عملية انتحارية في كنيس يهودي في جزيرة جربة التونسية. مقتل يمني في الجزائر يُعتقد انه منسق "القاعدة" في شمال افريقيا. اعتقال شبكة في المغرب قيل انها كانت تهيئ لتنفيذ عملية ضد السفن الأميركية والغربية التي تعبر مضيق جبل طارق. التعرف الى عدد كبير من اسماء الموريتانيين العاملين مع تنظيم "القاعدة". حذر وتأهب دائمان في ليبيا من عناصر هذا التنظيم نظراً الى العداء المبكر المستحكم بين الجانبين... تلك مؤشرات الى ان المنطقة المغاربية ليست في منأى عن دائرة تأثير "القاعدة" وإن كانت بعيدة جغرافياً من مركز ثقلها السابق في افغانستانوباكستان. ولعل الأميركيين ادركوا منذ وقت مبكر ان ذراع "القاعدة" ليست بعيدة من المنطقة فعرضوا على حكوماتها تطوير التعاون والتنسيق الأمنيين وقطعوا اشواطاً كبيرة على هذه الطريق نقلت العلاقات العسكرية والأمنية من حال الى حال. إلا ان امتداد اصابع "القاعدة" لم يكن ممكناً من دون العبور من البوابة الأوروبية التي شكلت غطاء وجسراً للذهاب الى افغانستان والعودة منها، خصوصاً بعد انهيار حكم "طالبان" في كابول. لم يكن بين منفذي هجمات الحادي عشر من ايلول سبتمبر في نيويوركوواشنطن عناصر مغاربية، لكن الأحداث اللاحقة كشفت عن وجود مغاربيين كثر في الشبكة الدولية لتنظيم "القاعدة". ومن الأسماء الأولى التي اميط اللثام عنها التونسيان دحمان وبن نجيمة اللذان اغتالا القائد العسكري الأفغاني احمد شاه مسعود، المعارض الرئيسي لنظام "طالبان" في كابول، قبل يومين من تنفيذ هجمات نيويوركوواشنطن. وكان التونسيان غادرا بلدهما منذ فترة طويلة وأقاما في بلجيكا حيث ارتبطا ب"القاعدة" وسافرا الى افغانستان. وأتى اعتقال المتهم الأول في تفجيرات نيويوركوواشنطن زكريا موسوي الفرنسي من اصل مغربي ليكشف مدى سعة حضور المغاربيين في شبكة "القاعدة". وآخر التهم الموجهة الى موسوي 34 عاماً المحتجز حالياً في ولاية فرجينيا، هي انه حصل من الماليزي يزيد صفات الذي كان يعمل مديراً لشركة كومبيوتر ماليزية على رسالة جاء فيها ان موسوي يمثلها في الخارج، بهدف تسهيل دخول الأخير الى الولاياتالمتحدة. وكان اعتقال موسوي والتعرف الى هوية قاتلَيْ احمد شاه مسعود المفترضين منطلقاً لحملة واسعة في اوروبا الغربية عن العناصر المغاربية التي عرف انها سافرت الى افغانستان او باكستان في وقت من الأوقات. ومن الأسماء الأولى التي اعتقلت في اطار تلك الحملة مدرب الكرة التونسي السابق نزار طرابلسي الموجود حالياً في سجن فورسيت في بروكسيل. ونسبت مصادر استخباراتية الى طرابلسي التخطيط لتفجير قاعدة لحلف شمال الأطلسي ناتو في بلجيكا والتي تضم، طبقاً لمعلومات قيل انه حصل عليها من تنظيم "القاعدة"، مخزناً كبيراً للأسلحة النووية الأميركية. ونفى طرابلسي ان يكون التقى اسامة بن لادن، لكنه اعترف بأنه أجرى معه اتصالات هاتفية. وساعدت المعلومات التي حصلت عليها الاستخبارات الأوروبية والأميركية من اوساط المهاجرين المغاربيين على تعقب عناصر اشتُبه في كونها على علاقة ب"القاعدة" في البلدان المغاربية، وتكثفت الاتصالات واجتماعات التنسيق بين كبار المسؤولين الأمنيين الأوروبيين والأميركيين من جهة والمغاربيين من جهة ثانية لتبادل المعلومات. تفجير كنيس "الغريبة" إلا ان هذا التنسيق لم يحل دون تنفيذ "القاعدة" عملية مفاجئة في جزيرة جربة السياحية جنوب تونس في 11 نيسان ابريل الماضي. واستخدم الانتحاري التونسي نزار نوار 24 عاماً شاحنة معبأة بمواد متفجرة في الهجوم الذي اسفر عن سقوط 21 قتيلاً بينهم 14 سائحاً ألمانياً. وتقيم اسرة نوار، الذي كان يعمل مستخدماً في شركة سياحية كندية في جربة، في ضواحي ليون في فرنسا، ولعلّ هذا ما يفسر ان المحققين لم يعثروا على خيوط تشير الى وجود شبكة ل"القاعدة" في تونس، ورجحوا ان يكون نزار وجد مساعدة من اقربائه فقط. واعتقلت الشرطة الفرنسية في تشرين الثاني نوفمبر الماضي ثمانية اشخاص في ضواحي ليون في اطار التحقيق في الهجوم الذي استهدف كنيس "الغريبة"، لكنها اطلقت خمسة منهم وأصدرت السلطات القضائية مذكرات جلب في حق ثلاثة منهم بينهم: وليد نوار 22 عاماً شقيق نزار، والذي انتهت مدة حبسه على ذمة التحقيق مع خمسة آخرين من افراد اسرته في التاسع من تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وكانت السلطات التونسية اعتقلت الربيع الماضي بلقاسم نوار، عم نزار، المقيم في جنوب تونس، ولم يُعرف متى انتهت فترة حبسه الاحتياطي وما اذا كانت وجهت اليه تهم أم لا. ويمكن القول ان اكبر قضية دلت على محاولة تنظيم "القاعدة" زرع خلايا في شمال افريقيا كانت قضية السعوديين الثلاثة المشتبه في تشكيلهم خلية في المغرب وهم زهير الثبيتي وجابر العسيري وعبدالله الغامدي، اضافة الى سبعة شركاء مغاربة، في مقدمهم زوجتان لاثنين من المتهمين الثبيتي والعسيري وضابط جمارك وبائع ملابس. وأظهرت التحقيقات ان إفادات معتقلين مغاربة من "الأفغان العرب" ساعدت في الوصول الى الأعضاء المفترضين في الخلية ورصد اجهزة الأمن تحركاتهم عقب دخولهم المغرب، خصوصاً بعد تلقيها اشارات من الاستخبارات الأميركية حذرت من هجمات متوقعة في شمال افريقيا. ووجه القضاء الى المتهمين الثلاثة تهماً من ضمنها الانتساب الى "القاعدة" والتخطيط لشن هجمات على بواخر اميركية لدى عبورها مضيق جبل طارق وأماكن سياحية، لكن الدفاع شكك في صدقية التحقيقات القضائية وصحة التهم. وكشفت مصادر مغربية ان إفادات المعتقل زهير الثبيتي مكنت من اعتقال القيادي البارز في تنظيم "القاعدة" الذي كان يُعرف باسم الملا احمد بلال، وتبين ان اسمه الحقيقي هو عبدالرحيم الناشري. واعتبر الأميركيون الناشري الذي يتحدر من اصول يمنية "صيداً ثميناً" كونه من مهندسي العمليات الانتحارية. وأتاحت مشاركة ضباط استخبارات مغاربة في التحقيقات مع معتقلي "القاعدة" المغاربة في غوانتانامو، ومن ضمنهم عبدالله تباري الذي كان مسؤولاً عن الأمن الخاص لأسامة بن لادن، واعتقل في هجمات تورا بورا، إلقاء القبض على عناصر منتمية الى الشبكة، من ضمنها الناشري نفسه. وإذا كان صحيحاً أنه لا يوجد مغاربيون في الصف الأول من "القاعدة"، فذلك لا يعني انهم كانوا بعيدين من الهيئات التنفيذية او إدارة معسكرات تدريب في افغانستان، ويدل وجود تباري وآخرين في مواقع حساسة وقريبة من زعيم الشبكة الى كونهم باتوا يحظون بالثقة وتقدموا في المواقع التنظيمية داخل الشبكة. اهتمام اميركي وانطلاقاً من كشف تلك الشبكة تكثفت المساعي الأميركية للتنسيق الأمني مع البلدان المغاربية في "الحرب ضد الإرهاب". وعلى رغم تكتم مساعد وزير الخارجية وليم بيرنز على هذا التعاون في التصريحات التي ادلى بها خلال جولته المغاربية الأخيرة مطلع الشهر الماضي، فإنه أقر بوجود زيادة في التنسيق الأمني خلال الفترة الأخيرة لتبادل المعلومات ومواجهة الإرهاب عموماً، وأكد ان واشنطن "تتعاون جيداً" مع الحكومات المغاربية "على تجفيف منابع تمويل الإرهاب". وقال: "إن الطرفين الأميركي والمغاربي سيتابعون درس الخطوات التي يتعين على كل طرف القيام بها من جانبه على هذا الصعيد". خلايا نائمة؟ والأرجح ان الاستخبارات الأميركية ظلت تتخبط في قضايا المغاربيين كما في التحقيقات مع سواهم بسبب قلة المعلومات الدقيقة. ومن الأمثلة على هذا الغموض قضية "الخلية النائمة" في كارولينا الشمالية والتي يشتبه المحققون الأميركيون في ان المغربي عبدالله المردودي هو قائدها. ومثُلَ المردودي 36 عاماً امام المحكمة في ديترويت مع مواطنَيْه كريم كبريتي 24 عاماً وأحمد هناني 34 عاماً والجزائري فاروق علي حمود 22 عاماً وواجهوا تهمة "التآمر مع خلية دعم سرية نائمة تابعة لتنظيم القاعدة"، وقيل ان المردودي اعطى تعليمات لأعضاء "الخلية" المفترضين لاستخدام طريقة مشفرة في الكلام إذا ما تحدثوا عن خططهم، لكن المتهمين دفعوا ببراءتهم من التهمة التي وجهها اليهم الادعاء والتي شملت التخطيط لتهريب السلاح وتجنيد الشبان لأعمال عنف". ولم يقتصر التخبط على الأميركيين وحدهم وإنما شمل الأوروبيين ايضاً. ففي ألمانيا لوحق المغربي منير المتصدق قضائياً، وكان اول متهم بالتورط في هجمات 11 ايلول سبتمبر يمثُل امام القضاء الألماني. لكنه نفى في شدة انتماءه الى تنظيم "القاعدة" او تقديم دعم ل"خلية هامبورغ" على رغم اعترافه بمعرفته الشخصية بأعضاء الخلية التي كان الانتحاري محمد عطا مسؤولاً عنها. وفيما اتهم الادعاء الألماني المتصدق وزميله المغربي سعيد بحاجي بكونهما اهتما بتدبير امور افراد الخلية حين كان قسم منهم يتدرب على قيادة الطائرات في الولاياتالمتحدة، دفع محامون ألمان التهمة واستدلوا بكون المتصدق، وهو طالب في الجامعة التقنية في هامبورغ، اتصل بنفسه بالشرطة الألمانية ليخبرها انه كان يعرف الانتحاريين محمد عطا وزياد الجراح ومروان الشحي، لكن من دون معرفته بخططهم. محاولات خارجية ومنذ هجمات 11 ايلول لم يكشف النقاب عن وجود خلايا او هياكل تنظيمية لتنظيم "القاعدة" في بلدان شمال افريقيا، ودلت المؤشرات المتوافرة لدى اجهزة الاستخبارات الغربية والمغاربية الى ان الخيوط المكتشفة تعكس محاولات لزرع وجود تنظيمي من الخارج وليست تعبيراً عن كيان موجود في الداخل سلفاً. فالاعتداء على كنيس "الغريبة" في جربة وكذلك اكتشاف الخلية التي يقودها ثلاثة سعوديين في المغرب، شكلا مؤشرين قويين على ان "القاعدة" لا تملك امتدادات تنظيمية في البلدان المغاربية او حتى "خلايا نائمة" للدعم، وإلا ما كان نزار نوار اعتمد على علاقاته الأسرية ولا لجأ السعوديون الى الاتكال على معارفهم في المغرب ومن ضمنهم زوجتا الثبيتي والعسيري. الجزائر ملاذ "آمن" لعناصر "القاعدة" بعد سقوط "طالبان" على خلاف البلدان المغاربية الأخرى التي لا توجد فيها مجموعات مسلحة، شكل مناخ الصراع العسكري المستمر منذ مطلع التسعينات في الجزائر غطاء مناسباً لعناصر جزائرية تلقت تدريبات في معسكرات أفغانية أيام حكم "طالبان" للعودة إلى بلدها والانضمام إلى الجماعات. إلا أن الأمر لم يقتصر على "الأفغان" الجزائريين الذين لا توجد إحصاءات دقيقة عن حجمهم، وإن كانوا يقدرون ببضع مئات، وإنما شمل أيضاً عناصر عربية أخرى يرجح أنها وجدت ملاذاً "آمناً" في الجزائر بعد انهيار حكم "طالبان" في كابول. وكشفت العملية التي نفذتها قوات الأمن الجزائرية في 12 أيلول سبتمبر الماضي ضد "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي يقودها حسن حطاب عن وجود مسؤول تنظيم "القاعدة" في المغرب العربي والساحل الأفريقي اليمني عماد عبدالواحد أحمد علوان المعروف ب"أبو محمد" في الجزائر. وقتل علوان في الكمين الذي نصب لأعضاء في "الجماعة" في منطقة مروانة من محافظة باتنة 500 كيلومتر شرق العاصمة الجزائر. إلا أن الإعلان عن مقتله تأخر إلى آخر تشرين الثاني نوفمبر الماضي، وعزت أجهزة الأمن الجزائرية ذلك التأخير إلى "الصعوبات التي واجهتها لمعرفة هويته". وأفيد أن علوان الذي يتحدر من منطقة تعز هو الذي تولى تأمين الإقامة ل"الأفغان" المغاربيين والمصريين في اليمن بعد عودتهم من بيشاور ثم وصل إلى شمال أفريقيا في حزيران يونيو 2001 آتياً من أثيوبيا ودخل إلى الجزائر عبر السودان والنيجر. ويبدو أن تنظيم "القاعدة" كان يراهن على قيام علوان بمهمتين أساسيتين، الأولى تمثلت بتحقيق الوحدة بين الجماعات الجزائرية المسلحة تحت قيادة حسان حطاب والفصل في الخلافات الناشبة بينها، فيما تمثلت الثانية بتأمين معاودة انتشار "القاعدة" في بلدان الساحل الأفريقي والسعي إلى إيجاد قاعدة لوجستية لها هناك. وفي هذا الإطار أفيد أن علوان زار شمال مالي الربيع الماضي وانتقل من هناك في رحلة شملت موريتانيا والنيجر وتشاد ونيجيريا واستمرت حتى آخر الصيف. وعلى رغم مقتل علوان لا تزال العلاقات وثيقة على الأرجح بين "القاعدة" و"الجماعة السلفية للدعوة والقتال" كون قيادة "القاعدة" سحبت اعترافها ب"الجماعة الإسلامية المسلحة" منذ سنوات واعتبرت "الجماعة السلفية" المرجع الأساس للتنظيمات افلإسلامية في الجزائر. ليبيا... قطيعة مبكرة مع تنظيم بن لادن وسعي الى اعتقاله عدا عن المواطن الليبي الذي اعتقل أخيراً في الأردن بتهمة الضلوع في اغتيال الديبلوماسي الأميركي لورنس فولي لم تطف على سطح الأحداث المرتبطة ب"القاعدة" اسماء ليبية من العناصر البارزة في التنظيم. لكن يعتقد ان جماعات ليبية متشددة أبرزها "االجماعة الليبية المقاتلة" تحتفظ منذ فترة طويلة بعلاقات تعاون مع التنظيم. وربما هذا ما يفسر ان العلاقات لم تكن أبداً جيدة بين التنظيم والسلطة الليبية. مذكرة جلب ويقول الليبيون انهم كانوا أول من سعى لملاحقة زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن وأصدروا في حقه مذكرة جلب. وصرح أمين وزير الوحدة الأفريقية الليبي الدكتور علي عبدالسلام التريكي في حديث أجرته معه "الحياة" بعد أسابيع من أحداث 11 أيلول سبتمبر ان العواصم الغربية كانت تدافع عن بن لادن وتعتبره مدافعاً عن الحرية "عندما كنا نطلب من الانتربول اعتقاله". ويعتقد الليبيون، مثلما قال التريكي، بأن تنظيم "القاعدة" ما زال يشكل خطراً نظراً الى سماح بريطانيا وبلدان أوروبية أخرى لمتشددين اسلاميين ليبيين بالإقامة في أراضيها. وفي هذا الإطار سلمت السلطات الليبية لوائح مفصلة بأسماء هذه العناصر الى بلدان غربية وتمنت عليها تسليمهم الى بلدهم أو ترحيلهم، لكنها لم تجد تجاوباً كبيراً. ويعزى العداء المبكر بين بن لادن والسلطات الليبية الى كونها تشتبه في وجود تعاون متين بينه وبين "الجماعة الليبية المقاتلة" التي وضعتها واشنطن على لائحة المنظمات الارهابية بعد أحداث 11 أيلول. وكُشف عن ذلك التعاون في أعقاب مقتل "سائحين" المانيين في ليبيا مطلع التسعينات على أيدي عناصر من "الجماعة" استولوا على سيارتهما وفروا على متنها الى السودان حيث كان يقيم بن لادن في تلك الفترة. وطلبت السلطات الليبية من السودان تسليمها عناصر "الجماعة" وبن لادن باعتبار انه "المسؤول عن حمايتهم وتشغيلهم لديه"، لكن الطلب لم يلق استجابة. "الجماعة المقاتلة" وما زال الليبيون مصرين على وجود علاقات عضوية بين تنظيم "القاعدة" وأعضاء "الجماعة المقاتلة"، وأكد سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي رئيس "مؤسسة القذافي للأعمال الخيرية" في أحاديث صحافية ان بن لادن كان يستضيف هؤلاء الأعضاء في السودان ويشغلهم في مزرعة يملكها وأن ليبيا طلبت اعتقاله بناء على ذلك. ومع ذلك كان لسيف الإسلام دور آخر مع "الأفغان العرب" في أعقاب الدعوة التي وجهها اليهم والده للعودة الى بلدانهم لتجنيبهم التعرض الى مجازر على أيدي القوات الأميركية في أفغانستان، على غرار ما حصل لكثير منهم في قندوز، إذ توجه الى باكستان واجتمع بالرئيس برويز مشرف وبحث معه في خطة لإجلاء العرب من أفغانستان وباكستان الى بلدانهم الأصلية. وفعلاً نفذ قسم من الخطة وشمل عناصر ليبية عادت الى بلدها، لكن القسم الآخر لم يعد بسبب اعتراض السلطات في بلدانهم على ذلك. وسجل خلال تنفيذ تلك العملية خطف القوات الأميركية ثلاثة عناصر هم أردني وليبيان اعتبرتهم "خطرين" ونقلتهم الى قاعدة غوانتانامو، ما أثار غضب الليبيين الذين كان العناصر الثلاثة تحت حمايتهم.