دانت محكمة فاس أمس ستة ناشطين إسلاميين ينتمون الى تيار "السلفية الجهادية". وشملت الأحكام إدريس ابو ياسردين بالسجن ستة أشهر ومحمد بن حمو أبو أيمن، أربعة أشهر، وعصام الزمزني ستة أشهر، وعادل عشير اربعة اشهر، ومحمد الحمومي اربعة اشهر ومحمد مبروك اربعة أشهر. وتناولت التهم ضدهم أمام محكمة فاس السرقة والضرب والجرح. وهم اعتُقلوا ودينوا بعد العفو الذي طاول نجل زعيم الجماعة "ابو حفص" أخيراً. وصدرت هذه الأحكام بعد يوم من مواجهة في الدار البيضاء بين إثنين فارين من جماعة "الصراط المستقيم" ورجل أمني، مما أدى الى إصابة الثلاثة بجروح. وفي الإطار ذاته، أعلن مصدر أمني مغربي اعتقال سبعة ناشطين جدد في جماعة "التكفير والهجرة" التي يقودها يوسف فكري، ليُضافوا بذلك الى التسعة المعتقلين في سجن عكاشة في الدار البيضاء على ذمة التحقيق بتهم ارتكاب جرائم قتل واعتداءات بالسلاح الابيض واعمال نهب متعددة. واضاف المصدر ان حملات تمشيط واسعة تقودها فرق خاصة مكّنت من اعتقال هؤلاء، في حين لا يزال البحث مستمراً عن المرشد الروحي للجماعة بنداوود ضمير. ولفت الى ان الجماعة تعمد باستمرار الى تغيير مواقعها، ما جعل أمر اعتقال افرادها بالسرعة المطلوبة متعذراً. وفي حين يستمر التكتم الرسمي على تفاصيل وملابسات اعتقال ناشطي جماعة "التكفير والهجرة" وجماعة "الصراط المستقيم" الذين ينظر اليهم على انهم "الاكثر دموية" بين الجماعات المتشددة، نأى أحد أبرز شيوخ الحركة الاسلامي في المغرب بنفسه عن التهم الموجهة الى حركة "السلفية الجهادية" بقيادة احمد الرفيقي الملقب "ابو حذيفة" بالتكفير واستخدام العنف وسيلة لنشر العقيدة. واتهم الشيخ حسن الكتاني الذي تناولته صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" ضمن "مشايخ امراء الدم"، اليسار المغربي ب"تعمد تشويه صورتنا العلمية". والكتاني حاصل على ماجستير في الفقه واصول الدين من جامعة الاردن التي تخرج منها أيضاً نجل زعيم "السلفية الجهادية" الملقب "ابو حفص" الذي دين بالسجن ستة اشهر بتهمة "استخدام صفة بغير حق والحض على العنف والتهديد بالسلاح". وأصدر العاهل المغربي الملك محمد السادس في حقه عفواً في عيد جلوسه على العرش نهاية الشهر الماضي. وقال الكتاني ل"الحياة": "اننا اضطرنا الى النزول للساحة لحماية الشباب من الانحراف، نُمدح أم نذم على ذلك؟". وأشار الى "تنظيم جلسات للوعظ والارشاد والتنقل بين الاحياء الفقيرة لنشر الفضيلة. ففي غياب المرشد تنتشر الافكار المنحرفة". واضاف: "وجدنا انفسنا بين نارين. فنحن ننتسب لطائفة تؤدي دورها، تعلمنا لتعليم الرعايا"، معتبراً ان الاماكن التي يرتادها علماء الدين "لا تشوبها فتن". وقال الكتاني انه "صدم للاعترافات المنسوبة الى المتهمين بذبح ضحاياهم والتنكيل بجثتهم". ورفض في شدة جنوح اي من الحركات الاسلامية للعنف، واوضح ان التكفير والهجرة "فكر منحرف ونحن ابعد الناس عن هذا الفكر وننكره". وقال ان طائفته "يخالطون الناس وغير منعزلين". واشار انه لم يسمع قط عن "أمير التكفير والهجرة" يوسف فكري او عن المرشد الروحي بنداوود ضمير، معتبراً افكار "التكفير والهجرة" و"الصراط المستقيم" بأنها "احوال شاذة ونادرة في المجتمع لا يعرفها احد من ابناء المغرب ولا يمكن نسبنا اليهم او نسبهم الينا". يذكر ان اعتقال الناشطين الاصوليين اماط اللثام عن اعمال قتل مروعة اعترف المتهمون بثمانية منها ضمنهم دركي وكاتب عدل عثر على جثتهما في بئر مهجورة.