بخطوات بطيئة وواثقة، حققت الفنانة الشابة داليا مصطفى انتشاراً وسط بنات جيلها من الفنانات. وعلى مدى اربع سنوات، قدمت عدداً من الاعمال التي تميزت من خلالها كممثلة موهوبة. ففي المسرح قدمت "دستور يا اسيادنا" امام احمد بدير ومن اخراج جلال الشرقاوي، و"نساء الملح والسكر" من تأليف محمد الغيطي وبطولة نهال عنبر ومحمد كامل. وفي مجال الدراما التلفزيونية شاركت في مسلسلات عدة، هي "درب ابن برقوق" و"رد قلبي" و"خيال الظل" واخيراً مسلسل "النساء قادمون" بطولة حسين فهمي وهالة فاخر وماجدة الخطيب. وفي السينما قدمت فيلمين هما "شورت وفانلة وكاب" بطولة احمد السقا وشريف منير ونور، وفيلم "خلي الدماغ صاحي" من اخراج محمد ابو سيف وبطولة مصطفى شعبان، لم يعرض للجمهور بعد، وحصل على ثماني جوائز في مهرجان الاسكندرية الاخير. وتصور قريباً دورها في فيلم "فتح عينك" مع علاء ولي الدين. لماذا التركيز على التلفزيون؟ - لا اعتقد ان لي دخلاً في هذا التركيز التلفزيوني، والمسألة هي ما يعرض عليّ من أعمال، وعلى رغم أنني لست راضية عن الشكل الذي ظهرت به في فيلم "شورت وفانلة وكاب" لأنني وقتها كنت بدينة اكثر من الآن، إلا أن آراء الناس فيَّ كممثلة كانت كلها ايجابية، وهو ما جعلني اندهش من هذه المفارقة، وربما بسبب عدم رضاي عن نفسي رفضت ما قدم لي من ادوار سينمائية بعد ذلك، خوفاً من الفشل او اليأس. ألم ترضي عن كل الاعمال التي عرضت عليك بعد هذا الفيلم، ام أنها كانت أدواراً غير مناسبة لك؟ - الحقيقة انه بعد هذا الفيلم لم أجد العمل الذي يخلصني من خوفي وتوجسي، واقتصر الامر على بعض الادوار الثانوية التي رفضتها تماماً، الى أن عرض عليّ مسلسل "خيال الظل" امام فاروق الفيشاوي وتيسير فهمي واحمد راتب، وتحمست للعمل مع المخرج الراحل يحيى العلمي، وبعد عرض المسلسل فوجئت بأعمال سينمائية عدة تعرض عليّ، ولكنني رفضتها تماماً، وكانت حصيلة هذا الرفض ثلاثة افلام مهمة لمخرجين على مستوى متميز، هي: "مواطن ومخبر وحرامي" لداود عبدالسيد و"مذكرات مراهقة" لإيناس الدغيدي و"الساحر" للمخرج الراحل رضوان الكاشف. ولأن طبيعة الادوار في هذه الافلام تدور على الإغراء والإثارة، رفضتها كلها، لأنني لا استطيع تقديم هذه النوعية من الاعمال بأي شكل، ربما تستطيع فنانات غيري تقديم الإغراء في شكل ناجح ومتميز، الى أن عرض علي المخرج محمد ابو سيف دوراً في فيلمه الجديد "خلي الدماغ صاحي" امام مصطفى شعبان وكارولين خليل وسامي العدل ووافقت عليه، لانني شعرت بأنه الدور الذي انتظره منذ سنوات. في الاسكندرية حصد هذا الفيلم ثماني جوائز، لم يكن بينها جائزة لك، ألم يصبك هذا بالإحباط؟ - الحقيقة انني لا أعول كثيراً على مسألة الجوائز هذه، فالفنان ما دام اشتغل في عمل متميز فهذا يرضيه ويشبعه فنياً. وبصراحة شديدة شعرت في البداية ببعض الضيق، لأنه من بين ثماني جوائز لم احصل على جائزة واحدة، ولكن بعد ذلك شعرت بأن مجرد حصول فيلم اشتركت فيه على كل هذه الجوائز فهذا شيء يشبعني ويرضيني ويكافئ تعبي ومجموعة زملائي في هذا العمل المتميز. فمن النادر الآن أن تجد فيلماً يعطي الممثلة مساحة كبيرة، لأن غالبية الاعمال السينمائية الجديدة يحتكر بطولتها الرجل، ويقتصر دور الفتيات على انهن فاكهة العمل، التي تجلب فقط لإكمال الصورة! هل يعني هذا أنك ترين أن نجمات اليوم هن مجرد "سنيدات" في أفلام النجوم الرجال؟ - نعم. فنحن بالفعل مجرد "سنيدات" في سينما الرجال، بالطبع مع وجود استثناءات يجب ذكرها والإشارة اليها. ففيلم مثل "أسرار البنات" للمخرج مجدي احمد علي استطاع ان يجعل من حكاية فتاة مراهقة بطولة مطلقة، كما أن فيلم مثل "النعامة والطاووس" مثلاً كتب لتتقاسم بطولته المرأة والرجل على حد سواء، ولكن الواقع الراهن يؤكد أن سينما البطولات النسائية خرجت ولم تعد، في ظل احتكار الرجال للبطولات السينمائية الراهنة. ما جديدك الفني قريباً؟ - انتظر البدء في تصوير فيلم علاء ولي الدين الجديد "فتح عينك" الذي سيعود به الى السينما بعد فيلمه الاخير "ابن عز" وأتمنى له النجاح، لأنه فيلم كتب في شكل جيد ويطرح الكثير من القضايا للمناقشة، في قالب كوميدي ساخر.