سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حزب المحافظين أكبر الأحزاب ... واليمين المتطرف ضربته الخلافات الداخلية . شوسيل يفوز في الانتخابات الاشتراعية النمسوية ويبحث عن حلفاء لتشكيل حكومة تتمتع بالغالبية
فيينا - أ ف ب، رويترز - حقق المحافظون بزعامة المستشار النمسوي وولفغانغ شوسيل انتصاراً تاريخياً في الانتخابات الاشتراعية التي أجريت اول من امس، لكنهم سيواجهون صعوبات في تشكيل الحكومة المقبلة، على ما افاد محللون. ونجح شوسيل في الرهان المحفوف بالمخاطر الذي اخذه عبر دعوته الى انتخابات مبكرة وجعل من حزب المحافظين اكبر احزاب النمسا للمرة الاولى منذ عام 1966. لكن بحصوله على 42 في المئة من الاصوات فقط، عليه ايجاد حلفاء لتشكيل حكومة تتمتع بغالبية. واعلن المستشار النمسوي انه سيجري مشاورات مع الاحزاب كلها. وقال المحلل السياسي انتون بيلينكا: "لا يمكن ان تتشكل حكومة من دون حزب المحافظين او ضد حزب المحافظين". وحقق المحافظون الذين حصلوا في الانتخابات الاخيرة على .926 في المئة، تقدماً هائلاً على حساب حلفائهم في الائتلاف الحكومي المنتهية مدته اي حزب الحرية اليميني المتطرف بزعامة يورغ هايدر الذي تراجع 16 نقطة. وتمنى الرئيس الحالي لحزب الحرية هربرت هوبت مواصلة الائتلاف الحالي معلناً في الوقت ذاته انه يقترح استقالته. لكن هايدر الذي يبقى الرجل القوي في الحزب، لم يدل بأي تصريحات مساء اول من امس حول التجديد للائتلاف الحالي. وكثف هايدر الزعيم التاريخي لليمين المتطرف في النمسا، الهجمات على شوسيل متهماً اياه بخداعه. واوضح بيلينكا ان "سلطة يورغ هايدر لم تعد على ما كانت عليه"، مضيفاً "اذا وافق على مشاركة حزب الحرية في الحكومة فهذا سيشكل مؤشراً اضافياً على ضعفه". ورفض زعيم الحزب الاشتراكي - الديموقراطي ألفرد غوسينباور مساء اول من امس حصول "ائتلاف كبير" مع المحافظين، متمسكاً بوعد في هذا الشأن قطعه قبل خسارته الانتخابية. واعتبر بيلينكا ان "اي مشاركة للحزب الاشتراكي الديموقراطي في الحكومة تعني تخلي غوسينباور عن زعامته". اما زعيم الخضر ألكسندر فان دير بيللين الذي حصل حزبه على .968 في المئة من الاصوات في مقابل .47 في المئة عام 1999، فشدد على ان "تفويض الناخبين يعزز دور الخضر كحزب معارض". واعلن الرئيس النمسوي توماس كليستل انه سيبدأ مشاورات تمهيدية مع زعماء الاحزاب الاربعة. واياً كانت نتيجة المشاورات، فان شوسيل تمكن من خلال هذا الفوز الانتخابي ان يثأر بعدما تحدى الاتحاد الاوروبي عبر اشراكه اليمين المتطرف في الحكم وتمكنه من اضعاف نفوذه. وكان الاتحاد الاوروبي ضرب عزلة على الحكومة النمسوية التي شكلت في شباط فبراير 2000، استمرت سبعة اشهر، بعدما صدم بوصول اليمين المتطرف الى الحكم. وكان شوسيل دعا الى انتخابات اشتراعية مبكرة في ايلول سبتمبر الماضي، بعدما دفع يورغ هايدر وزراء حزب الحرية الى الاستقالة. اما ألفرد غوسينباور الذي عين عام 2000 زعيماً للحزب الاشتراكي الديموقراطي بعدما اصبح في صفوف المعارضة، ففشل في حشد صفوف انصاره. واحرز حزبه في الانتخابات الحالية تقدماً بثلاث نقاط مسجلاً .936 في المئة. لكن مئات الآلاف من الناخبين الذي انتقلوا على مر السنين من الحزب الاشتراكي - الديموقراطي الى صفوف حزب الحرية لم يعودوا الى الفلك الاشتراكي. انحدار اليمين المتطرف في المقابل، لم يتمكن اليمين المتطرف من تجاوز امتحان السلطة. واضطر الحزب الذي يقدم نفسه على انه "المدافع عن الفقراء" الى مواجهة قرارات غير شعبية، في حين لم يتحمل يورغ هايدر الغياب عن الاضواء. فهايدر الذي هو مثار جدل كبير، لم يدخل الحكومة، واضطر الى جعل مساعديه يشاركون المحافظين الحكم. وساهمت الخلافات العلنية بين وزراء حزب الحرية ويورغ هايدر الذي اكثر من الحملات ضد توسيع الاتحاد الاوروبي، وزياراته الى بغداد للقاء الرئيس العراقي صدام حسين، في تقهقر.