كانت بداية هند عاكف مع الفن شبيهة ببداية عمتها الراحلة نعيمة عاكف، إذ نشأت في أسرة متشبعة بفنون السيرك والموسيقى والتمثيل والإخراج، وتميزت في السيرك القومي، واشتركت وهي صغيرة في مسرح الأطفال. وشاركت لاحقاً في الكثير من الاعمال المسرحية مثل "السبنسة" و"خيل الحكومة" و"جنون البشر"، والتلفزيونية مثل "كلام رجال" و"خضرة" و"أوتار التغريبة" و"في بيتنا كنز" و"مقام سيدي الملطي" و"لعبة الحياة"، والسينمائية مثل "جبر الخواطر" و"همس الجواري" و"مسجل خطر" و"صبيان المعلم". حول أعمالها وجديدها وأشياء أخرى التقتها "الحياة". أين أنت اليوم فنياً؟ - موجودة، وعرض لي التلفزيون قبل شهرين مسلسل "لعبة الحياة"، مع ليلى طاهر وأبو بكر عزت ونرمين الفقي، وهو من تأليف أميرة ابو الفتوح وإخراج كمال الشامي. وجسدت فيه شخصية الدكتورة سلمى الفتاة الثرية المدللة التي يحدث صراع بينها وبين إحدى زميلاتها للفوز بقلب طبيب شاب يعمل معهما في المستشفى نفسه... وتتمكن من الفوز به والزواج منه. لكنها تعمل لاحقاً على تدمير حياتها. وإلى ذلك انتظر عرض الكثير من الاعمال التي انتهيت من تصويرها، مثل "أوتار التغريبة" من إخراج حسن الصيفي مع شويكار وعمر الحريري، و"مقام سيدي الملطي" أمام أبو بكر عزت وأجسد فيه شخصيتين، و"في بيتنا كنز"... لا يوجد منتج جريء لماذا خابت توقعات الكثيرين بأن تكوني امتداداً لنعيمة عاكف؟ - لأن المجال لم يعد كما كان في السابق. كنت مهيأة لأكون امتداداً لها في الاستعراض. لكن فنّ الاستعرض انقرض أو كاد للأسف. لأن هذه النوعية من الاعمال مكلفة جداً ولا يوجد الان منتج جريء... مثلما حدث مع نعيمة عاكف حين شاهدها حسين فوزي وتبنى موهبتها، واعتبر نفسي امتداداً لها كاسم فقط، وأحاول تقديم اعمال وادوار جيدة. وماذا أخذت عنها؟ - أعجبتني في نعيمة عاكف اشياء كثيرة، اكدها لي جميع من تعامل معها، ومنها حبها الكبير للجميع، وكرمها الزائد الذي لم يكن له حدود، الى جانب فنها وتفانيها في اتقان ما أسند اليها من اعمال والجديد في كل اعمالها... وكل ما قدمته سواء في الرقص ام الغناء أم التمثيل. اختلاف في وجهات النظر من هن بنات جيلك؟ - كل عشرة اعوام يظهر جيل جديد، ويستمر وجوده عقداً. قبلي ظهرت حنان شوقي وندى بسيوني، ثم أتيت أنا وظهرت بعدي حنان ترك ونرمين الفقي ومنى زكى وعبير صبري ووفاء صادق وروجينا... واعتبر رانيا فريد شوقي الوحيدة التي تواكبت بدايتها مع بدايتي. ماذا تقولين في من أتين بعدك من الفتيات وسبقنك في مشوار الفن؟ - يوجد اختلاف في وجهات النظر فبعض القائمين على العملية الفنية يرون أن فنانة ما يمكنها تقديم الدور في شكل افضل وهناك آخرون يتشبثون ببعض الفتيات أياً كان مستوى أدائهن وهذا يجعلني لا أعمل في السينما كثيراً أو لا اعمل نهائياً. وفي النهاية كل يأخذ نصيبه وفرصته. أنا ما زلت أنتظر فرصتي! اعتبر ان الفرصة لم تأتني بعد، والدليل أن رانيا فريد شوقي لا تعمل سينما وهي ممثلة جيدة جداً واستعراضية، وأرى أفلاماً كثيرة تصلح لها ولي. الأدوار النسائية عادية وما الحل في رأيك؟ - لو نظر المنتجون والمخرجون بعيداً من حصر المسألة في ثلاث فتيات او اربع، فسيرون وجوهاً كثيرة تصلح لتكون نجمات شباك. والدليل أن جيل الشباب منا يعمل بطولات منذ فترة امثال علاء ولي الدين ومحمد هنيدي وأحمد السقا وهاني رمزي وماجد المصري وأشرف عبدالباقي. فهل أن أياً منا لا تصلح للوقوف امام هؤلاء الشباب؟ مع العلم أن الأدوار النسائية في أفلامهم عادية وليست كبيرة. وأقول للمخرجين والموزعين انهم يحاولون القضاء على جيل بكامله، ولولا أننا نقاوم ولا نريد الاستسلام، ونعتبر الفن حياتنا، كنا انتهينا قبل اعوام، ولا أعرف لمصلحة من يحدث هذا، هل يعقل ان يقابلني منتج ويقول لي "لا أرشحك لأنني اعتقدت أنك اعتزلت" وآخر يقول "لأنني لا أراك" هل ذنبي أن أعمالي التلفزيونية لا تعرض كثيراً في التلفزيون. وهل تعبر السينما حالياً عن الشباب؟ - لا بد من وجود جيل من الممثلين الشباب يمثلون الشباب العربي. لا يعقل ان احضر ممثلاً عمره خمسون أو ستون عاماً وأسند اليه شخصية طالب جامعي، أو فنانة عمرها اربعون عاماً وأسند اليها شخصية طالبة جامعية. أفلام الشباب ناجحة جماهيرياً، لأن الشباب يجد نفسه في شاب في عمره، وليس معنى هذا ان يجلس او يعتزل الكبار. لكن لا بد من وضع كل في مكانه الصحيح. الظهور الكثير في أعمال تلفزيونية اثر بالايجاب ام بالسلب؟ - الانفتاح على التلفزيون أعطى فرصة للجيل لينتشر سريعاً، لكن لا يوجد تلميع. فقبل مسلسل "لعبة الحياة" لم تعرض لي أي اعمال خلال عامين، الى درجة أن الجمهور اعتقد انني تركت التمثيل واعتزلت. لماذا نجد وجوهاً بعينها تتكرر في اعمال فنية؟ ولماذا لا يتم وضع خطة تراعى فيها مثل هذه الامور؟ أتمنى تقديم عمل استعراضي وهل بالفعل فكرت في الاعتزال؟ - قد اكون فكرت فيه يوماً ما... لكن ذلك سرعان ما يهرب من ذهني. ويمكنني ان اعتزل عندما اشعر بأنني حققت رغبة داخلية في مجالي الابداعي، وبأنه لم يعد لدي ما اقدمه للفن، أو أن أجد شيئاً أحبه اكثر من الفن. هل تودين تجسيد شخصية ما؟ - اتمنى تقديم عمل استعراضي أخرج فيه كل طاقاتي الاستعراضية، كما احلم بتقديم شخصية غريبة علي، وتحديداً شخصية تاريخية لها وزنها مثل "شجرة الدر". ماذا عن أحلامك الفنية؟ - الحلم جميل لكن الواقع هو الأهم في مهنتنا خصوصاً على صعيد السينما. اتمنى تقديم مسلسلات جيدة، وأن ادخل مجال السينما بطريقة صحيحة وأقدم أفلاماً تقول كلمة للشباب، ويؤرخ لها في المستقبل وأن يوضع كل شيء في مكانه الفني، وأن تختفي المجاملات التي تحدث كثيراً على حساب العمل الفني.