حذرت أندونيسيا من احتمال شن "الجماعة الإسلامية" هجمات جديدة، ودعت دول جنوب شرقي آسيا إلى التأهب، وعززت الإجراءات الأمنية في كل المنشآت الرئيسة في البلاد. وقال وزير الأمن والشؤون السياسية الأندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو إن أحد الأسباب التي توجب اليقظة هي هروب الأندونيسي فتح الرحمن الغوزي وهو صانع القنابل في "الجماعة الإسلامية" الذي فر من سجنه في الفيليبين الاثنين الماضي. وأضاف: "من الممكن جداً أن تنفذ الجماعة الإسلامية التي ينتشر أعضاؤها في كل أنحاء جنوب شرقي آسيا أعمالاً إجرامية جديدة ... لا يمكننا القول إن الإرهاب في أندونيسياوجنوب شرقي آسيا تقلص. علاوة على ذلك هناك مؤشرات توفرت لنا على أن الحركات الإرهابية في المنطقة ستنفذ الكثير من الأعمال التي خططت لها". وصرح يودويونو بأنه أمر بتشديد الإجراءات الأمنية في كل المنشآت الرئيسية في أندونيسيا كرد فعل على محاولة تفجير البرلمان الاثنين الماضي والتي لم يصب فيها أحد. ويلقى باللوم على "الجماعة الإسلامية" التي يزعم أن لها علاقات بتنظيم "القاعدة" في تدبير هجمات بالي التي راح ضحيتها 202 غالبيتهم من الأجانب. واعتقلت الشرطة الأندونيسية الأسبوع الماضي تسعة يشتبه في انتمائهم إلى الجماعة. وتعهدت رئيسة الفيليبين غلوريا آرويو أمس بالكشف عن أبعاد عملية لفرار الغوزي من سجن فرضت عليه حراسة مشددة في مانيلا بتواطؤ من الحرس على ما يبدو. وعينت آرويو التي أحرجها وأغضبها هروب الغوزي واثنين من السجناء الفيليبينيين من جماعة "أبو سياف" لجنة للتحقيق. إلى ذلك، قال إمام سامودرا المشتبه في أنه العقل المدبر لتفجيرات بالي إن المنتجع استهدف لكونه أكبر "مكان للخطايا في أندونيسيا التي يمثل فيها المسلمون غالبية السكان"، وزعم أن الهجوم "مبرر في الإسلام على أساس أنه كان رداً على قتل الولاياتالمتحدة وحلفائها للمسلمين الأبرياء"، لكنه نفى أن يكون قاد العملية. ويتهم سامودرا 33 عاماً بأنه القائد الميداني لتفجيرات بالي وأنه حدد أهداف العملية. ويعتقد بأنه حضر سلسلة من الاجتماعات تحدث فيها عن "مشروع كبير لشن حرب ضد الولاياتالمتحدة". لكن سامودرا خبير الكمبيوتر نفى أن يكون قاد العملية التي دمرت اثنين من الملاهي الليلية على شاطئ كوتا المزدحم بالسياح الغربيين. وقال: "أعترف بأنني شاركت في تفجيرات بالي لكن ليس كمخطط ... لا أعرف بالفعل من الذي قام بذلك. وما أعلمه هو أنني كنت مطلوباً باعتباري العقل المدبر". واعترف سامودرا بأنه زار أفغانستان في منتصف التسعينات حيث تلقى تعليمات من زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن. كما أقرّ بالتورط في تفجيرات إحدى الكنائس في باتام جنوبسنغافورة عشية احتفالات الألفية. ولم يعرب المتهم الذي يواجه عقوبة الإعدام في حال إدانته عن ندمه للمشاركة في التفجيرات التي أسفرت عن مقتل أكثر من 200 معظمهم من السياح الأجانب وإصابة 350 آخرين. لكنه عبّر عن حزنه لوجود مسلمين بين قتلى التفجيرات، وقال: "أشعر بالألم لوجود مسلمين بين الضحايا غير أنني أتوقع أن يسامحني الله". وأضاف: "لم يكن هدفي أن يشمل الحادث أندونيسيين. إذا كان يضرب كفاراً من دول ظالمة ودول حليفة فإن هذا مبرر كاف".