سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شالوم التقى ولي عهد البحرين ونظيره القطري وطلب من المعشر وماهر إعادة سفيري بلديهما . ارتياح اسرائيلي ل"الاستقبال العربي" الحافل في الاردن : حضور قوي ولقاءات واقتراحات لمشاريع اقتصادية
تباهت اسرائيل ب"الاستقبال العربي" الحافل الذي حظي به وفدها الى المنتدى الاقتصادي العالمي عند شاطئ البحر الميت في الاردن واللقاءات العديدة التي جمعت وزير خارجيتها سلفان شالوم بمسؤولين عرب كبار "تجنبوا حتى الامس القريب التقاءنا على الملأ" على ما قال شالوم للاذاعة الاسرائيلية. ونقلت الاذاعة عن اوساط في وزارة الخارجية بالغ ارتياحها لما وصفته التحول الكبير لدى زعماء عرب كثيرين "بعد ثلاث سنوات صعبة اجتزناها" في اشارة الى عمر الانتفاضة الفلسطينية. وعزت الاوساط هذا التغيير وانتظار وزراء عرب دورهم لالتقاء شالوم الى "العملية السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين التي خلقت قاعدة، نفسية على الاقل، لتطوير علاقات اقتصادية بين اسرائيل ودول عربية". وتابعت ان اسرائيل وخلافاً للماضي، تشارك بقوة في هذه القمة "وبكل المفاهيم". وقال شالوم، الذي يرأس وفداً كبيراً يضم اثنين من زملائه في الحكومة و55 من رجال الاعمال، ان ثمة اقتراحات لمشاريع اقتصادية ستتقدم بها اسرائيل، منها مشاريع مشتركة مع دول المنطقة خصوصاً الاردن، مثل الاتفاق على اقامة منطقة للتجارة الحرة بينهما وشق قناة تربط بين البحر الاحمر والبحر الميت، وتمتد مسافة 200 كيلومتر هدفها تحويل مياه من البحر الاحمر الى البحر الميت الذي يعاني نقصاً حاداً في مستوى المياه بعد انخفاضه بثمانية امتار خلال العقد الاخير، على ان يشارك البنك العالمي في تمويل هذا المشروع الذي تتعدى كلفته بليوني دولار. لقاءات اسرائيلية عربية والتقى شالوم امس كلاً من العاهل الاردني الملك عبدالله وولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ووزراء خارجية الاردن مروان المعشر وقطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ومصر احمد ماهر وتركيا عبدالله غل وفلسطين نبيل شعث، ووزير المال الفلسطيني سلام فياض ووزير الخارجية الاميركي كولن باول والامين العام للامم المتحدة كوفي انان. ولاحقاً، قال شالوم انه طالب المسؤولين العرب الذين التقاهم بممارسة ضغوط على السلطة الفلسطينية لتفي بالتزاماتها وتتوصل الى اتفاق أمني مع اسرائيل، كما طالبهم بتطبيع العلاقات مع اسرائيل ووقف التحريض ضدها في وسائل الاعلام في العالم العربي "لأن ذلك يحمل اشارات سيئة الى الرأي العام في اسرائيل". واضاف في حديث اذاعي انه طالب وزير خارجيتي مصر والاردن باعادة سفيريهما الى تل ابيب، اذ لا يعقل ان تستأنف الاجتماعات الاسرائيلية الفلسطينية المباشرة في وقت يبقيان سفيريهما في بلديهما. وزاد ان اسرائيل لا تنوي دفع اي ثمن في مقابل عودة السفيرين "بل ان مصر والاردن ملزمان بذلك". وقال شالوم ان اللقاءات المكثفة التي عقدها تعكس "انقلاباً" في مواقف دول عربية من اسرائيل. الا ان وزير الخارجية المصري اعتبر ان ظروف عودة السفير المصري الى اسرائيل "غير متوافرة" في الوقت الراهن. وقال ماهر للصحافيين في ختام لقاء مع شالوم ان "الظروف التي سيعود فيها السفير المصري الى اسرائيل معروفة وغير متوافرة حتى الآن". واكد ماهر ضرورة ان "تلتزم اسرائيل بما هو منصوص عليه في خريطة الطريق وتوقف الاجراءات التي تعوق الجهود التي تبذلها مصر من اجل تشجيع توصل الحكومة الفلسطينية والمنظمات الى هدنة". من جهة اخرى، قال شالوم عن لقائه ولي العهد البحريني: "انه لقائي الاول مع ولي عهد البحرين". وبعدما أكد انه يشعر "بسعادة كبيرة بهذا الاجتماع"، عبر عن أمله ب"عقد المزيد من اللقاءات بين الرسميين الاسرائيليين والبحرينيين". وأضاف ان هذا اللقاء "يثبت اننا نجري حواراً مكثفاً مع العالم العربي لإنهاء النزاع". وهذا اللقاء هو الاول الذي يعقد بين وزير اسرائيلي وولي عهد البحرين التي لا تقيم بلاده علاقات مع اسرائيل. ولي عهد البحرين من جانبه، اكد ولي عهد البحرين لوكالة "فرانس برس" انه عقد لقاء "غير رسمي" استغرق 20 دقيقة امس في الشونة مع وزير الخارجية الاسرائيلي. وقال الشيخ سلمان انه التقى "صدفة" شالوم في احد الفنادق في الشونة حيث يحضران اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي، مشددا على ان "اللقاء الذي استمر نحو 20 دقيقة لم يكن رسميا". واضاف ان شالوم "طلب المزيد من التعاون بين الجانبين ... وفتح مكتب وعقد لقاءات"، موضحا انه رد ان ذلك "مستحيل في الاوضاع الحالية" التي رأى انها "صعبة جدا". انقرة تقترح استضافة قمة سلام الى ذلك، قال شالوم انه رحب باقتراح نظيره التركي عبدالله غل بأن تستضيف انقرة قمة سياسية للبحث في عملية السلام في الشرق الاوسط وسبل دفعها "من خلال استغلال حسن علاقاتها مع الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني". واتفقت تعليقات صحافية على اعتبار الحضور الاسرائيلي القوي في القمة انتصاراً لموقفها، وكتب المعلّق الاقتصادي في "يديعوت احرونوت" سيفر بلوتسكر ان قمة البحر الميت عكست تغييراً دراماتيكياً في التوجه العربي من اسرائيل "وفي الوعي العربي كما تجلى في البحر الميت… وعادت اسرائيل لتكون شريكة في النقاش، شريكة تستقبل ببعض التحفظ لكن احداً لا يدير لها ظهره". وكتبت صحيفة "معاريف" ان رجال اعمال من دبي ابلغوا مندوبها الى القمة انهم ما زالوا يوقعون على صفقات لشراء منتوجات اسرائيلية متنوعة وان العلاقة التجارية مع اسرائيل لم تتأثر من احداث الانتفاضة، مضيفين انهم لم يذعنوا لضغوط مارستها عليهم جهات عربية بعيد اندلاع الانتفاضة لوقف التعامل التجاري مع اسرائيل. انطباع مغلوط عن التعاون! الا ان موفدة الاذاعة الى القمة اكدت ان ثمة انطباعاً مغلوطاً خلفته تصريحات مسؤولين اسرائيليين عن تعاون اقتصادي اسرائيلي عربي. وقالت ان المسؤولين العرب اوضحوا ان العلاقات الاقتصادية مع اسرائيل لن تشهد تطوراً في غياب تقدم حقيقي على المسار التفاوضي مع الفلسطينيين، لافتة الى العدد الضئيل من رجال الاعمال العرب المشاركين في القمة.