دخل آية الله المرجع الاعلى للشيعة في العراق علي محمد السيستاني حلبة الصراع السياسي بعد فترة طويلة، فاجتمع أول من أمس في مقره في النجف مع الزعيم الكردي مسعود بارزاني الذي يدعو الى انتخابات عامة لتشكيل مجلس تشريعي يضع دستوراً جديداً للعراق. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن أحد الذين حضروا اللقاء أن السيستاني على رغم توجيهه نقدا شديدا للأوضاع في العراق قبل الحرب، وصف الحملة الأميركية لإنهاء ديكتاتورية وطغيان صدام حسين بأنها "تشبه الاحتلال وليست تحريراً، كما قيل للناس". واعتبرت الصحيفة لقاء السيستاني وبارزاني مؤشراً الى أن عدم الرضى عن المخططات الأميركية والبريطانية أوسع مما كان يعتقد بكثير وليس مقتصراً على حفنة من زعماء المعارضة المعروفين بصلاتهم الجيدة مع واشنطن ولندن. والسيستاني يتمتع بنفوذ واسع لدى أبناء الطائفة الشيعية التي تشكل 60 في المئة من سكان العراق. ونقلت الصحيفة عن هوشيار زيباري، الناطق باسم بارزاني ومستشاره السياسي، الذي حضر اللقاء أنه لدى دخول الوفد الكردي إلى مقر السيستاني في النجف، كان الزعيم الشيعي محاطاً بجمهور من رجال الدين الزائرين العرب والأجانب من باكستان وأوزباكستان والصين. ورافق بارزاني في رحلته الأولى إلى النجف بعد سقوط صدام وفد كبير. وقال الناطق باسم آية الله محمد باقر الحكيم زعيم "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق" حامد البياتي أن السيستاني "شدد على تشكيل حكومة عراقية منتخبة". واضاف أحد الذين حضروا اللقاء أن السيستاني لم يذكر مسؤول الإدارة الأميركية في العراق بول بريمر بالإسم، لكنه قال ان ادارة الاحتلال ارتكبت أخطاء فادحة، مثل تعيين حكام سنيين في مناطق ذات غالبية شيعية، الأمر الذي يثير الحساسيات القديمة ومشاعر الظلم الذي ذاقه أبناء هذه الطائفة الذين عوملوا كمواطنين من الدرجة الثانية".