أعلنت السلطات الفرنسية أمس، اعتقال الماني "متورط" في هجمات 11 أيلول. وقالت أن مغربياً اعتقل في باريس الأحد الماضي، متورط أيضاً في الهجمات وكان متوجهاً قبيل اعتقاله إلى جزيرة فرنسية لتنفيذ عمل إرهابي هناك. من جهة أخرى، طالب الادعاء البلجيكي بعقوبة السجن عشر سنوات ل23 إسلامياً متورطاً في اغتيال الزعيم الأفغاني أحمد شاه مسعود والتخطيط لأعمال إرهابية أخرى. وفي فلوريدا، قرر قاض أميركي عدم محاكمة الأستاذ الجامعي سامي العريان المتهم بتزعم حركة "الجهاد الإسلامي" في أميركا الشمالية، قبل كانون الثاني يناير 2005. أعلنت الشرطة الفرنسية اعتقال مواطن الماني يشتبه في صلته بهجمات 11 ايلول سبتمبر وبتفجير كنيس يهودي في تونس. واعتقل كريستيان جانشارسكي 36 عاما الاثنين الماضي بعد يوم من اعتقال الشرطة الفرنسية مغربياً متورطاً في هجمات أيلول. وأوضح ناطق باسم الشرطة انه يشتبه في تورط غانشارسكي أحداث أيلول وفي تفجير كنيس جربة اليهودي في نيسان ابريل عام 2002 الذي أسفر عن سقوط 21 قتيلا بينهم 14 سائحا المانيا. وقال مدعون المانيون إن السلطات رصدت مكالمة هاتفية بين غانشارسكي ومفجر الكنيس اليهودي. الى ذلك، أعلن مصدر قضائي فرنسي أن المغربي الذي اعتقل أخيراً في باريس متورط في هجمات 11 أيلول. وقال المصدر إن كريم مهدي 34 عاماً الذي اعتقل يوم الأحد الماضي، وضع قيد التحقيق بتهمة "الاشتراك مع مجموعة إجرامية ذات صلة بنشاطات إرهابية". ويمثل هذا الإجراء في فرنسا خطوة لا ترقى إلى حد توجيه اتهام رسمي. وأضاف المصدر أن السلطات تشتبه في صلة مهدي بخلية "القاعدة" في مدينة هامبورغ الألمانية التي كان دورها محورياً في تنفيذ هجمات 11 أيلول وكان يتزعمها محمد عطا. ويذكر أن مهدي هو أول شخص يُلقى القبض عليه في فرنسا في إطار التحقيق في هجمات 11 أيلول. وقال المصدر إن مهدي اعتقل في مطار شارل ديغول إثر وصوله من ألمانيا، وكان متوجهاً إلى جزيرة لا ريونيون التي تحكمها فرنسا في المحيط الهندي. وأثناء التحقيق معه، اعترف بأنه كان متوجهاً إلى الجزيرة لتنفيذ اعتداء على مجمع سياحي. وذكرت مصادر قريبة من ملف التحقيق أن مهدي اعترف بأنه ينتمي إلى "القاعدة" وأنه تلقى تدريبات في أفغانستان وفي البوسنة. محاكمة الإسلاميين في بلجيكا على صعيد آخر، طالب وكيل الادعاء العام في بروكسيل بفرض عقوبة السجن عشرة أعوام في حق المتهمين بالضلوع في تدبير عملية اغتيال قائد تحالف الشمال الأفغاني أحمد شاه مسعود وكذلك محاولة التخطيط لتفجير قاعدة أميركية في شمال بلجيكا. وأكد المدعي بيرنار ميشيل في حيثيات التهم أن المتهمين ال23، شكلوا قاعدة "لتجنيد المجاهدين وإرسالهم إلى أفغانستان وتنفيذ عمليات إرهابية في بلجيكا". وطالب بإنزال عقوبة السجن لعشر سنوات في حق لاعب كرة القدم السابق التونسي نزار طرابلسي الذي اعترف بالتخطيط لتفجير القاعدة الأميركية، وكذلك في حق طارق معروفي "لأنه تولى مهمات توفير الدعم اللوجستي للمجاهدين" ومنهم الانتحاريان اللذان اغتالا أحمد شاه مسعود. وطالب ممثل الادعاء العام بعقوبات تتراوح بين ثلاثة أشهر وخمس سنوات في حق بقية المتهمين. واعترف طارق معروفي المتهم في قضية اغتيال مسعود بأنه كان يحاول، خلال تنقلاته من مقر إقامته في بلجيكا إلى بريطانيا وإيطاليا وأفغانستان، تشكيل "جماعات تونسية مسلحة". وكشف ممثل الادعاء أن طرابلسي "تعاطى تجارة المخدرات والبغاء خلال إقامته في ألمانيا" إلى أن وقع تحت تأثير الأصوليين المتطرفين. ونقلت وكالة "رويترز" عن مدع بلجيكي قوله إن طرابلسي تحول من لاعب محترف لكرة القدم إلى أحد "غلاة المجاهدين" إثر لقائه مع أسامة بن لادن. وحاول ممثل الادعاء جمع عناصر التنقل بين الكثير من الدول والهويات وجوازات السفر والتأشيرات الباكستانية المزورة والمكالمات الهاتفية المسجلة، وتردد الزيارات على الأئمة المتطرفين مثل "أبو قتادة" و"أبو حمزة" في لندن و"أبو خالد" في ميلانو والتدرب في أفغانستان، لاستنتاج انتماء أعضاء المجموعة إلى شبكة دعم لوجستي لتنظيم "القاعدة". العريان وفي غضون ذلك، أعلن قاض أميركي أن سامي العريان الذي اتهم بتزعم حركة "الجهاد الإسلامي" في أميركا الشمالية لن يقدم للمحاكمة حتى كانون الثاني 2005. وكانت السلطات اعتقلت العريان في شباط فبراير الماضي بعد اتهامه بأنه زعيم الحركة الفلسطينية التي تعتبرها واشنطن منظمة "إرهابية". وكان العريان 45 عاماً يعمل استاذاً في جامعة ساوث فلوريدا في تامبا، ولكن الجامعة عزلته من منصبه إثر القبض عليه. واعتقلت السلطات أيضاً مع العريان ثلاثة فلسطينيين اتهموا بأنهم أعضاء في الجهاد الإسلامي هم سميح ممدوح 42 عاماً وحاتم ناجي فارس 30 عاماً من تامبا وغسان زايد بلوط 41 عاماً من شيكاغو. ووجهت التهم أيضاً إلى أربعة قياديين آخرين يقيمون خارج الولاياتالمتحدة، من بينهم زعيم الحركة رمضان عبدالله صلاح شلح، وهو استاذ سابق في جامعة ساوث فلوريدا. وقالت وزارة العدل الأميركية إنها استندت في توجيه التهم إلى محادثات هاتفية مسجلة تمتد لآلاف الساعات واتصالات أخرى بين المتهمين وأعضاء في "الجهاد الإسلامي" في الشرق الأوسط. كندا تتخوف من "التطرف السني" وفي غضون ذلك، اعتبرت أجهزة الاستخبارات الكندية في تقريرها السنوي أن التهديد الأكبر لكندا يأتي من "التطرف الإسلامي السني". وجاء في بيان لجهاز الاستخبارات الكندي أن "عدداً من المجموعات أو الأشخاص أو الناشطين في تنظيمات إرهابية دولية، ينشطون داخل الأراضي الكندية". وذكر التقرير أن هذه المجموعات تقوم بنشاطات في كندا تهدف إلى "دعم عمليات تنفذ في الخارج لها علاقة بالنزاعات الإقليمية". وأضاف التقرير أن "التطرف السني لا يزال مسيطراً على برنامج مكافحة الإرهاب". واعتبر أن هجمات 11 أيلول وتفجيرات بالي ومقتل جنود أميركيين في الكويت، "تؤكد أن التهديد لا يزال ماثلاً وكبيراً".