برلين، لندن، واشنطن - "الحياة" - وجّهت السلطات الألمانية أمس تهمة المشاركة في هجمات 11 أيلول سبتمبر الى المواطن المغربي منير المتصدق المعتقل منذ تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وهو أول موقوف في المانيا يُتهم مباشرة في قضية الهجمات. والشخص الوحيد الآخر المتهم حضورياً في القضية نفسها هو الفرنسي المغربي الأصل زكريا موسوي المعتقل في الولاياتالمتحدة. وجاء توجيه الاتهام الى المتصدق والذي ستُعلن حيثياته اليوم، في وقت أكد مسؤولون أميركيون تلقيهم معلومات عن إيواء إيران إثنين من قادة تنظيم "القاعدة" هما "سيف العدل" مصري من قادة "جماعة الجهاد" و"أبو حفص الموريتاني" محفوظ ولد الوليد الذي تبيّن أنه لم يمت في أفغانستان، بخلاف ما ورد في تقارير العام الماضي. كذلك أكد الإدعاء الأميركي في ملفات رُفعت عنها السرية أمس انهم يملكون "أدلة" إلى ان خوسيه باديلا المعروف ب"أبو عبدالله المهاجر" الذي اعتُقل قبل شهرين بتهمة التآمر لتفجير "قنبلة إشعاعية"، متورط في مؤامرة مع "القاعدة" لتفجير أهداف داخل الولاياتالمتحدة. راجع ص 7 وقال الإدعاء العام الألماني في بيان أمس ان المتصدق 28 عاماً اتُهم أمام محكمة في هامبورغ ب"المشاركة في الهجمات الإرهابية في الولاياتالمتحدة في 11 أيلول/سبتمبر". وكان أُوقف في 28 تشرين الثاني نوفمبر للإشتباه في "اتصالاته المكثّفة" من الخاطفين الانتحاريين الذين كانوا يعيشون في هامبورغ مثل محمد عطا ومروان الشحي وزياد الجراح. وكان المدعون اتهموه في السابق بإدارة الحساب المصرفي للشحي والذي من خلاله موّل بقاءه لتعلّم الطيران في فلوريدا. وورد اسمه في لائحة تضم 370 شخصاً أو مؤسسة يُشتبه في علاقتها بالإرهاب. لكن المتصدق نفى وقتها علاقته بالإهاب. وأصدرت المانيا مذكرات بتوقيف عدد من المشتبه في علاقتهم بهجمات 11 أيلول مثل رمزي بن الشيبه وسعيد بهاجي وزكريا الصبار كانوا جميعاً في هامبورغ. ودرس المتصدق الهندسة الكهربائية في جامعة هامبورغ التي تعلم فيها أيضاً عطا والشحي. وقال في مقابلة تلفزيونية قبل اعتقاله انه لم يرسل أموالاً الى الشحي على رغم امتلاكه توكيلاً لاستخدام الحساب، وانه كان يعرف عطا وآخرين من الخاطفين. ووقع وصية عطا مثلما فعل آخرون من مسجد القدس في هامبورغ. وحضر حفلة زفاف بهاجي عام 1999. وأُفيد بعد اعتقاله انه زار منشأة نووية في هامبورغ في ايار 2001. لكن جامعته أوضحت انها نظّمت الرحلة وان المتصدق لم يكن يريد المشاركة فيها. الى ذلك، صرح مسؤولون أميركيون ا ب بأنهم تلقوا تقارير تفيد ان "سيف العدل" و"أبو حفص الموريتاني"، القياديين في "القاعدة"، ينشطان إنطلاقاً من شرق إيران. والأول مسؤول عسكري في التنظيم والثاني مسؤول عن الأمور الشرعية فيه. وأكد المسؤولون بذلك تقريراً أوردته صحيفة "واشنطن بوست" ونقلت فيه عن مصادر استخباراتية عربية ان "القاعدة" تخطط لمزيد من العمليات إنطلاقاً من ايران. لكن الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي نفى تلك المزاعم، وقال ان بلاده تحارب الإرهاب بلا هوادة وتمنع الإرهابيين من دخول أراضيها. وأضاف: "أمر بشع ان يروّج بعض الدوائر الاميركية هذه الاتهامات ضد ايران من دون دليل ... ليس هناك أي عضو من القاعدة في ايران وسياسة طهران تقضي بعدم منح هذه الجماعة ملجأ". وفي امستردام ا ب، كشف مدّعون امس ان ثلاثة ناشطين إسلاميين اعتُقلوا بتهم تتعلق بقوانين الارهاب كانوا يخططون لمهاجمة قواعد أميركية في بلجيكا. وكان مقرراً ان يمثلوا أمام محكمة الأسبوع المقبل بتهم تتعلق بمؤامرة لتفجير سفارة أميركا في باريس. واعتُقل إثنان منهم في روتردام بعد يومين من هجمات 11 أيلول، في حين رُحّل الثالث أخيراً من كندا حيث كان يعيش باسم آخر. وصرحت بوليان سبوون الناطقة باسم الإدعاء في روتردام بأن الموقوفين كشفوا في التحقيق معهم خطط مهاجمة القواعد الاميركية في بلجيكا. ومن المقرر ان يمثل أمين مزبار ومحمد برقوص جزائريان وجيروم كورييه فرنسي أمام محكمة في روتردام اليوم.