يستعد اليمين الفلامنكي المتطرف في بلجيكا المتمثل بحزب "فلامس بلوك" لتحقيق نتائج "تاريخية" خلال الانتخابات الاشتراعية الأحد المقبل، مستفيداً من أجواء سياسية سلبية تهيمن على أنفير شمال منذ أشهر عدة. ومع أن نتائج استطلاعات الرأي تشير إلى احتمال حصول الحزب على 18 في المئة من أصوات الناخبين، يرجح أن تتمكن الأحزاب السياسية التقليدية من إبقائه في صفوف المعارضة. ويدعو هذا الحزب إلى استقلال منطقة فلاندرا، وهو لا يفكر في المشاركة في حكومة فيديرالية إلا "في حال كانت تهدف إلى تكريس تقسيم البلاد"، على ما قال زعيم الحزب فيليب دوفينتر خلال جولة انتخابية في سوق بورغر هاوت وهو حي في أنفير يسكنه عدد كبير من المهاجرين. ويربط "فلامس بلوك" الذي يقارن بحزب الحرية النمسوي بزعامة يورغ هايدر، بين انعدام الأمن والهجرة والصفقات السياسية. وقال دوفينتر: "الكثير من الناس هنا يقولون إنهم لم يعودوا يشعرون بأنهم في بلدهم، وبعضهم يشتكي أن كل المحلات بات يديرها مغاربة أو سود". وفي المقابل، أبدى فؤاد حيدر العربي الأصل مرشح تحالف "أس بي آي-سبيريت" اليساري الفلامنكي إلى مجلس الشيوخ وأحد السياسيين القلائل الذين ينافسون حزب "بلوك" في معقله، أسفه الشديد لأن أعضاء "فلامس بلوك" يزرعون "الحقد في النفوس منذ سنوات طويلة". وقالت النائبة فوزية طلحاوي العربية الأصل المدافعة عن البيئة التي يعاني حزبها "أغاليف" تراجعاً كبيراً في استطلاعات الرأي، إن من الصعب الدفاع عن حصيلة تحرك أحزاب الغالبية المنضوية تحت لواء "قوس قزح" ليبرالية واشتراكية ومدافعة عن البيئة. ويتهم كثيرون حركة سياسية أسسها مهاجرون في أنفير هي "الرابطة العربية-الأوروبية" بدفع الكثير من الفلامنكيين المعتدلين إلى أحضان اليمين المتطرف. وأثارت هذه الرابطة جدلاً عندما شكلت في الخريف الماضي دوريات لمراقبة تصرفات الشرطة في المدينة حيال الشباب المهاجر ودعت إلى إقامة مدارس إسلامية. واعتبرت الجالية البلجيكية المسلمة هذه الرابطة بأنها متطرفة. وتشارك الرابطة في انتخابات الأحد بلائحة تضم أيضاً مرشحين من اليسار المتطرف. وتأمل في أن ينجح رئيسها دياب أبو جهجاه في دخول البرلمان.