قللت الولاياتالمتحدة من أهمية تداعيات الخلافات الاميركية - الأوروبية حول الملف العراقي، وانعكاساتها على الحلف الاطلسي، فيما جددت فرنسا تمسكها بدور محوري للأمم المتحدة في العراق "بعد مرحلة ارساء الأمن". وفميا اعتبرت برلين ان الخلاف مع واشنطن بسبب الحرب على العراق "يمكن تجاوزه خلال خمس دقائق"، شددت على عدم وجود مبرر لمشاركتها في قوة متعددة الجنسية لضمان الأمن في هذا البلد. اكد وزير الدفاع الألماني بيتر شتروك أمس انه ينتظر تطبيعاً سريعاً للعلاقات الالمانية - الاميركية، قائلاً ان النزاع حول العراق "أصبح من الماضي، وهناك العديد من الحقول التي يمكن البلدين التعاون فيها في صورة جيدة". وأضاف قبل وصوله الى واشنطن ان الخلاف على ملف العراق "يمكن تجاوزه خلال خمس دقائق"، مشيراً الى انه سيقول لنظيره الاميركي دونالد رامسفيلد خلال اجتماعه معه: "دعنا ننسى الخلاف ونعود الى العلاقات الطبيعية". ونفى شتروك انه يلعب دور "كاسر الجليد" بين المستشار الألماني غيرهارد شرودر والرئيس جورج بوش اللذين سيعقدان قريباً اجتماعاً على هامش قمة الدول الثماني الصناعية، كما نفى ان يكون حاملاً تنازلات لتقديمها الى رامسفيلد، قائلاً ان لا سبب لديه ليقدم "هدية من هذا النوع" الى نظيره الاميركي. واشار الى انه سيؤكد لمستشارة الأمن القومي الاميركي كوندوليزا رايس ان قمة بروكسيل الرباعية التي عقدت الاسبوع الماضي خدمت هدف تقوية النواة الأوروبية في الحلف الأطلسي، الأمر الذي يخدم مصالح الولاياتالمتحدة ايضاً. وشتروك هو الوزير الألماني الأول الذي يزور واشنطن بعد الحرب على العراق. لكن منسق العلاقات الألمانية - الاميركية في المستشارية الألمانية كارستن فوغت اعرب عن تشاؤمه بإمكان حدوث تحسن سريع للعلاقات بين المانياوالولاياتالمتحدة. وعلى رغم الاتصالات الجارية على مختلف المستويات بين البلدين، لا يزال الهاتف الذي يربط بين المستشار شرودر والرئيس جورج بوش صامتاً منذ فترة طويلة، ورفض شرودر اكثر من مرة المبادرة بالاتصال ببوش، لكن الديبلوماسيين الأجانب يسعون الى ترتيب لقاء يكسر الجليد بين الرجلين. وأفادت مجلة "دير شبيغل" ان شتروك "سيضطر للتفاوض على ارسال قوات المانية الى العراق"، علماً ان برلين ترفض ذلك إلا في اطار الأممالمتحدة. وتردد ان الحديث يدور حول تأمين قوة حليفة للولايات المتحدة تضم حوالى 70 ألف جندي تبقى لسنوات في العراق لتساند حكومة انتقالية. لكن الناطق باسم الحكومة الالمانية بيلا آندا صرح امس بأن برلين لا ترى أي داع للمشاركة في قوة متعددة الجنسية بقيادة الولاياتالمتحدة لضمان الاستقرار في العراق. باريس و"الدور المحوري" إلى ذلك أ ف ب، لم ترد فرنسا مباشرة أمس على الخطة الأميركية لتشكيل قوة حفظ استقرار في العراق، من دون المرور عبر الأممالمتحدة أو الحلف الأطلسي وتكليف بولندا قيادة منطقة عسكرية. وأكدت مجدداً أن الأممالمتحدة يجب ان تلعب "دوراً محورياً" في إعادة إعمار البلد. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرانسوا ريفاسو: "لا نزال في مرحلة ارساء الأمن التي يجري خلالها إعادة تشكيل قوة الاحتلال وتنويع عديدها". وأضاف: "بعد مرحلة ارساء الأمن وفي اطار الالتزام بعملية إعادة إعمار العراق، نعتقد ان الأممالمتحدة يجب ان تلعب دوراً محورياً". وسيعقد اجتماع في لندن غداً لتشكيل قوة حفظ استقرار دولية في العراق، تشارك فيه خصوصاً دول أوروبية وآسيوية. وذكّر وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان السبت بموقف بلاده التي تتمسك باللجوء الى الأممالمتحدة في أقرب وقت ممكن "لتوسيع اطار" التحرك بقيادة قوة متعددة الجنسية. وقال: "قناعتنا لا تزال أن للأمم المتحدة دوراً كبيراً، ومن المهم تحديد إطار هذه القوة بوضوح بموجب تفويض من المنظمة الدولية". وفي أثينا، قال القائد الأعلى للقوات الحليفة في أوروبا الجنرال الأميركي جيمس جونز إن الملف العراقي والانقسامات الأوروبية عليه لا تثير "أي تعقيدات" داخل الحلف الأطلسي. وزاد ان "الحلف الأطلسي هو أنجح تحالف عسكري في العالم، وسيستمر في تقديم مساهمة هائلة".