا يضرهن كثيراً ولن يصل بأي منهن الى مستوى النجمات السابقات والمستمرات الى الآن".