قبل أيام من بدء الحرب الأميركية على العراق تسربت أنباء عن احتمال وجود تنظيم إسلامي متطرف في المغرب يتخذ من "أنصار السلام" شعاراً له. وتردد وقتها أن التنظيم الذي قد تكون له ارتباطات مع "القاعدة" يعد لشيء ما. في غضون ذلك، حذر مصدر أمني بارز من مخاطر تنظيمات متطرفة مثل "التكفير والهجرة" و"الصراط المستقيم" و"السلفية الجهادية". وجرت موجة من الاعتقالات طاولت أعضاء في هذه التنظيمات، خصوصاً في الدار البيضاءوفاسومكناس وسلا. واتهم ناشطون في هذه التنظيمات بالتورط في أعمال قتل، بعد خطف أشخاص و"محاكمتهم" وقتلهم نحراً. وكانت آخر جريمة في هذا النطاق وقعت في الدار البيضاء تحديداً، إذ تم اختطاف أحد الشبان وقتله بتهمة "الخروج عن الشرع"، وفي يوم عيد الفطر تحديداً اهتزت الدار البيضاء بجريمة مروعة أدت إلى مقتل شاب في حي سيدي مومن الشعبي بتهمة أنه يتاجر بالمخدرات. وتعرض شاب آخر إلى الخطف والقتل لدى مغادرته أحد مطاعم الدار البيضاء بدعوى "الإلحاد والكفر"، وتعرض مشاركون في عرس في مدينة مكناس شمال الرباط لهجمات من متشددين إسلاميين، استخدم فيها السلاح الأبيض. وبعد ذلك بأيام اعتقلت السلطات عسكريين سطوا على 7 رشاشات "كلاشنيكوف" من ثكنة عسكرية في تازة شمال فاس. وتردد وقتها أن شبكة اصولية وراء العملية. وقالت تنظيمات تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان إن حملات الاعتقالات على خلفية هذه الأحداث طاولت مئات الأشخاص، دان القضاء عدداً منهم. ووصفت أوساط إعلامية مغربية متزعمي هذه التنظيمات ب"أمراء الدم"، وهدد "أمير" إحدى الجماعات المتطرفة، واسمه يوسف فكري، المعتقل حالياً في رسالة ب"تحويل البلاد إلى بركة دماء". وتحدث مرتادو بعض مساجد الدار البيضاء أنهم عثروا على رسائل تدعو إلى "استباحة أرواح الكفار"، وتتهم السلطات بالخروج عن العقيدة. وقيل إن بعض هذه المنشورات وزع قبل أسبوع من تنفيذ الهجمات الأخيرة في الدار البيضاء. إلى ذلك، قال راصدون لتطورات الحركات الإسلامية في البلاد، إن تنظيمات "الصراط المستقيم" و"السلفية الجهادية" و"التكفير والهجرة" و"أنصار الإسلام"، لا علاقة لها بتيارات دينية تدعو إلى "الوعظ والارشاد"، وان المنتسبين إليها شبان ذوو تأهيل معرفي بسيط في المسائل الدينية، مما يجعلهم فريسة سهلة للدعوات إلى العنف والقتل والانتقام. وكان المغرب شهد في أواسط الثمانينات مجموعات متطرفة تحض الناس على نبذ الخمور وارتياد الملاهي، لكنها كانت تكتفي بالرسائل والمنشورات، في حين أنها المرة الأولى التي يظهر فيها انتحاريون على هذه الدرجة من العنف.