اعتبر مسؤولون وكتّاب في الصحف السعودية قرارات خادم الحرمين بشأن مشاركة المرأة في مجلس الشورى والمجالس البلدية تصحيحاً لحال غير صحية كانت سائدة تعطل قدرات نصف المجتمع، وأن المرأة قادرة على النجاح في دورها ومسؤولياتها كما حدث معها في مجالات مختلفة، لافتين إلى أنهم يتمنون ويتوقعون مزيداً من الدعم والإصلاح في مسيرة مجلس الشورى والانتخابات البلدية. وذكر نائب رئيس تحرير صحيفة عكاظ الدكتور خالد الفرم أن الهدف الرئيس من هذه القرارات هو توسيع حجم المشاركة في صناعة القرار التنموي وضم شرائح مهمشة مثل المرأة السعودية، وأن منحها حق حرية الترشح والانتخاب في المجالس البلدية يشكل إضافة لعمل مجلس الشورى والمجلس البلدي، مشيراً إلى أن القرار تصحيح لحال لم تكن طبيعية تتعلق بتعطيل نصف المجتمع ونصف القوى العاملة، وأن المرأة السعودية أثبتت نجاحها في مجالات عدة، مثل العمل الأكاديمي والطبي والديبلوماسي، وأنها ستبرز حتماً في الأعمال المتعلقة في الجوانب الأخرى، وقال: «ما ستضيفه المرأة سيعتمد على آليات الترشيح والاختيار، بمعنى انه كلما ابتعدنا عن الآليات التقليدية في عمليات الاختيار والترشيح، واستندنا إلى قواعد معلومات وطنية، استطعنا إشراك الكفاءات القادرة والمؤهلة من الجنسين في مجلسي الشورى والبلدي. وأشار رئيس تحرير صحيفة عكاظ السابق والكاتب هاشم عبده هاشم أن القرارين اللذين اتخذهما خادم الحرمين بمنح المرأة حقين أساسيين في عضوية مجلس الشورى وعضوية المجلس البلدي إنما يشكلان انطلاقة حقيقية في تصحيح الوضع القائم في المجتمع السعودي تجاه هذه الحقوق المكتسبة شرعاً وعرفاً وقانوناً، وأنه يتوقع أن تكون هذه القرارات هي البداية الحقيقية لمشاركتها بالسلطة التنفيذية (مجلس الوزراء) مستقبلاً، مشيراً إلى أن هذين القرارين يمثلان بالنسبة للمرأة انجازاً اجتماعياً يجسد التوافق بين سلطة الحكم وبين مؤسسة القضاء وبين الشعب لتكمل المرأة مسيرتها وممارستها لحقها الكامل في المواطنة. وأضاف أنه لو لم يكن الملك واثقاً أن المرأة السعودية أصبحت قادرة ومؤهلة لممارسة أدوارها المختلفة لما صدر مثل هذين القرارين، فهما يعكسان نضج الممارسة الحقيقية لدور المرأة وفكر الدولة الذي يستوعب كل المتغيرات، وينمو بهذا المجتمع نمواً طبيعياً تلقائياً سلساً، لافتاً إلى أن المرأة السعودية موجودة في كل القطاعات، وأنها متفوقة ليس فقط على مستوى الوطن بل على مستويات دولية، وأنها ستؤكد أنها ستكون لبنة أساسية في تحقيق التنمية والتطوير الشاملين. ولفت الكاتب في صحيفة الوطن صالح الشيحي إلى أن القرارات التي صدرت من خادم الحرمين تعتبر مؤشر واضح الدلالة على النهج الحكيم الذي يقوده ملك هذه البلاد في مسيرة الإصلاح، فهو ينتهج طريقة إصلاح تعتمد وتراهن على عامل الزمن، فالإصلاح التدريجي والذي يتفق عليه الجميع هو بحاجة إلى إدراك عامل الزمن، وأنه يتمنى منح هذه المجالس مزيداً من الصلاحيات وهامش المشاركة الفعلية في القرار السياسي والقرار التنموي، مشيراً إلى أن المرأة نجحت في عملها في مؤسسات الدولة، وبالتالي ستكون ناجحة في المؤسسة التشريعية في ظل هذا الدعم اللامحدود من الحكومة بقيادة خادم الحرمين، وأنه يتوقع الكثير من المبادرات والإصلاحات من الملك، والكثير من التفاؤل في المرحلة المقبلة بأن تكون المرأة فعلاً في مكان الثقة، وألا تكون هناك عوائق في هذا الشأن كون الحكومة تعتمد على عامل الزمن ولا تصادم المجتمع بشكل مباشر. وأشار الكاتب الصحافي في صحيفة الرياض يحيى الأمير أن كل إجراء يخص قضايا المرأة هو إجراء للمجتمع بشكل عام قبل أن يخص المرأة، وان ما جاء من قرارات من خادم الحرمين هو استحقاق ثقافي واجتماعي وإصلاحي لبّاه الملك، كما يعمل أيضاً على تحقيق بقية الاستحقاقات الاقتصادية والتنموية والمستقبلية. ... و تهان في مواقع «التواصل الاجتماعي» للمرأة السعودية