بدأت محاكمة ثلاثة من ضباط صرب البوسنة المتهمين بالمشاركة في المجزرة الجماعية التي ارتكبت بحق نحو ثمانية آلاف مسلم من سكان مدينة سريبرينيتسا شرق البوسنة، وذلك أمام محكمة الجزاء الدولية الخاصة بمنطقة يوغوسلافيا السابقة في لاهاي أمس. وحدثت المجزرة، التي أُعتبرت الأسوأ في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بعدما اجتاحت القوات الصربية سريبرينيتسا التي كانت ملاذاً آمناً بقرار من مجلس الأمن في تموز يوليو 1995. ومثل أمام المحكمة ثلاثة من كبار الضباط الصرب الذين أشرفوا على اجتياح سريبرينيتسا ويتحملون مسؤولية المجزرة، وهم: فيدوي بلاغوييفيتش ودراغان اوبرينوفيتش ودراغان يوكيتش. ويواجه المتهمان الأولان تهمة الابادة الجماعية التي تشكل الاتهام الأخطر في القانون الدولي، بينما وجهت الى يوكيتش تهمة ارتكاب جرائم حرب وعلميات ضد الإنسانية. ووصل المدعي في المحكمة بيتر ماكلوزي، في مرافعته في بداية المحاكمة مجزرة سريبرينيتسا بأنها "عار على الإنسانية". وأضاف "لكن المأساة الأكبر في سريبرينيتسا لم تبق اليوم تعني القتلى فحسب، بل يجب علينا أن نفكر في عائلات أولئك الذين حكم المتهمون الحاضرون هنا أمام المحكمة عليهم بالعيش من دون أب أو شقيق". ونقل تلفزيون بلغراذ أمس جانباً من وقائع المحاكمة من دون تعليق. وكانت محكمة لاهاي قضت قبل عامين بالحكم على قائد اجتياح الصرب لسريبرينيتسا الجنرال راديسلاف كريستيتش بالسجن مدة 46 سنة، وهي أقسى عقوبة تصدرها المحكمة حتى الآن. ويذكر ان زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كاراجيتش وقائده العسكري الجنرال راتكو ملاديتش، تعتبرهما محكمة لاهاي المسؤولين الرئيسين في مجزرة سريبرينيتسا، ولا يزالان فارين منذ توجيه الاتهام اليهما قبل 8 سنوات.